تستعيد الساحة الداخلية حيويتها السياسية هذا الاسبوع مع بدء مجلس الوزراء بدرس موازنة العام ٢٠١٨ اليوم ومعالجة ازمة الكهرباء، ومع اعلان حركة امل وحزب الله اسماء مرشحيهم للانتخابات المقبلة. ومع النشاط العادي، يستمر الاهتمام بالتحرك الاميركي حول موضوع الحدود البحرية، بانتظار عودة الموفد الاميركي دايفيد ساترفيلد من اسرائيل مع ردها على التمسك اللبناني بكامل الحقوق في البر والبحر.
في هذا الوقت، جدد وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف، تأكيد وقوف لبنان إلى جانب الدول العربية، وايمانه بأن التضامن العربي يشكل الوسيلة الأقوى لحماية دولنا وللخروج من أزماتنا ووضع حد للحروب، والعبور بدولنا إلى شاطئ الأمن والأمان.
وخلال لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، على هامش مشاركته في أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن، جدد الصراف أيضا موقف لبنان المتمسك بثروته النفطية، شارحا ما تقوم به اسرائيل من محاولات لوضع اليد على الثروة اللبنانية، والاجراءات التي يقوم بها لبنان في المقابل في سبيل حماية حقوقه.
دعم عربي
وأبلغ الأمين العام لجامعة الدول العربية، وزير الدفاع، موقف الجامعة الرافض لأية محاولة من جانب إسرائيل لخلق المشكلات والتعدي على الحقوق اللبنانية سواء في ما يتعلق بالمياه الإقليمية اللبنانية، أو ما تقوم به إسرائيل من بناء للجدار داخل الأراضي اللبنانية، بما يشكل انتهاكا صارخا لقرار مجلس الأمن رقم 1701، ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة الحدودية.
إلى ذلك، التقى الصراف نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الكويتي الشيخ خالد الصباح، وبحث معه الاوضاع في المنطقة والمستجدات في لبنان، خصوصا بعد المواقف الاسرائيلية ومحاولاتها وضع اليد على الثروة النفطية في لبنان. وشرح الصراف الموقف اللبناني، واكد ان لبنان لن يسمح بأي تعد اسرائيلي على أراضيه. وتم التطرق إلى التعاون بين لبنان والكويت لا سيما تقديم تمويل للمستشفى العسكري المركزي من قبل الصندوق الكويتي للتنمية. كما تناول الاجتماع مؤتمر روما وأهمية المشاركة الكويتية فيه.
وكرر الصراف إن لبنان متمسك بحقوقه ولن يتنازل عنها مهما حصل، لافتا في هذا الاطار إلى ان لبنان كله متوحد حول هذه القضية ويقف خلف جيشه ومؤسساته، داعيا في المقابل إلى أوسع تضامن عربي مع ما يتعرض له لبنان من محاولات اسرائيلية للسيطرة على حقوقه، والضغط عليها لالزامها بالانصياع لقرارات الشرعية الدولية.
درس الموازنة
هذا، ويعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم لدرس الموازنة العامة التي كان يفترض ان تكون منجزة على ابعد تقدير في ال ٣١ من كانون الاول من العام الماضي، مر على تأخير انجازها شهر ونصف الشهر ولا يعرف اذا كانت المدة المتبقية حتى انعقاد مؤتمر سيدر واحد كافية لانجاز هذه الموازنة شرطا اساسيا للذهاب الى المؤتمر. فالموازنة ما زالت على طاولة مجلس الوزراء، والى ان تحول الى مجلس النواب فان الامر يحتاج الى فتح دورة استثنائية وهذا لم ينضج بعد وان كان مطلوبا.
مشروع الموازنة تمّ تعديله من قبل وزارة المالية لجهة تخفيض النفقات بنسبة 20 في المائة، انسجاما مع رغبة رئيس الحكومة سعد الحريري. واوضح وزير المال علي حسن خليل انه سيضع مجلس الوزراء في حقيقة الوضع المالي والاقتصادي في البلد، مشيراً الى ضرورة إقرار الموازنة في هذه الفترة، لنعطي، قبل الانتخابات النيابية، اشارة ايجابية جداً للعالم كله لا سيما عشية انعقاد مؤتمرات الدعم الدولية للبنان بأننا جادّون في هذا المنحى. هناك زيادة في الانفاق وفي العجز، وبرأيي ان لم تكن هناك إجراءات كبيرة نتخذها، فمعنى ذلك أننا ذاهبون الى مشكل.
نصائح خارجية
وقد افادت مصادر مطلعة ان نصائح تلقاها المسؤولون اللبنانيون عشية المؤتمرات الدولية تتلخص بالالتزام الجدي بتطبيق سياسة النأي بالنفس استنادا الى القرار الحكومي والابتعاد عن صراعات الخارج، التزام القرارات الدولية والعمل على تنفيذها لا سيما ال1701 و1559 لجهة وضع استراتيجية دفاعية تتضمن حصرية السلاح والتزام بنود اعلان بعبدا، ترجمة الاصلاحات التي تم الاتفاق عليها في مؤتمرات باريس وانجاز الموازنة متضمنة هذه الاصلاحات في اسرع وقت.
واشارت المصادر الى ان اول المؤتمرات المرتقب عقدها هو روما-2 في 15 اذار الا ان هذا الموعد يبقى رهن انجاز لبنان لوائحه المطلوبة للدعم العسكري والامني، اما مؤتمر سيدر واحد فموعده المبدئي في شهر نيسان، على ان يليه مؤتمر النازحين نهاية نيسان. وشددت المصادر على ان مجمل هذه المواعيد قد يتغير ربطا بانجاز الملفات والاستعدادات اللازمة لضمان نجاح المؤتمرات وتحقيق الهدف المرجو عبرها وهو شأن يوليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اهمية فائقة. وذكرت في هذا المجال ان زيارة ماكرون لبيروت التي كانت مقررة مبدئيا في اذار المقبل، ارجئت الى شهر نيسان من ضمن جولة يعتزم القيام بها على عدد من دول منطقة الشرق الاوسط، محطتها الاولى لبنان.
وعلى الصعيد الانتخابي يعقد الرئيس نبيه بري ظهر اليوم مؤتمرا صحافيا في عين التينة لاعلان مرشحي امل للانتخابات. وبعد نحو ست ساعات على المؤتمر الصحافي، اطلالة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لاعلان اسماء مرشحي الحزب. وبعد الحركة والحزب يفترض ان تكر السبحة على مستوى سائر الكتل.