ارتكب ارهابيون في سيناء مجزرة رهيبة امس عندما استهدفوا مسجدا قرب مدينة العريش بعبوات ورصاص مما ادى الى استشهاد ٢٣٠ مصريا كانوا يؤدون الصلاة واصابة ١٠٩ بجروح. وقد اعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي الحداد الوطني ثلاثة ايام، وقال ان هذا العمل الغادر الخسيس لن يمر دون عقاب وان القوات المسلحة ستثأر للشهداء.
وقالت النيابة العامة المصرية ووسائل اعلام رسمية وشهود ان ارهابيين ارتكبوا المجزرة في مسجد بمحافظة شمال سيناء، عندما فجروا عبوة ناسفة واطلقوا النار على المصلين المتدافعين الى خارج المسجد وعلى سيارات الاسعاف.
روى شهود عيان من موقع تفجير المسجد ان مجموعة مسلحة تضم ١٥ مسلحا كانوا يستقلون سيارتين، وصلوا الى المسجد مترجلين بعد ان تركوا السيارات على بعد ١٥٠ مترا عن مكان الحادث الارهابي. ومع بداية خطبة الجمعة الاولى اقتحم الارهابيون مسجد الروضة، والقوا بالعبوات الناسفة بين المصلين، واطلقوا وابلا من النيران عليهم بشكل مباشر، ولم يكتفوا بذلك، بل انهم اطلقوا النار على الفارين من المذبحة، ثم اشعلوا النار في السيارات المتواجدة حول المسجد، عاقدين العزم على حرق الاخضر واليابس.
الثأر للشهداء
وعقد الرئيس السيسي، اجتماعا عاجلا مع اللجنة الأمنية، التي تضم وزيري الدفاع والداخلية ورئيس جهاز المخابرات العامة، لبحث تداعيات الاعتداء. وأكد أن هذا العمل الغادر الخسيس، الذي يعكس انعدام إنسانية مرتكبيه، لن يمر دون عقاب رادع وحاسم، وأن يد العدالة ستطول كل من شارك، وساهم، ودعّم أو موّل أو حرض على ارتكاب هذا الاعتداء الجبان على مصلين آمنين عزّل داخل أحد بيوت الله.
كما أكد الرئيس السيسي أن الألم الذي يشعر به أبناء الشعب المصري في هذه اللحظات القاسية لن يذهب سُدى، وإنما سيستمد منه المصريون الأمل والعزيمة للانتصار في هذه الحرب التي تخوضها مصر بشرف وقوة ضد الإرهاب الأسود، الذي سيلقى هزيمته ونهايته فوق أرض مصر المباركة، بمشيئة الله، وبثقة وإيمان شعبها الصامد العظيم.
واعلن مجلس الوزراء ان الرئيس السيسي، اصدر توجيهاته للحكومة بصرف تعويض مادي قدره ٢٠٠ الف جنيه لاسرة كل شهيد، و٥٠ الف جنيه لكل مصاب.
وقد بدأت على الفور عمليات عسكرية وامنية واسعة في سيناء، لملاحقة العناصر الارهابية المشاركة في الاعتداء على المسجد. وقد تم استهداف عدة سيارات دفع رباعي للارهابيين وقتل ١٥ ارهابيا على الاقل.
وقد قوبلت المجزرة بادانات عربية ودولية واسعة. وقال إمام الأزهر، الشيخ أحمد الطيب، إن سفك الدماء المعصومة وانتهاك حرمة بيوت الله وترويع المصلين والآمنين يعد من الإفساد في الأرض، وهو ما يستوجب الضرب بكل شدة وحسم على أيدي هذه العصابات الإرهابية ومصادر تمويلها وتسليحها.
بدورها، دانت الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية، وعلى رأسها البابا تواضروس الثاني، الهجوم الإرهابي الذي استهدف مصلين آمنين. وقالت إنها تنعى بكل الحزن والأسى شهداء الوطن الأبرار، مصلين إلى الله أن يهب العزاء لأسر الشهداء والشفاء للمصابين والمجروحين، كما ندعو الله أن يرحم مصر ويدفع عنها هذا الإرهاب الوحشي الغاشم الذي لم نعرف له مثيلاً.