تصدرت المشهد السياسي امس جلسة نيابية حول الموازنة لم تحمل جديدا باستثناء كلام عن الفساد والهدر دون تحديد اي موقع او مسؤول، كذلك جلسة حكومية في الوقت المتاح بين جلستين نيابتين صباحية ومسائية، بالتزامن مع اعلان عدد من اللوائح الانتخابية في بيروت والجنوب وجبيل.
وفيما مصير مشروع موازنة العام 2018 في الهيئة العامة لمجلس النواب، معروفٌ سلفا، واقرارُه محسوم في ظل التوافق السياسي على تمريره، بدت النقاشات التي شهدتها امس ساحة النجمة، للشّكل لا أكثر، خصوصا ان الجلسة منقولة مباشرة على الهواء عشية الانتخابات النيابية ومعظم من تعاقبوا على المنبر يمثّلون اطرافا حاضرة في الحكومة التي أحالت هذا القانون الى البرلمان.
واذ أجمعت المداخلات على انتقاد العجلة في درس الموازنة، وصوّبت على غياب الاصلاحات وإهمال معالجة الفساد ومكامنه، وركّزت على رفض اغراق لبنان اكثر في الديون، حضرت بواخر الطاقة في معظم الكلمات ايضا، حيث تمسك من تحدثوا من نواب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله، بضرورة عدم تجاوز ادارة المناقصات.
والجلسة التي رفعها رئيس المجلس نبيه بري في الثالثة، استؤنفت في الخامسة والنصف عصرا وتنطلق مجددا قبل ظهر اليوم، لاقرار الموازنة وسلّة قوانين أخرى ضروري إنجازها قبل الذهاب الى مؤتمر سيدر 1 بحسب ما قال رئيس المجلس.
وبعيد انفضاض الجلسة التشريعية بعد الظهر، توجه الوزراء الى السراي حيث التأمت جلسة حكومية، فرأس رئيس الحكومة سعد الحريري جلسة عادية لمجلس الوزراء بحثت في جدول اعمال من ثمانية بنود.
وتزامنا مع الجلسة النيابية، اعتصم قدامى القوى المسلحة في ساحة رياض الصلح احتجاجا على عدم نيل حقوقهم من سلسلة الرتب والرواتب وقطعوا طريق الصيفي في اتجاه السوديكو، قبل أن يعاد فتحها لاحقا. كذلك اعتكف القضاة في قصر العدل للتأكيد على تحقيق مطالبهم.
لوائح انتخابية
وقد تواصل امس اعلان اللوائح الانتخابية رغم انتهاء فترة تسجيلها في وزارة الداخلية، فأعلنت في دائرة الجنوب الأولى صيدا – جزين امس لائحة التكامل والكرامة المدعومة من تحالف تيار المستقبل ومستقلين، ترأسها النائبة بهية الحريري عن احد مقعدي صيدا السنيين، وتضم:
المحامي حسن شمس الدين عن المقعد السني الثاني في المدينة، أمين رزق وآنجيل الخوند عن المقعدين المارونيين في جزين، والدكتور روبير خوري عن المقعد الكاثوليكي في جزين.
واعلنت لائحة الجنوب يستحق المدعومة من التيار الوطني الحر وتيار المستقبل والحزب الديموقراطي اللبناني ومستقلين في دائرة النبطية، مرجعيون، حاصبيا، وبنت جبيل. وتضم: هشام جابر، مصطفى علي بدر الدين، نديم سميح عسيران، عباس محمد شرف الدين، مرهف احمد رمضان، شادي جرجس مسعد، وسام كمال شروف، محمد مصطفى قدوح، حسين جهاد الشاعر، وعماد فؤاد الخطيب.
وأعلنت لائحة التضامن الوطني في دائرة كسروان وجبيل برئاسة الوزير السابق جان لوي قرداحي، تضم عن قضاء جبيل: جان لوي قرداحي، بسام الهاشم، وحسين زعيتر. وعن كسروان: جوزف الزايك، زينة كلاب، ميشال كيروز، كارلوس أبو ناضر وجوزف زغيب.
وقال الوزير السابق قرداحي: نحن ننتمي الى ثقافة الانفتاح والمشاركة، لا نعزل ولا ننعزل. وبالنسبة إلينا، إن خيار التحالف مع مرشح الاكثرية السياسية للطائفة الشيعية الكريمة لا عجب فيه، بل هو الطبيعي، لأنه جزء من المسار السياسي الذي انتهجناه منذ دخولنا الحياة السياسية قبل 20 عاما، لكن العجب يكمن أن يشن علينا البعض حملة تخوين بسبب هذا الخيار، لان حملتهم تعني تقسيم لبنان وتهدف إلى ضرب وحدته.
وتم كذلك إعلان لائحة وحدة بيروت في دائرة بيروت الثانية وتضم: عدنان طرابلسي، محمد أمين بعاصيري، عمر عبد القادر غندور عن المقاعد السنية، ومحمد مصطفى خواجة وأمين محمد شري عن المقعدين الشيعيين، وإدغار جوزيف طرابلسي عن المقعد الانجيلي.
وسط هذه الاجواء، ومع ارتفاع وتيرة الحديث عن اتجاه البلد الى الافلاس، لا سيما بعد الموقف الذي نقله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واستتبع بتوضيح من المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية، اكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن العملة اللبنانية بأمان ولبنان بأمان. وشدد أن الحديث عن افلاس هو مزايدات سياسية.