قالت مصادر سياسية، ان المعالجة الحالية للازمة تتركز على البيان الذي سيصدر عن مجلس الوزراء الاسبوع المقبل حول النأي بالنفس، لتكتمل التسوية ويعلن الرئيس سعد الحريري العودة عن الاستقالة. وتحدثت المصادر عن مواكبة خارجية للاتصالات الجارية وخاصة من مصر وفرنسا.
وينتظر ان يتوسع اطار المشاورات مع عودة الرئيس ميشال عون امس من زيارته لايطاليا. وقد استمرت الزيارة ثلاثة ايام، عقد في خلالها رئيس الجمهورية قمة مع نظيره الايطالي سرجيو ماتاريلا في قصر كويرينالي، والتقى رئيس الحكومة الايطالية باولو جنتيلوني، كما افتتح في خلالها مؤتمر الحوار الاوروبي-المتوسطي 2017، كما التقى الجالية اللبنانية في ايطاليا.
واعلن جنتيلوني ان حكومته سوف تعمل على تنظيم مؤتمر خاص لدعم القوات المسلحة اللبنانية خلال الفترة المقبلة، وهي في صدد اجراء الاتصالات اللازمة لضمان نجاحه. كما اكد استمرار دعم حكومته لمهمة القوات الدولية العاملة في الجنوب اليونيفيل وفق التفويض الذي اعطي لها بموجب القرار 1701.
مشاورات الحريري وباسيل
وذكرت المصادر السياسية ان مشاورات مرتقبة في الساعات المقبلة بين الوزير جبران باسيل والرئيس الحريري الموجود في باريس لوضع اللمسات الاخيرة على بيان التفاهم المرتقب.
وفي هذا المجال، اوضح عضو كتلة المستقبل النائب خالد زهرمان لالمركزية ان كل الاجواء المتجمّعة في الافق السياسي ايجابية وجدّية تسير نحو الحل المنشود، ونقطة التحوّل كانت من خلال نتائج مشاورات بعبدا، مؤكداً ان التسوية تختلف عن التي سبقتها، لانها برعاية فرنسية – مصرية وبقوّة، فالبلدان دخلا على خط المعالجة لتصحيح شوائب التسوية السابقة، وستكونان الجهتين الضامنتين للالتزام ببنودها، مشيراً الى ان السعودية ليست بعيدة من اجوائها، وهي وافقت على اعطاء دور للفرنسيين والمصريين على ايجاد حلّ للازمة الاخيرة، واي خطوة تُتخذ في هذا الشأن تكون بالتنسيق معها، خصوصاً انها معنية في شكل اساسي بما حصل.
صياغة واضحة
وقد كان موضوع البيان السياسي للتسوية مدار بحث امس بين الرئيس نبيه بري ووزير الداخلية نهاد المشنوق الذي قال: التشاور مع دولته دائما فاتحته خير وخاتمته خير. وانتم تعلمون جو البلد والنقاش حول البيان الذي يفترض ان يصدر عن مجلس الوزراء ويرد على الاسئلة التي طرحها الرئيس الحريري، سواء تلك التي تتعلق بالطائف او بالنأي بالنفس او بعلاقات لبنان بالدول العربية.
وأضاف: كان الرئيس بري واضحا ان الاجوبة عن هذه الاسئلة الثلاثة في البيان ستكون صارمة واكيدة وواضحة وليست خاضعة لاي التباس من الالتباسات التي نسمعها في الاعلام يوميا، وتضيع الجهد الجدي الذي يجري بين الرؤساء الثلاثة لهذه الصياغة. نحن من جهتنا ايضا مصرون على ان يكون هذا البيان بالنفس الذي تكلم فيه الرئيس بري، وان يكون واضحا وبشكل اكيد وينهي هذه الازمة اذا كان هناك من مجال أن ينهيها على خير وعلى صدق وجدية وتماسك. ويجب ان يكون واضحا ان الرئيس الحريري بكلامه عن التريث، قصد تقديم مصلحة البلد وأمنه وأمان اهله على اي شيء آخر، وهذا لا يعني ان باستطاعة الرئيس الحريري او برغبته ان يتجاهل رغبة اللبنانيين في أن يخدم النص مستقبلهم وليس فقط حاضرهم لليوم وللغد وبعد الغد، ويخدم مستقبل التماسك السياسي الموجود في البلد. ما لم يتم ذلك تبقى الازمة مكانها ونكون لم نحل اي مشكلة.
وقد اكد الرئيس الحريري في حديث الى مجلة باري ماتش انه سيستأنف دوره كرئيس للحكومة في حال تم التجاوب مع مطالبه واضاف: اردت ان يفهم العالم ان لبنان لم يعد قادرا على تحمل تدخلات حزب الله في شؤون دول الخليج حيث يعيش ٣٠٠ الف لبناني. وجودهم مهم جدا لاقتصادنا ويجب الا ندفع ثمن اعمال حزب الله.
واضاف ردا على سؤال: علينا ان نميز. في لبنان، لحزب الله دور سياسي. لديه اسلحة ولكنه لا يستخدمها على الاراضي اللبنانية. ان مصلحة لبنان هي بضمان عدم استخدام هذه الاسلحة في اماكن اخرى. وهذه هي المشكلة.
هذا، وندد الحريري بالعمليات التي تستهدف المملكة العربية السعودية، وآخرها عملية إطلاق صاروخ باليستي مصدره الاراضي اليمنية. واعتبر ان مثل هذه العمليات تشكل تهديدا جديدا للامن الإقليمي وتنذر بعواقب خطيرة