شارك مئات الفلسطينيين امس في جنازة الطفلة الرضيعة ليلى الغندور البالغة من العمر ثمانية أشهر في مدينة غزة بعد أن قتلها الغاز المسيل للدموع الذي اطلقه الاسرائيليون.
وقالت هيام عمر، جدة الطفلة، إنها ماتت بفعل الغاز المُسيل للدموع الذي استنشقته في مخيم للاحتجاج امس الاول.
وأضافت الجدة أنهم ذهبوا إلى خيام الاحتجاج حيث أطلقت القوات الاسرائيلية الغاز المُسيل للدموع ولدى مغادرتهم لاحظوا أن الطفلة عجزت عن التنفس واختنقت.
وقال مسؤولون محليون بقطاع الصحة إن القوات الإسرائيلية قتلت فلسطينيا بالرصاص قرب حدود قطاع غزة امس الثلاثاء وذلك بعدما شارك آلاف الفلسطينيين في تشييع جثامين عشرات الشهداء الذين سقطوا بنيران القوات الإسرائيلية في احتجاجات على الحدود أمس الاول.
وقد أحيت حملة الاحتجاج الحدودية التي بدأت قبل ستة أسابيع وأطلق عليها اسم مسيرة العودة الكبرى المطالب بعودة اللاجئين إلى أراضيهم السابقة.
ويقول مسؤولون طبيون فلسطينيون إن 104 من سكان غزة استشهدوا منذ بدء الاحتجاجات وإن قرابة 11 ألف شخص أصيبوا بينهم نحو 3500 بالذخيرة الحية. ولم ترد أنباء عن إصابات إسرائيلية.
ووصف قادة فلسطينيون احداث امس الأول بأنها مذبحة كما اثار استخدام القوات الاسرائيلية الذخيرة الحية قلقا وادانات على مستوى العالم.
وانتشرت القوات الإسرائيلية على امتداد الحدود امس الثلاثاء وأخذ قناصة مواقعهم لمنع أي محاولة لاختراق السياج الحدودي إذا ما ظهر المحتجون من جديد. وتم أيضا نشر دبابات.
وفي جنيف أدان مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان العنف الدامي المروع.
وقال المتحدث باسم المكتب روبرت كولفيل خلال إفادة صحافية مقتضبة منتظمة للمنظمة الدولية في جنيف إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن حدودها بموجب القانون الدولي لكن القوة الفتاكة يجب أن تكون الملاذ الأخير ولا يمكن تبريرها باقتراب الفلسطينيين من السياج الحدودي مع قطاع غزة.
وقال مايكل لينك مقرر المتحدة الخاص لحقوق الانسان في الاراضي الفلسطيني ان استخدام اسرائيل القوة قد يرقى الى جرائم الحرب.
وفي مدينة غزة خرج المئات في جنازة الرضيعة ليلى الغندور التي لف جثمانها بالعلم الفلسطيني. وقالت أمها وهي تبكي وتحتضن ابنتها خلوها معايا، بدري عليها كتير إنها تموت.
وأغلقت الكثير من متاجر القدس الشرقية أبوابها طوال النهار تلبية لدعوة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمشاركة في إضراب عام في أنحاء الأراضي الفلسطينية. ودوت صفارات الإنذار بالضفة الغربية المحتلة لمدة 70 ثانية إحياء لذكرى النكبة.
وقد عرقلت أميركا دعوة أممية من أجل إجراء تحقيق مستقل في الأحداث الدامية التي شهدتها فلسطين. وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة منعت تبني بيان لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل في أعمال العنف الدموية على الحدود بين إسرائيل وغزة التي اندلعت في الوقت الذي افتتحت فيه السفارة الأميركية الجديدة في القدس.
وجاء في مسودة البيان أن مجلس الأمن يعرب عن غضبه وأسفه لمقتل المدنيين الفلسطينيين الذين يمارسون حقهم في الاحتجاج السلمي. وأضافت أن مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف لضمان محاسبة المسؤولين.