ما ان خبت ازمة مرسوم التجنيس حتى اطلت تباشير ازمة مع الامم المتحدة من خلال اعتراض الخارجية على مواجهة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان السياسة اللبنانية القائمة على رفض توطين النازحين السوريين في لبنان، قامت باتخاذ اجراء عملي هو الاول من نوعه في حقها قضى بإيقاف طلبات الاقامة المقدمة الى الوزارة لصالح المفوضية، لينخرط المشهد الداخلي في بوتقة البحث عن حلول تنقذه من واقع التخبط السياسي وتنقله الى ضفة مواجهة الاستحقاقات المفترض ان تقلع من نقطة تشكيل الحكومة الغائبة عن الشاشة مع انها اولوية الاولويات من دون منازع.
فغداة نشر مرسوم التجنيس واطلاق الدعوات لالغائه نسبة لكثرة الشوائب التي تعتريه، استغربت اوساط دبلوماسية غربية ان يكون لبنان في هذه اللحظة بالذات غارقا في بحور ازمات ثانوية فيما تبقى البلاد من دون حكومة بعد اسبوعين على التكليف في ظرف يدرك رئيسا الجمهورية العماد ميشال عون والمكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري مدى دقته والحاجة الملحّة لاكتمال عقد السلطة التنفيذية واستثمار المناخ الايجابي الذي اوجدته مؤتمرات الدعم الدولية للبنان في مجال محاولة انتشال البلاد من انهيار حتمي ستبلغه قريبا اذا لم تعمد الى تأليف حكومة لا ترضي الجميع، فلتكن بمن تيسّر منهم.
ملامح ازمة
في المقابل، وفي ما يؤشر الى ملامح بداية ازمة بين الطرفين رد مستشار رئيس الحكومة لشؤون النازحين نديم المنلا على قرار وزير الخارجية بالقول إن الاجراء الذي اتخذه باسيل أحادي الجانب لا يعكس سياسة الحكومة اللبنانية أو رئيسها، مشيرا الى أن الحريري سبق وأبلغ باسيل أنه ضد هذا الاجراء وطلب منه سحبه.
أضاف على الوزير باسيل أن يدرك أن هناك رئيسا للحكومة، ووزيرا معنيا بملف النزوح، هو المخول التعبير عن سياسة النازحين، وليس مقبولا بالشكل أن يُجري تحقيقا ويحاكم، ويصدر حكما بالتنفيذ، فهذا تعد على صلاحيات زملائه، إذ لا يحق له أن يتخذ اجراء بحق مؤسسة دولية، ورئيس الحكومة هو المعني الاساسي بسياسة لبنان الخارجية.
وطالب باسيل بالعودة عن قراره، مشيرا الى أن هذا الملف لا تتم مقاربته بطريقة كهذه، ونحن في حكومة تصريف أعمال، مؤكدا أن هذا الاجراء لا يمثل سياسة لبنان.
في المقابل، انتقد وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال مروان حمادة أداء باسيل من دون ان يسميه. وقال في بيان لا يجوز له تحويل المنابر لتهديد المنظمات الدولية وكأن الدولة تعلن حرب إلغاء عليها. ولفت الى ان يطل علينا وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ليطلق سياسة جديدة تجاه عودة النازحين السوريين والمنظمات الدولية وكأن لا حكومة راحلة ولا حكومة قادمة ولا مجلس نواب جديد ولا معايير متفق عليها ضمن الدولة بقرار من الحكومة واللجنة الخاصة بالملف وبالتلازم مع شرعة حقوق الإنسان. يتصرف هذا الوزير وكأن الدولة تعلن حرب إلغاء على المؤسسات الدولية دون حساب للتداعيات المحلية على سمعة لبنان والخسائر المرتقبة إن لم يرحل النازحون وانقطعت المساعدات.
نصرالله
وامس اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بمناسبة يوم القدس العالمي من مارون الراس عبر الشاشة.
وقال: كل المؤشرات تقول أن هذا الشعب لن يتنازل عن القدس والمسجد الاقصى وفلسطين وحق العودة رغم كل الضغوط، وهذا الشعب بعد 70 سنة من التهجير والتضحيات، يزداد عنفوانا وحضورا وقوة. صمود الشعب الفلسطيني هو نقطة أساسية في المعركة، لأنه أساسي في إفشال مشروع صفقة القرن. وفي بعض العالم العربي يمنع التضامن مع القدس وفلسطين بإرادة أميركية إسرائيلية.
أضاف: إن سوريا هي دولة محورية في محور المقاومة، تعرضت لحرب كونية عالمية استخدمت فيها كل المحرمات. وفي عام 2018، أصبحت المساحة الاكبر والاهم من مساحة سوريا آمنة واستعادت الدولة سيطرتها وحضورها. ومن الواضح أن المحور المعادي يبحث عن تحقيق ولو بعض المكاسب.
وتابع: عندما ذهبنا الى سوريا كان إيمانا منا بأن ما يجري فيها مؤامرة كبرى تسعى إلى إسقاطها وتحل الكارثة على لبنان والمقاومة وسوريا. وأقول للعالم كله، ليس لحزب الله مشروع خاص في سوريا على الاطلاق. عندما ينتهي الهدف وتصبح سوريا في مأمن وتنهار الجماعات المسلحة، نعتبر أننا أنجزنا المهمة. وما اقوله الان اوصلناه الى الرئيس بشار الاسد، ومفاده انه عندما ترى القيادة السورية أن لا مكان لحزب الله في سوريا سنكون سعداء ونشعر بالنصر بأننا انجزنا المهمة. ونحن موجودون فيها حيث يجب أن نكون، وحيث طلبت القيادة السورية منا أن نكون موجودين. ولو اجتمع العالم كله ليفرض علينا أن نخرج منها، فلن نخرج إلا بطلب من قيادتها.
وخاطب الاسرائيلي قائلا: نحن نؤمن بأن القدس ستعود الى اهلها، وان فلسطين ستتحرر. وطالب الاسرائيليين بركوب السفن والطائرات والعودة من حيث جاؤوا، مؤكدا أن يوم الحرب الكبرى آت وسنصلي في القدس.