IMLebanon

الحريري يزور باريس ويعود الى بيروت قبل الاحد لتقديم استقالته

يتوقع ان يغادر الرئيس سعد الحريري وعائلته السعودية هذا الاسبوع الى باريس بدعوة من الرئيس الفرنسي ماكرون. وفي برنامجه من الآن وحتى يوم الاحد المقبل، العودة الى بيروت لتقديم استقالته رسميا، ثم يقوم بجولة اوروبية وخليجية تعود بعدها عائلته الى السعودية.
وكان قصر الاليزيه قد أعلن ان ماكرون دعا الحريري واسرته إلى فرنسا، بعد اتصال أجراه مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان. وقال ماكرون في وقت لاحق ان دعوته ليست عرضا لمنفى سياسي.
وأضاف للصحافيين في بون عندما سئل عن عرضه المنفى على الحريري كلا.. إطلاقا.. آمل أن يكون لبنان مستقرا، وأن تكون الخيارات السياسية متسقة مع حكم المؤسسات. وتابع نحن بحاجة للبنان قويا مع احترام وحدة أراضيه. نحتاج لزعماء لديهم الحرية في خياراتهم ويمكنهم التحدث بحرية.
وفي الوقت ذاته وصل وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الى الرياض للقاء الامير محمد بن سلمان والحريري.
موقف عون
والموقف الفرنسي الجديد تزامن مع موقف أطلقه الرئيس ميشال عون وقال فيه ان لا شيء يبرر عدم عودة رئيس مجلس الوزراء الرئيس سعد الحريري الى بيروت بعد مرور 12 يوما على اعلانه من الرياض استقالته، وعليه، فإننا نعتبره محتجزا وموقوفا وحريته محددة في مقر احتجازه. وأشار الى أن هذا الاحتجاز هو عمل عدائي ضد لبنان، ولا سيما أن رئيس الحكومة يتمتع بحصانة ديبلوماسية وفق ما تنص عليه اتفاقية فيينا.
وقال: إن ما حصل ليس استقالة حكومة، بل اعتداء على لبنان وعلى استقلاله وكرامته وعلى العلاقات التي تربط بين لبنان والسعودية. ولفت الى ان دولا عربية تدخلت من أجل عودة الرئيس الحريري إلا أنه لم يحصل معها أي تجاوب.
رد الحريري
كلام رئيس الجمهورية رد عليه الرئيس الحريري بتغريدة قال فيها: بدي كرر انا بالف خير وراجع مثل ما وعدتكم، وحا تشوفوا، كما برز بعد الظهر اعلان وزير الخارجية جبران باسيل من ايطاليا مواصلة التحرك عن طريقة الاخوة مع السعودية لحل الازمة. واضاف إن لبنان يريد علاقات طيبة مع السعودية لكنه وصف وجود الحريري في الرياض منذ استقالته في الرابع من تشرين الثاني الجاري بأنه ليس وضعا طبيعيا.
واكتملت الصورة مساء بقول الياس بو صعب، مستشارِ الرئيس للشوؤن الدولية بعد زيارته قصر بعبدا، ان الموقف الرئاسي ينطلق من الحرص على عودة الحريري، خصوصا ان رئيس الجمهورية يرى ان ما يجري يُمكن ان يستغل للاساءة الى العلاقات اللبنانية – السعودية، التي يحرص الرئيس عون كل الحرص عليها وعلى تطويرها وتعزيزها.
وقد زار باسيل مساء أمس البطريرك الراعي في مقر اقامته في المعهد الماروني في روما، وقال بيان لبكركي انه كان هناك توافق على ان الامور الوطنية والسياسية لن تستقيم الا بعودة الرئيس الحريري الى لبنان، مع التنويه بوحدة الموقف اللبناني حيال المطالبة بالعودة. وفي ختام اللقاء سلم الراعي لباسيل رسالة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
الى ذلك، أجرى الراعي بعد مغادرته الرياض، اتصالا هاتفيا بالرئيس الحريري أكدا فيه على التواصل بانتظار العودة السريعة الى لبنان، من اجل عودة الحياة السياسية الطبيعية اليه.
في هذا الوقت، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، في لقاء الاربعاء النيابي امس، انه على رغم الأزمة التي نمر بها، فإن لبنان لا يزال في أمان سياسي وأمني وإقتصادي، وان وحدة اللبنانيين كفيلة حمايته وتجاوز هذه الأزمة.
وقال: حتى بعد عودة الرئيس الحريري، فإنه امام السيناريوات المرتقبة أكرر ان العودة عن الإستقالة فيها عدالة وإستقرار لبناني وعربي، وليس فيها إستفزاز لأحد.
رسالة عبر صقر
ونفى النائب عقاب صقر أن يكون الحريري وأسرته محتجزين في الرياض. وقال ل رويترز إن الحريري تحدث إليه امس الأربعاء.
وأعلن كلفني الرئيس الحريري أن أعلن تقديره العالي لحرص الرئيس عليه.. وكل الحريصين.. والقلقين عليه ويتفهم قلقهم. لكنه يؤكد للجميع أنه ليس محتجزا.. عائلته ليست محتجزة. والسعودية لا تكن أي عدائية للبنان ولا تكن للبنان إلا كل الخير.
وأضاف صقر هو طلب مني أن أقول هذا. هذا تكليف من الرئيس الحريري وليس كلامي أنا.
وعلّق شقيق الرئيس سعد الحريري، بهاء الحريري، على استقالة اخيه، وقال لوكالة اسوشيتد برس انه يدعم قرار أخيه. واتهم حزب الله بالسعي إلى السيطرة على لبنان، معربا عن امتنانه للمملكة العربية السعودية على عقود من الدعم للمؤسسات الوطنية في لبنان.
وكان رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب دعا الحريري إلى العودة إلى لبنان. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن وزير الخارجية جان إيف لو دريان سيبحث في الرياض الأزمة اللبنانية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ويجتمع بالحريري.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أنييس روماتيه-إسباني للصحافيين خلال إفادتها اليومية إن وزير الخارجية سيؤكد أهمية تجنب أي تدخل واحترام مبدأ السيادة في المنطقة. وأضافت أن الوزير سيؤكد ارتباط فرنسا باستقرار لبنان في هذا السياق.
وأصدر نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الخارجية البلجيكية ديدييه رينديرز بيانا اشار فيه الى انه تابع عن كثب التطورات الاخيرة في لبنان. واعرب عن دعمه لوحدة الجمهورية اللبنانية واستقرارها وسيادتها وأمنها.
ورأى انه يجب ان تتمكن الحكومة اللبنانية من التركيز على الانتعاش الاقتصادي وتعزيز أمن مواطنيها، فضلا عن مصير العدد الكبير من اللاجئين الذين استقبلهم لبنان بشكل رائع.
وشدد رينديرز على ضرورة تجنب اي زعزعة للاستقرار في هذا البلد الذي يرمز إلى التنوع الديني في الشرق الأوسط والذي تربطه ببلجيكا واوروبا بشكل وثيق علاقة صداقة قديمة، والقيم المشتركة كالتسامح.
وختم: ان رئيس الوزراء سعد الحريري كان مهندس التوازن السياسي وقد كلف، نهاية عام 2016، تشكيل حكومة جامعة قامت بعمل مهم قضى بتفعيل عمل مؤسسات الدولة والتحضير للانتخابات العامة في ربيع 2018.
وختم رينديرز آملا أن يتمكن الحريري من العودة الى بلده مع عائلته في اسرع وقت حتى يتضح وضعه، لما فيه مصلحة الشعب اللبناني والمنطقة.