ظل الاهتمام الرسمي منصبا امس على النزاع حول الحدود البحرية وتهديدات اسرائيل بشأنها، وسجلت جولة لمساعد وزير الخارجية الاميركي دايفيد ساترفيلد على قصر بسترس وعين التينة والسراي، تبلغ خلالها رفض لبنان للمقترحات الاميركية بشأن التسوية مع اسرائيل.
واعلن رسميا ان الرئيس نبيه بري، بعد ان استمع الى المقترحات التي طرحها ساترفيلد، اصر على موقفه لجهة ترسيم الحدود البحرية عبر اللجنة الثلاثية المنبثقة عن تفاهم نيسان 1996 على غرار ما حصل بالنسبة للخط الازرق، معتبرا ان المطروح غير مقبول.
وقالت مصادر بيت الوسط ان الاميركيين ما زالوا يطرحون اقتراح هوف في المنطقة التي تدعي اسرائيل ان لديها حقوقا فيها، وأنها لا ترى حلا قريبا لهذه المشكلة.
كما أشارت مصادر الخارجية الى ان ما يحكى عن اقتراح اميركي لتقاسم المنطقة النفطية المتنازع عليها، بحيث يحصل لبنان على ٦٠% من ثرواتها مقابل ٤٠% لاسرائيل، وفقا لما بات يعرف بطرح هوف، غير دقيق، والمسألة معقّدة اكثر من ذلك، وكشفت ان الجانب الاميركي يحاول اليوم بلورة طرح جديد يتعلق بالمنطقة التي تدعي اسرائيل ان لها حقوقا فيها، بعدما اقتنع ان لبنان متمسّك برفض خط هوف.
وعلى الخط الحدودي – النفطي، تتحدث مصادر دبلوماسية عن خيارين يتجاذبان معالجة الكباش الدائر حاليا: الاول تدفع نحوه واشنطن وهو اجراء مفاوضات رباعية مباشرة يشارك فيها لبنان واسرائيل والولايات المتحدة والامم المتحدة، على غرار مفاوضات الناقورة لكن على مستوى دبلوماسي لا عسكري، وهو خيار ترفضه بيروت تماما. أما الثاني، فيتمثل في الذهاب الى خيار التحكيم الدولي فيحمل لبنان ملفه وأوراقه ومستنداته كاملة الى الجهات الاممية والدولية المعنية، لبت النزاع حول الاراضي، لصالحه.
نصرالله
وقد تطرق الامين العام ل حزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة وجهها عبر شاشة الى احتفال بذكرى الشهداء القادة، الى موضوع الخلاف، وقال نحن امام معركة يجب ان نقاربها بشكل مختلف، عندما احتلت اسرائيل الجنوب بعض اللبنانيين اعتبروا انها ليست معركتهم، اليوم الثروة النفطية الموجودة في الجنوب كبقية الثروة في لبنان هي ملك اللبنانيين جميعا، وستدخل في صندوق لكل لبنان. الشعب اللبناني الذي يغرق في الديون ليس لديه موارد ولعل الامل الوحيد هو في الثروة النفطية الموجودة في مياهنا وفي ارضنا ايضا. هذه الثروة للبنان وامل له وطريق خلاص له، وهذا الاستحقاق يمكن ان يضع حياة الشعب على طريق واعد، البلوك 9 هو معركة كل لبنان، والمنطقة الاقتصادية هي معركة كل لبنان، يجب ان نعرف ان الموضوع الاساسي للنزاع ليس الحدود البرية بل الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية والمياه، اميركا تريد اعطاءنا حقنا السهل حول النقاط البرية لتأخذ منا حقنا الصعب في المياه.
واضاف يقول: المسألة اليوم هي في الحدود البحرية.اللبنانيون موحدون في هذه المعركة، وموحدون في الدعوة للمحافظة على الحقوق ويجب ان نبقى كذلك، وحدة الموقف هي اهم عامل لتحقيق الانجاز في هذه المعركة، ويجب ان لا نسمح للشياطين باللعب بين اللبنانيين لتفريق الموقف، واقصد اميركا بكلمة الشياطين.
وتابع: الشعب اللبناني يتطلع الى الدولة ونحن معنيون بدعمها وهي ايضا يجب ان يكون موقفها راسخا، يجب ان تتعامل الدولة والشعب بهذا الملف من موقع اننا اقوياء ولسنا ضعفاء، اول الوهن ان نعتبر أنفسنا ضعفاء. نحن في لبنان اذا كنا موحدين، وبما نملك من قدرات نحن اقوياء ويجب ان نفاوض كأقوياء، واسرائيل التي تهددكم تستطيعون ان تهددوها، القوة الوحيدة لديكم في هذه المعركة ايها اللبنانيون هي المقاومة، لان الجيش ممنوع ان يمتلك الصواريخ، اميركا تمنع هذا السلاح عن الجيش اللبناني. هذا ليس تهديدا في الهواء والاسرائيلي يعلم ذلك ونأمل ان تفاوض الدولة من موقع القوة.