اعلن بيان رسمي في بكركي ان البطريرك الراعي الذي سيزور السعودية الاسبوع المقبل، سيلتقي الرئيس سعد الحريري. وفي الوقت ذاته شددت كتلة المستقبل النيابية وتيار المستقبل بعد اجتماع مشترك على ضرورة عودة الرئيس الحريري لاعادة الاعتبار والاحترام للتوازن في لبنان.
وقد استمرت حركة المشاورات والاتصالات الداخلية على زخمها في قصر بعبدا الذي استقبل امس الرئيس تمام سلام والبطريرك الماروني الراعي ووفد الهيئات الاقتصادية.
وقد صدر بيان عن بكركي حول اللقاء جاء فيه: تم البحث في موضوع زيارة البطريرك الراعي الى المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة رسمية، فكان توافق على اهمية ما ستحمله الزيارة من تأكيد على ضرورة تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية، ورفضه الدخول في محاورها مع السعي الدؤوب لان يكون واحة سلام واستقرار وحوار، تختبر فيه الثقافات والديانات نموذج العيش معا والتفاعل الحضاري والوطني. وبما ان جدول اعمال الزيارة سيتضمن لقاء مع دولة الرئيس سعد الحريري، كان تأكيد على ان سعي غبطة البطريرك حيال استقالة دولته سيكون مكملا لما يقوم به فخامة الرئيس، من اجل صون الوحدة الوطنية وتجنيب لبنان المزيد من الازمات.
بيان المستقبل
وقد عقدت كتلة المستقبل النيابية والمكتب السياسي لتيار المستقبل، اجتماعا مشتركا في بيت الوسط، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، خصص للتداول في المستجدات السياسية المحلية، ومآل الاتصالات الجارية على غير مستوى، والأزمة الوطنية التي يمر بها لبنان في غياب الرئيس الحريري واصدرا بيانا أكد أن عودة رئيس الحكومة اللبنانية الزعيم الوطني سعد الحريري ورئيس تيار المستقبل ضرورة لاستعادة الاعتبار والاحترام للتوازن الداخلي والخارجي للبنان، وذلك في إطار الاحترام الكامل للشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور واتفاق الطائف وللاحترام للشرعيتين العربية والدولية.
وأكدت الكتلة والمكتب السياسي على الوقوف مع الرئيس سعد الحريري ووراء قيادته قلبا وقالبا، ومواكبته في كل ما يقرره، تحت اي ظرف من الظروف.
لقاءات الحريري
وعلى صعيد الرئيس الحريري، فقد التقى في الرياض امس السفير الفرنسي في السعودية فرانسوا غويات. وكان استقبل امس الاول، كما أفاد مكتبه الاعلامي، رئيسةَ بعثة الاتحاد الاوروبي في المملكة ميشيل سيرفون دورسو، كما استقبل الرئيس الحريري الثلاثاء الماضي على التوالي القائم بالاعمال الأميركي في الرياض كريستوفر هينزل والسفير البريطاني سايمون كولينز.
وقد قال الرئيس الفرنسي ماكرون امس إنه أجرى اتصالات غير رسمية مع الرئيس سعد الحريري ولكنه لم يتلق طلبا لاستضافته في فرنسا.
وقال ماكرون أيضا في مؤتمر صحافي قبل توجهه إلى السعودية للاجتماع مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الرياض إنه لن يدلي بأي تصريح علني بشأن موجة من عمليات الاحتجاز في السعودية قائلا إنه ليس من أسلوبه التدخل في السياسات الداخلية للدول الأخرى.
وكانت وكالة رويترز نقلت عن مسؤول لبناني كبير قوله إن لبنان يعتقد أن السعودية تحتجز رئيس وزرائه سعد الحريري، مضيفا أن بلاده تتجه لدعوة دول عربية وأجنبية للضغط على الرياض لإعادته. وقال الاعلامي مرسيل غانم في برنامجه كلام الناس من قناة LBC ان المسؤول الكبير هو الرئيس ميشال عون.
كما نقلت الوكالة عن مصدر ثان، وهو سياسي مقرب من الحريري قوله ان المملكة أمرته بالاستقالة ووضعته قيد الاقامة الجبرية. كما قال مصدر ثالث ان السعودية تقيد حركته.
في دار الفتوى
كما استمر تدفق الوفود والشخصيات على دار الفتوى، وقد قال وزير الداخلية نهاد المشنوق بعد لقائه المفتي دريان لبنان يعيش أزمة وطنية كبرى تستوجب التشاور الدائم مع سماحة المفتي، والتفاهم على خطوات من أجل التلاقي على قاعدة تفاهم مشترك حول مستقبل الشأن الحكومي. ودعا إلى انتظار عودة الرئيس الحريري لأنه هو الذي يقرر طبيعة المرحلة المقبلة، بالتشاور مع كل الرؤساء والقوى السياسية المعنية.
وردا على سؤال عن الكلام الإعلامي عن تعيين بهاء الحريري رئيسا للحكومة، أجاب المشنوق: هذا الكلام دليل على جهل بطبيعة لبنان وطبيعة السياسة فيه، وليس دليلا على أن هناك حديثا جديا عن هذا الموضوع، كما أننا لسنا قطيع غنم ولا قطعة أرض تنتقل ملكيتها من شخص إلى آخر.