IMLebanon

وزراء يحتجون في اجتماع الحكومة… والحريري يصف مشكلة النفايات بالمهزلة

ازمة مرسوم الضباط والخلاف حوله بين الرئاستين الاولى والثانية، يبدو انها، كما تقول مصادر مراقبة، تتمدد الى الاستحقاق الانتخابي والعمل الحكومي، وما شهد مجلس الوزراء امس ربما يدخل في هذه الخانة.
فما ضجت به وسائل الاعلام أمس من مواقف منسوبة الى طرفي النزاع عبر مصادرهما بغض النظر عن مدى صدقيتها، عكست ابعادا بقيت حتى الامس القريب خفيّة، ما اضطر المكتب الاعلامي لحركة أمل الى اصدار بيان اوضح فيه ان من يعبر عن موقف الحركة هو رئيس الحركة او اي بيان او موقف يصدر عن احدى الهيئات الحركية المخولة بذلك. واي مصدر آخر يتحدث مدعياً مصادر حركة أمل لا يمت للحركة بصلة وبالتالي لا يعبر عن موقفها. وهنا يهمنا ان نعيد التأكيد ان رئيس الحركة لطالما اكد وكرر انه ليس لديه عداوات في لبنان بل خصومات سياسية أحياناً ليس إلا.
في المقابل، وردا على التسريبات عن ان العونيين قد يعمدون إلى الرد على عدم اقتراع الرئيس بري وكتلته النيابية لصالح الرئيس عون في الاستحقاق الرئاسي، باختيار رئيس مجلس نيابي جديد، بعد الانتخابات، اشار نائب رئيس التيار الوطني الحر رومل صابر الى أن لا شيء مؤكدا في هذا الشأن، ولا يمكن اتخاذ قرارات في هذا الملف منذ الآن. نحن نصر على نسج أفضل العلاقات مع عين التينة، والاشتباك ما كان يجب أن يحصل، خصوصا أن المرسوم لا يرتب أعباء مالية، ويمكن اللجوء إلى القضاء.
مجلس الوزراء
والتوتر السياسي انسحب بدوره على أجواء جلسة مجلس الوزراء خلافا للجلسة السابقة.اذ بدا ان ثمة رسائل سياسية اريد تمريرها ردا على نزاع المرسوم، من بوابة الاعتراض على عدم إدراج بنود تعني وزارة الزراعة المحسوبة على الرئيس بري على جدول الاعمال، منذ أسابيع، حيث انسحب وزير الزراعة غازي زعيتر من الجلسة، فكان هرج ومرج في القاعة إثر خطوته، رفع فيه وزير المال علي حسن خليل السقف مؤكدا ان هناك أحزابا وجهات سياسية كبرى في البلاد، لديها مطالب ويجب أن تؤخذ في الاعتبار وتُدرج على الجدول. فتدخل رئيس الحكومة سعد الحريري مشيرا الى ان وضع بنود جدول الاعمال من صلاحياته ولا يرضى التعدي عليها ولا العمل تحت الضغط، قبل ان يترك الجلسة وينسحب الى مكتبه، وهكذا فعل ايضا وزير المال. غير ان عددا من الوزراء تدخّل ورطّب الاجواء، فعاد الرجلان الى القاعة واستُكملت الجلسة.
وقبل الاشتباك في مستهل الجلسة، سُجّل موقف للحريري طمأن فيه الى حصول الانتخابات في موعدها، اذ أكد ان الخلافات الحاصلة حول بعض الإصلاحات والأمور التقنية تستنزف الوقت، وأنا بكل صراحة مع الإصلاحات، ومع كل إجراء يعزز الشفافية والنزاهة بالانتخابات. لكن ليكن معلوما للجميع أن الخلافات لن تعطل إجراء الانتخابات. في شهر أيار المقبل سنذهب إلى الانتخابات مهما كانت الظروف، وكل كلام عن تأجيل وتمديد وتعطيل ليس له مكان في قاموسي شخصياً ولا في قاموس الحكومة.
