التطورات التي شهدتها المنطقة الجنوبية امس مع بدء اسرائيل اقامة جدارها الحدودي، تهدد بتدهور الاوضاع واندلاع مواجهات، خاصة وان المجلس الاعلى للدفاع اعطى توجيهاته امس بالتصدي للتعديات الاسرائيلية ومنع بناء الجدار الفاصل.
وقد اعلن الناطق الرسمي باسم اليونيفيل اندريا تيننتي امس، ان الجانب الإسرائيلي بدأ فعلا تنفيذ اشغال جنوب الخط الأزرق. وقال: نحن نتابع ما يجري ونتواصل مع الأطراف على جانبي الحدود وحريصون على حل هذه القضية ومنع حصول اي توتر او تصعيد.
بيان مجلس الدفاع
وكان المجلس الاعلى للدفاع اجتمع امس برئاسة رئيس الجمهورية ومشاركة رئيس الحكومة والوزراء الاعضاء وقادة الاجهزة الامنية. وبعد الاجتماع اذيع بيان جاء فيه:
خصص اجتماع المجلس للبحث، من جهة في موضوع ما يسمى الجدار الاسمنتي قبالة الحدود الجنوبية وضمن الأراضي اللبنانية، ومن جهة أخرى الادعاءات التي أطلقها وزير الدفاع الاسرائيلي حول ملكية الرقعة رقم 9 في المياه البحرية الخاضعة للولاية القضائية اللبنانية. بعد العرض والمناقشة تبين أن هذا الجدار، في حال تشييده، سيعتبر اعتداء على الأراضي اللبنانية وسيكون بمثابة خرق واضح للقرار الصادر عن مجلس الأمن رقم 1701، بالاضافة الى أن اسرائيل معتدية أيضا على المنطقة الاقتصادية الخالصة بمساحة تبلغ 860 كلم2.
بناء عليه، وبعد المداولات، تقرر الاستمرار في التحرك على مختلف المستويات الإقليمية والدولية للمحافظة على حقوق لبنان. وقد أعطى المجلس الأعلى للدفاع توجيهاته للتصدي لهذا التعدي لمنع اسرائيل من بناء ما يسمى الجدار الفاصل على الأراضي اللبنانية. كما تقرر رفض التصريحات والادعاءات الاسرائيلية المتعلقة بالثروة النفطية والغازية في المياه البحرية الخاضعة للولاية القضائية اللبنانية.
وفي أعقاب الاجتماع، باشر الجيش الاسرائيلي أعمال بناء الجدار الاسمنتي في رأس الناقورة، وسط استنفار كبير، ورصدت مصادرأمنية وشهود عيان من بلدة الناقورة استقدام بلوكات من الاسمنت من قبل قاطرات اسرائيلية الى نقطة الناقورة b- 23 المتنازع عليها، والتي تمتد الى المياه الاقليمية اللبنانية.
وسط هذه الاجواء، واصل نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي دايفيد ساترفيلد جولته على المسؤولين اللبنانيين فزار عين التينة وقصر بسترس ووصف اللقاء بالجيد والجدي. وفيما يحاول الدبلوماسي الاميركي التوسط في موضوع الخلاف اللبناني – الاسرائيلي الحدودي برا وبحرا، أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي امس استعداد تل ابيب لقبول وساطة اجنبية مع لبنان حول حدود المياه الاقتصادية.
وقد اعلن الرئيس نبيه بري في لقاء الاربعاء النيابي امس ان الموقف اللبناني موحد، تجاه التهديدات والإعتداءات الإسرائيلية أكان بالنسبة لموضوع الجدار او بالنسبة للنفط والغاز.