استمرت الاجواء التفاؤلية مخيمة على الساحة السياسية امس، معززة باعلان الرئيس ميشال عون ان الازمة سوف تجد حلا نهائيا لها في بضعة ايام، وسيبقى الرئيس الحريري بكل تأكيد رئيسا للحكومة. وبدوره قال الرئيس الحريري الذي غادر الى باريس مساء أمس الامور ايجابية، واذا استمرت هذه الايجابية فاننا ان شاء الله نبشر اللبنانيين في الاسبوع المقبل بالرجوع عن الاستقالة.
وفي وقت وصل رئيس الجمهورية الى ايطاليا امس في زيارة تستمر حتى غد الجمعة، اعلن في حديث لصحيفة لاستامبا الايطالية ان الازمة التي نشأت عن استقالة الحريري، باتت وراءنا، وان الرئيس سعد الحريري سيواصل مسيرة قيادة لبنان. وقال هذه الازمة سوف تجد لها حلاً نهائيا في بضعة ايام، موضحا ان الافرقاء اللبنانيين كافة منحوه ملء ثقتهم لاجل ذلك، مقدرا وقوف العالم بأجمعه الى جانب لبنان، وكاشفا ان الدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن، وكذلك ايطاليا والمانيا والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية والامين العام للامم المتحدة تضامنوا بشكل كامل مع لبنان في هذا الامر.
وردا على سؤال عما اذا كان الحريري سيبقى رئيسا للحكومة، أجاب عون بكل تأكيد. لقد انتهينا للتو من الاستشارات التي قمنا بها مع مختلف القوى السياسية داخل وخارج الحكومة وهناك ملء الثقة به.
بري مرتاح
بدوره أبدى الرئيس نبيه بري في لقاء الاربعاء ارتياحه لمسار الوضع منذ بدء الازمة الاخيرة، وقال ان الاجماع اللبناني الذي تجلى بأفضل حالاته في مواجهة هذه الازمة، شكل ارتكازاً للإجماع الدولي على دعم لبنان وإستقراره. واستبعدت مصادر عين التينة تعديل البيان الوزاري الحالي لأن على اساسه، نالت الحكومة الثقة، الا انها توقّعت أن يصار الى إصدار بيان عن الحكومة يتطرّق الى النأي بالنفس عقب اول جلسة يعقدها مجلس الوزراء، بعد عودة الرئيس عون من ايطاليا، على أن تعقبه بيانات تصدر في شكل منفصل، عن الكتل النيابية والاحزاب والشخصيات السياسية كلّها، يؤكّدون فيها تأييدهم للموقف الحكومي الجديد. كما نفت المصادر كل التحليلات التي تتحدث عن قيام تحالفات سياسية جديدة، مؤكدة ان الاستقرار اولوية ولا اقصاء لاي طرف.
الحريري: الامور ايجابية
وقد شارك الرئيس سعد الحريري في اشاعة أجواء التفاؤل مساء أمس بعد مشاركته في الاحتفال الذي نظمته دار الافتاء لمناسبة عيد المولد النبوي الشريف في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مسجد محمد الأمين، بمشاركة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان.
وفي نهاية الحفل، قال الرئيس الحريري ردا على سؤال: أود أن أهنئ جميع اللبنانيين لمناسبة عيد المولد النبوي الشريف، وأقول لهم كل عام وأنتم بخير. الأمور إيجابية كما تسمعون، وإذا استمرت هذه الإيجابية، فإننا إن شاء الله نبشر اللبنانيين في الأسبوع القادم مع الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بالرجوع عن الاستقالة.
وحول إمكانية اجتماع مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، قال الرئيس الحريري: سنرى كيف سيكون مسار الأمور، ولكنها إيجابية إن شاء الله.
هذا وقد ظهرت مواقف معارضة امس لما أعلنه رئيس الجمهورية عن حزب الله. وقد قال النائب السابق فارس سعيد مساء أمس ان التسوية المرتقبة مخالفة لثلاث شرعيات: الشرعية اللبنانية، والشرعية العربية والشرعية الدولية.
وردا على قول الرئيس ميشال عون لصحيفة لاستامبا الايطالية ان اللبنانيين يعتبرون حزب الله قوة دفاع وليس حزبا ارهابيا، قال سعيد: نحن نعتبر ان لا دولة في لبنان بل حزب الله حل مكانها.
واضاف ان الرئيس عون لم يخل منذ ٢٠٠٦ الى اليوم باتفاقه مع حزب الله الذي يقضي بتغطيته لسلاح حزب الله مقابل أن يصل الى رئاسة الجمهورية.