وبعيدا من مناخات التشنج، وفي خطوة تحمل دلالات مهمة، ابلغ الرئيس الحريري مجلس الوزراء استضافة لبنان للقمة العربية في العام 2019.
خطة النفايات
وقرر مجلس الوزراء خطة للنفايات تشمل توسيع مطمر الكوستابرافا وانشاء معمل تسبيخ جديد فيه، وضم نفايات الشوف وعاليه اليه، وتطوير معامل الفرز في العمروسية والكرنتينا خلال ٩ اشهر، وكذلك معالجة موضوع مكب طرابلس.
وقال الوزير محمد كبارة ان مجلس الوزراء قرر اعتماد معامل التفكك الحراري في كل الاراضي اللبنانية.
واعترض الوزير ميشال فرعون على المطامر البحرية وقال: ربما كان هذا القرار حتميا، انما لم نأخذ الوقت الكافي لدرس الخيارات ووقعنا كالعادة تحت تهديد النفايات في الشوارع.
اعتصام قبالة السراي
وبالتزامن مع عقد جلسة مجلس الوزراء، نفذ الموظفون الناجحون في مجلس الخدمة المدنية: حراس أحراش ومحاسبون في الادارات العامة والطيران المدني، اعتصاما، في ساحة رياض الصلح، احتجاجا على عدم ادراج مراسيم تعيينهم على جدول اعمال مجلس الوزراء.
وتحدث باسم الحراس علي شكر الذي قال: مستمرون في الاعتصام حتى تحقيق مطالبنا، ونحن ملتزمون بالقانون والدستور. وقالت شيرين طبشي باسم المحاسبين: لا يوجد في الدستور او المادة 95 توازن طائفي في الفئة الرابعة نحن لسنا ضعفاء، ونحث باتجاه التصعيد وسنحاسبكم في الانتخابات. واكد حسن وهبي باسم رابطة موظفي الإدارات العامة على مطالب الشباب المحقة والفئة الرابعة ليست توزع طائفي هؤلاء نجحوا بكفاءتهم، مطالبا المسؤولين المعنبين بامضاء مراسيمهم.
موفد للحريري بمعراب
وعلى الصعيد السياسي، سجل امس تحرك باتجاه معراب، اذ زارها موفدا النائب وليد جنبلاط النائبان اكرم شهيب ونعمة طعمة، كما زارها الوزير غطاس خوري موفد من الرئيس سعد الحريري.
وأوضح الخوري، عقب اللقاء الذي استغرق ساعة ونصف الساعة، أن الزيارة أتت لإعادة قناة الإتصال الأساسية مع الدكتور جعجع بمرافقة الوزير الصديق ملحم الرياشي، وذلك بعد فترة من الإنقطاع على أثر الأزمة التي مرت على لبنان، مشيرا إلى أن هدف الزيارة هو إزالة كل الرواسب التي تركتها الفترة السابقة من أجل التأسيس لعودة العلاقة بين المستقبل والقوات إلى سابق عهدها من جهة، كما الإتفاق على المواضيع السياسية المطروحة في البلد من جهة أخرى. وقال: لقد ناقشنا كل الملفات المطروحة، إن من ناحية العمل الحكومي أو الإنتخابات النيابية.
أضاف: نأمل أن تستمر اللقاءات بين الحزبين من أجل الوصول إلى تفاهمات كانت أساسا موجودة ونأمل أن تعود.
وإذ شدد على أن حضوره إلى معراب هو بحد ذاته رسالة من الرئيس الحريري لرئيس القوات، رد ممازحا على سؤال عما إذا كانت رسالة الرئيس الحريري لجعجع تتضمن أي بحصة، بالقول: لا وجود لأي بحصة في الرسالة وإنما حبة حلوى Bonbon.
وإذا كان سيتم اللقاء بين الرئيس الحريري وجعجع قريبا، أكد أن ما حصل اليوم هو اتصال أساسي وأولي والأمور قيد الإستتباع.