بدأت امس في عدد من المناطق اللبنانية دورات التدريب للموظفين والمعلمين الذين سيتولون ادارة العملية الانتخابية في ايار المقبل كرؤساء اقلام ومقررين. وتشمل المرحلة الاولى من التدريبات ٤١٦ شخصا يتولى كل منهم لاحقا تدريب ٣٦ موظفا ليبلغ العدد الاجمالي في كل لبنان ١٤٩٧٦ رئيس قلم وكاتب.
واذا كان مسؤولون من وزارة الداخلية تولوا تدريب المسؤولين عن اقلام الاقتراع، فان الناخبين يسألون عمن يدربهم ويسهل لهم فهم القانون الذي يلفه الغموض في كل مندرجاته؟
والقانون لا يشكل احجية امام الناخبين والمسؤولين عن الاقلام فقط، انما ايضا امام المرشحين الذين يتسابقون على اجتذاب الصوت التفضيلي ضمن اللائحة الواحدة.
وانطلاقا من هذا الامر تتوقع مصادر سياسية ان يتجه بعض الاحزاب والقوى نحو خوض المعركة الانتخابية منفردة، دون تحالفات، الا في اطار محدود يكون مربحا لها. أما تبيان الخيط الأبيض من الأسود على هذا الصعيد، والوقوف عند شكل التابلو الانتخابي النهائي فلن يتأخر مع انتهاء مهلة تسجيل اللوائح بعد نحو ثلاثة أسابيع أي في ٢٦ آذار الجاري.
التريث بالتحالفات
وتوضح المصادر ان مشكلة التريث في بت التحالفات تعود الى غموض قانون الانتخابات، حيث معظم الأحزاب والكتل، وحتى القانونيين يرون فيه ابهاما كبيرا لناحية التحالفات ومعظم الدوائر والصوت التفضيلي الذي لا يبقي لأي مرشح حليفا، وبالتالي انه قانون أنا أو لا أحد، ولا ينتهي هذا الغموض عند طريقة احتساب الفائزين.
فبعد عملية تدقيق وتمحيص أجرتها ماكينات الأحزاب الكبرى كلّها في الاسابيع الماضية، تبيّن لها بوضوح ان القانون الحالي يكاد يكون قانون الصوت الواحد، ما يعني ان على كل طرف ان يعمل لايصال مرشحيه الخاصين الى الندوة البرلمانية، وأن التحالف بين القوى السياسية انتخابيا، قد لا يكون في الواقع أمرا مفيدا، بل على العكس، ذلك ان كلا منها سيحاول شدّ حبل الصوت التفضيلي صوبه، فيفوز مرشّحه على حساب مرشحي حليفه.
وأمام هذا الواقع، ترى المصادر ان القانون الحالي قد تصح تسميته بقانون يا رب نفسي، اذ يدفع بكل مرشح الى البحث عن المعادلة الافضل التي تضمن له الانتصار في المواجهة الانتخابية، ليس فقط ضد خصومه بل ضد حلفائه وحتى بعض زملائه في الحزب نفسه!
وتشير الى ان اعتماد النسبية والصوت التفضيلي، معا في القانون الجديد، شوهاه الى حد كبير، وضيّعا هويّته الحقيقية، فباتت ماهيته ملتبسة ومعقدة، لافتة الى ان حتى واضعيه تبين لهم في الايام الماضية ان ما صنعته أيديهم بعيدٌ كل البعد عن القانون المثالي ويكاد حتى ينقلب عليهم! وتشدد على ان لا مفر من ان تنطلق بعيد الانتخابات النيابية، ورشةٌ لاصلاح القانون وتجميله حتى تستقيم الاعوجاجات الكثيرة التي تشوبه والتي ظهرت الى العلن وبصورة فاقعة، بعد ان وضع موضع التنفيذ، للمرة الاولى.
هذا واقفلت بورصة الترشيحات امس بعد ٢٥ يوما على فتح باب الترشيح، على ٧٨ شخصا من بينهم ١٥ سيدة.
وعلى صعيد الاستعداد للانتخابات ايضا عقدت في مقر الجمعية المسيحية للشابات الجلسة الختامية لحلقات التوعية للناخبات والمرشحات التي ينظمها مشروع دعم الانتخابات اللبنانية التابع لبرنامج الامم المتحدة الانمائي الممول من الاتحاد الاوروبي وهيئة الامم المتحدة للمرأة ونساء رائدات، وضمن مشروع لبنانيات في الانتخابات.