في رسالة الاستقلال التي وجهها الى اللبنانيين مساء امس، توجه الرئيس ميشال عون الى الاشقاء العرب بالقول ان التعاطي مع لبنان يحتاج الى الكثير من الحكمة والتعقل وخلاف ذلك هو دفع له باتجاه النار.
وقال الرئيس عون في رسالته: لقد أعلنت في خطاب القسم أنه في طليعة أولوياتنا منع انتقال أي شرارة من النيران المشتعلة حولنا الى الداخل اللبناني، وأكدت ضرورة ابتعاد لبنان عن الصراعات الخارجية، والتزامه احترام ميثاق جامعة الدول العربية وبشكل خاص المادة الثامنة منه، لذلك انتهجنا سياسة مستقلة تماما وتحاشينا الدخول في النزاعات ودعونا الى الحوار والوفاق بين الاشقاء العرب ولما نزل، لأن، في الحروب الداخلية خسارة حتمية للمنتصرين، كما للمهزومين، ولا معنى للحالين، لأن الخسارة الكبرى تقع على الوطن. لقد نأى لبنان بنفسه، ولكن للأسف، الآخرين لم ينأوا بنفوسهم ولا بنفوذهم عنه.
رفض الفتن
ومضى الرئيس عون يقول: إن ما تلقاه لبنان هو تداعيات الصدامات وشظايا الانفجارات، ولا شيء ينفع في معالجة التداعيات إن لم يقفل باب النزاعات. ولكنه في كل الحالات لن ينصاع الى أي رأي أو نصيحة أو قرار يدفعه باتجاه فتنة داخلية، ومن يريد الخير للبنان يساعده على تحصين وحدته لأنها صمام أمانه.
وتابع: وفي هذا السياق تأتي الأزمة الحكومية الأخيرة، والإشكالية التي أحاطتها، وصحيح أنها عبرت، إلا أنها قطعا لم تكن قضية عابرة، لأنها شكلت للحكم، وللشعب اللبناني اختبارا صادما وتحديا بحجم القضايا الوطنية الكبرى، يستحيل إغفالها والسكوت عنها. فهل كان يجوز التغاضي عن مسألة واجب وطني فُرضَ علينا لاستعادة رئيس حكومتنا إلى بلده لأداء ما يوجبه عليه الدستور والعرف، استقالة أو عدمها، وعلى أرض لبنان؟ ثم أنها، أولا وآخرا، مسألة كرامة وطن وشعب أظهر حيالها تماسكا وطنيا فريدا، فالسيادة كلٌ لا يتجزأ سواء على الأرض أو في السياستين الداخلية والخارجية.
توجيه رسائل
وقال رئيس الجمهورية، وسط الغليان الحاصل حولنا، بضع رسائل أود توجيهها بكل صراحة وصدق:
رسالتي الأولى هي للأشقاء العرب: إن التعاطي مع لبنان يحتاج الى الكثير من الحكمة والتعقل، وخلاف ذلك هو دفعٌ له باتجاه النار. وعلى الرغم من كل ما حصل لا تزال آمالنا معقودة على جامعة الدول العربية، بأن تتخذ المبادرة انطلاقا من مبادئ وأهداف وروحية ميثاقها، فتحفظ نفسها والدول الأعضاء فيها، وتنقذ إنسانها وسيادتها واستقلالها.
وأتوجه أيضا إلى المجتمع الدولي المدرك لأهمية الاستقرار في لبنان، وأدعوه ليصونه من خلال التطبيق الكامل للعدالة الدولية.
أما الى الللبنانيين فأقول: بوحدتكم تخطيتم الكثير من الصعاب والأزمات والمخاطر، فلا تسمحوا للفتنة أن تطل برأسها بينكم لأنها الدمار الشامل الذي لا ينجو منه أحد. وحدها وحدتكم هي المنقذ، هي أمانكم، هي استقراركم، وهي مستقبل وطنكم وأولادكم.
والى جيشنا وقوانا الأمنية أقول: أنتم حراس الوحدة الداخلية وحماة الحدود، فكونوا دوما جاهزين لأداء واجبكم والوفاء بقسمكم.
وكانت أجواء عيد الإستقلال خيمت على نشاط رئيس الجمهورية أمس، حيث استقبل عشية العيد في قصر بعبدا قائد الجيش العماد جوزاف عون وأعضاء المجلس العسكري: رئيس الاركان اللواء الركن حاتم ملاك، المدير العام للادارة اللواء محسن فنيش، المفتش العام اللواء الركن سمير الحاج، الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء الركن سعد الله حمد وعضو المجلس اللواء الركن جورج شريم.
وخلال اللقاء، سلم قائد الجيش رئيس الجمهورية بزة القتال الجديدة التي اعتمدها الجيش مؤخرا، والتي ارتداها العماد عون واعضاء المجلس العسكري، والتي سيرتديها ايضا العسكريون المشاركون في العرض العسكري اليوم للمرة الاولى.