لا تزال قضية القدس تستأثر بالاهتمام محليا وعربيا واسلاميا، وقد تطرق اليها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال جولة له في قرى منطقة الحدود الجنوبية. وقد قال في رميش امس انه لا يمكن القبول بتهويد القدس كما يرمي اليه قرار الرئيس الاميركي ترامب.
وقال البطريرك الراعي: لا يسعنا ونحن على الحدود الجنوبية إلا أن نذكر بصلاتنا القدس المدينة المقدسة التي على أرضها تم عمل الفداء: من ميلاد ابن الله إنسانا، إلى إعلانه ملكوت الله والدخول إليه بالتوبة والولادة الجديدة، فإلى صلبه وقيامته، وإلى تأسيس كنيسته. القدس مدينة مقدسة أيضا للديانتين الاسلامية واليهودية. فيها مدعوون، بتدبير إلهي، ليعيش معا بسلام جميع المؤمنين بالله من الديانات الثلاث، ويبنوا في العالم سلام الله.
أضاف: لقد أظهر تاريخ المدينة البعيد والقريب أنه لا يمكن لأي شعب أو دين أو دولة أن يحتكرها، بالرغم مما شهدت من حروب واحتلالات. فعلى مدى تاريخها القديم والحديث والمعاصر هوجمت 52 مرة، وتم الاستيلاء عليها وإعادة تحريرها 44 مرة، وحوصرت 23 مرة، ودمرت مرتين. وعلى هذه الأرض الفلسطينية توالى الكنعانيون فاليهود فالرومان الوثنيون فالمسيحيون فالمسلمون فالصليبيون فالأيوبيون فالمغول فالمماليك فالعثمانيون فالبريطانيون إلى أن وافقت الجمعية العمومية في 29 تشرين الثاني 1947 على مشروع تقسيم فلسطين إلى دولتين: دولة إسرائيلية ودولة عربية، على أن تبقى القدس تحت إدارة دولية كجسم مستقل.
وقد توالت امس الوقفات التضامنية مع القدس في الجنوب وبعلبك بمشاركة علماء ومواطنين.
مجلس الوزراء غدا
وسط هذه الاجواء، تعقد حكومة استعادة الثقة آخر جلساتها للعام 2017، غدا الثلاثاء في السراي. ويتوقع ان تستكمل البحث في البنود التي كانت مدرجة على جدول اعمال الجلسة السابقة والتي لم يصل البحث اليها، وعددها 67، ابرزها بيئي الطابع يتصل بملفي النفايات والمقالع والكسارات.
وفي المعلومات، ان وزارة البيئة لم تنجز حتى الساعة البرنامج الجديد لمعالجة النفايات الصلبة خصوصا لجهة ما يتعلق بإيجاد بدائل لمطمري الكوستابرافا وبرج حمود. وعليه، فان مجلس الإنماء والإعمار توصل الى صيغة حل مؤقتة تقضي بتوسيع المطمرين الحاليين، ضمانا لاستمرار العمل في جمع النفايات. الى ذلك، يفترض ان تبت الحكومة بطلب المديرية العامة لأمن الدولة تطويع 400 عنصر إضافي برتبة مأمور متمرن.
وكان الرئيس الحريري شدد امس الاول على التعاون السياسي بين مختلف الأطراف اللبنانيين لتحقيق الإنجازات ولا سيما على صعيد النمو الاقتصادي، مشيرا إلى أن التجارب السابقة، منذ عام 2005 وحتى انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتشكيل الحكومة الحالية، أثبتت أنه لن يستطيع أي فريق أن يلغي الآخر، ولبنان لا يقوم إلا بشراكة وطنية حقيقية، لكل فريق فيها حقوقه وواجباته.
وقال خلال استقباله في بيت الوسط وفدا من المختارين وروابط المختارين في بعض المناطق: أنا أتابع يوميا مسألة تطبيق قرار النأي بالنفس الذي اتخذه مجلس الوزراء، وإن لم يحترم كل الأفرقاء السياسيين هذا القرار فإن مشكلتهم ستكون معي أنا شخصيا.
أضاف: هناك من يحاول أن يوحي بأن لدي مشاكل مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وهذا الأمر ليس صحيحا على الإطلاق. بعض الأفرقاء هم من لديهم مشاكل مع دول الخليج، أما سعد الحريري فليست لديه مشكلة مع السعودية.