IMLebanon

خلاف علني بين عون والحريري حول صلاحيات تشكيل الحكومة

تعثّر تأليف الحكومة وما رافقه من مواقف تصعيدية واتهامات بين الكتل، وخصوصا بين التيار الوطني الحر وبين القوات اللبنانية. كما بين التيار والحزب التقدمي الاشتراكي، عقّدت الأجواء وأعادت اتصالات التأليف الى المربع الأول، بعدما كادت الحكومة ان تولد يوم الجمعة الماضي لو اغتنم طبّاخو التشكيلة الفرصة المتاحة، ما حمل رئيس مجلس النواب نبيه بري للاضاءة على الفرصة الضائعة وتحميل الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية المسؤولية.
وما كاد الرئيس بري يغادر حتى صدر بيان كتلة المستقبل التي ترأس اجتماعها الرئيس الحريري، وأعلنت فيه ان مهمة تأليف الحكومة مناطة حصرا بالرئيس المكلف، وهناك دور محوري لرئيس الجمهورية في الخروج من دائرة الترقب والانتظار، والانطلاق مع الرئيس المكلف لبلورة الصيغة النهائية للحكومة ومكوناتها.
وبيان كتلة المستقبل تزامن مع بيان لمكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية، يؤكد ان رئيس الجمهورية يتعاطى مع ملف تشكيل الحكومة الجديدة استنادا الى صلاحياته المحددة في الدستور، ولا سيما الفقرة ٥٣، ومن حق رئيس الجمهورية اختيار نائب رئيس الحكومة ووزراء يتابع من خلالهم عمل مجلس الوزراء.
وتابع البيان: ان الانتخابات النيابية على أساس النسبية حددت أحجام القوى السياسية، وعلى القوى احترام هذه الأحجام حتى تكون عملية التشكيل سهلة.
لكن الرئيس الحريري خفّف من حدّة المواقف، حيث قال خلال افتتاحه مساء معرض بروجكت ليبانون، ردا على سؤال حول اذا ما كان هناك عرقلة في تأليف الحكومة؟ ان شاء الله بيمشي الحال.

وكانت مصادر سياسية قالت ان اجتماع بيت الوسط بين الرئيس الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع امس الاول انتهى الى اتفاق على ألا تنازل قواتيا عن حصة تمثل فعلا حجم القوات بعد الانتخابات، وقوامها 4 وزراء، من ضمنها منصب نائب رئيس مجلس الوزراء. وان الرئيس المكلف ابدى تفهما تاما لما تطالب به معراب، وذلك انطلاقا من الارقام والمعايير التي اعتُمدت في تشكيل الحكومة السابقة حكومة تصريف الاعمال الحالية. وفي رأيه، من المنطقي ان تحصل القوات اللبنانية على نيابة رئاسة الحكومة، بعد أن آلت نيابة مجلس النواب الى التيار الوطني الحر.
احباط عمليات
في غضون ذلك، أعلن قائد الجيش العماد جوزف عون أنّ مخابرات الجيش اللبناني القت القبض على جماعة ارهابية كانت موجودة في لبنان ثمّ توّجهت إلى ادلب في سوريا وعادت الى لبنان وذلك في غضون 24 ساعة فقط، كاشفا عن معلومات عن مخططات إرهابية كانت تهدف إلى إفشال الانتخابات النيابية لكنها مرقت عا خير. وأكد العماد عون من واشنطن أن الجيش شكّل شبكة امان للبنان، على رغم كل التداعيات التي تحصل في المنطقة وذلك عبر جهوده المتواصلة ونجاحه في دحر التنظيمات الارهابية خصوصاً على الحدود الشرقية وتضييق الخناق عليها، معتبرا أن الولايات المتحدة الاميركية دولة صديقة كان لها دور اساسي في انهاء المعركة فجر الجرود في آب 2017 بسرعة وذلك عبر الاسلحة التي قدمتها. وطمأن إلى أن الوضع الامني في لبنان ممتاز، لافتاً إلى أنّ وبالرغم من كل الامور والتداعيات التي تحصل في المنطقة إلاّ أنّ لبنان لم يشهد منذ سنتين اي حادث امني.
في الاثناء، ومواكبة للخطة الامنية في بعلبك، اعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق اثر زيارة لقصر بعبدا اننا سنصدر قريبا قرارا بوقف كل عوازل الفوميه من بعلبك- الهرمل ما عدا للرسميين والامنيين. اما في ما خصّ مرسوم التجنيس فقال ان توصية الرئيس عون هي ان تبقى الامور على حالها في موضوع مرسوم التجنيس الى حين صدور قرار مجلس شورى الدولة في الطعون المقدمة.
والاوضاع العامة وخصوصا وضع بعلبك عرضه الرئيس عون مع وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي قال اننا ناقشنا مدى نجاح خطة البقاع وفاعليتها وجديتها والجيش يستعين بقوى الامن عند الضرورة وبالقوى الامنية الاخرى. اما الامر الثاني فيتعلق بمرسوم التجنيس وتوصية الرئيس ان تبقى الامور على حالها دستوريا من دون اي تعديل حتى صدور قرار مجلس شورى الدولة.