بلغ التصعيد بين كتلة التنمية والتحرير التي يرئسها الرئيس نبيه بري والتيار الوطني الحر، حدا غير مسبوق امس، واتخذ منحى بالغ الخطورة بعدما تخطى الكلام والتحدي والتهديدات الى تحرك الشارع واقفال الطرق في بيروت والبقاع والجنوب بالحرائق.
وجاء التصعيد على خلفية شريط فيديو لاجتماع لباسيل مع انصار التيار في منطقة البترون تضمن مواقف عالية السقف ضد الرئيس بري وصفه فيها ب البلطجي، استتبعت بموجة غضب عارمة من فريق نواب كتلة التنمية والتحرير عبرت عنها مواقفهم التي خرج بعضها عن الاطر السياسية المعهودة. ولم تقف عند الحدود السياسية التي اشار اليها بيان حركة امل المتضمن تهديدا ووعيدا اذ اعتبر ان كلام باسيل دعوة مفتوحة لفتنة تذكرنا بحروب التحرير والإلغاء وندعو من يعنيهم الامر لكبح جماح الرؤوس الحامية والواهمة وتدارك الأمور قبل فوات الاوان، بل تعدتها الى دخول المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى على الخط مشيرا في بيان الى ان تناول الرمز الوطني الرئيس بري يأخذ البلاد الى فتنة داخلية، محمّلا العهد مسؤولية اثارة الاجواء الطائفية، ومطالبا اياه باعادة الامور الى نصابها.
نداء الحريري
وازاء هذا التطور، ومع بدء اقفال الطرق، قال الرئيس سعد الحريري إنه لأمر محزن جدا أن يتداعى الخطاب السياسي إلى المستويات التي بلغها في الساعات الأخيرة، ومن المؤسف والمحزن أيضا أن تنعكس أصداء هذا الخطاب على الشارع، وعلى وسائل التخاطب والتواصل الاجتماعي، بصورة لا يتمناها أي لبناني يراهن على سلامة البلد واستقراره.
وقال: إن كرامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكرامة رئيس مجلس النواب نبيه بري، هي من كرامة جميع اللبنانيين أفرادا ومجموعات وطوائف، وإن الإساءة لأي منهما، بأي عبارة أو خطاب أو تصريح، هي إساءة لنا ولمؤسساتنا وطوائفنا، وسلوك مشين ومرفوض يجب أن يتوقف. إنني أناشد كافة المعنيين العمل على تجاوز تلك العاصفة التي هبت على البلد وتدارك تداعياتها، خصوصا وأن التحديات التي تواجهنا هي أخطر بما لا يقاس من العنف اللفظي الذي نشهده.
وقد أجرى النائب وليد جنبلاط اتصالا برئيس مجلس النواب، مستنكرا الكلام الذي صدر بحقه. وقال: إن الكلام المسرب عن لسان وزير الخارجية جبران باسيل بحق رئيس مجلس النواب نبيه بري مستنكر وغير لائق ولا يتماشى مع طبيعة العلاقات السياسية الداخلية حتى لو كان من موقع الخلاف في وجهات النظر. لذلك، أدعو لتصحيح هذه الإهانة المرفوضة من خلال موقف واضح وصريح يعيد الأمور إلى نصابها وينفس الإحتقان في الشارع ويؤسس لمرحلة جديدة تحمي الإستقرار الداخلي ويحول دون تمزيق لبنان المغترب ما يترك تداعيات في غاية السلبية.
حرائق في الشوارع
وبعد ساعات من المواقف العنيفة، انتقل التصعيد الى الشارع حيث قطع مؤيدو حركة امل الطريق في منطقة السفارة الكويتية – بئر حسن، وأشعلوا الاطارات، احتجاجا على كلام الوزير جبران باسيل. كذلك تجمع عدد كبير من الشبان المناصرين في منطقة بشارة الخوري – رأس النبع، للغاية نفسها. كما قطعت الطريق عند جسر سليم سلام بالاطارات.
وامتدت الاحتجاجات في وقت لاحق الى شارع مار الياس في المصيطبة حيث احرقت الاطارات في الشارع. كذلك قطع المحتجون الطريق بالاطارات المشتعلة عند مستديرة شاتيلا باتجاه الطيونة، وفي محلة جسر الكولا باتجاه المدينة الرياضية، واضرموا النار في حاويات النفايات.
ومساء قالت الوكالة الوطنية أن مناصري حركة أمل تجمعوا في محيط المكتب المركزي ل التيار الوطني الحر في سنتر ميرنا الشالوحي – سن الفيل، وحصل اطلاق نار في الهواء، وعلى الفور حضرت دورية لمخابرات الجيش ومكافحة الشغب. وقد احرقت الاطارات وسط الطرق المجاورة.
كما افيد ان مناصري حركة امل قطعوا اوتوستراد رياق – بعلبك عند مفرق تمنين. كما نظمت في مدينة صور مسيرات سيارة جابت شوارع المدينة، وحمل المشاركون اعلام حركة أمل، مرددين شعارات مؤيدة للرئيس نبيه بري وأمل.
كذلك نظمت في مدينة تبنين والبلدات المجاورة في قضاء بنت جبيل، مسيرات سيارة جابت الشوارع احتجاجا على كلام وزير الخارجية.