IMLebanon

تصاعد الازمة بين القوات والتيار بعد نشر اتفاق معراب

 

مع بداية الاسبوع المقبل يتوقع ان تنتهي فترة اجازات المسؤولين ليعود العمل وينصب، في ظل اجواء متشنجة، على مستوى التسريع في تشكيل الحكومة، خصوصا ان التشنج في المواقف بلغ ذروته مع نشر القوات بنودا من وثائق تفاهم معراب بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية تُظهر ان بعد وصول العماد ميشال عون إلى سدّة الرئاسة، يعتمد التيار المناصفة مع القوات في كلّ مفاصل الدولة. وتؤكّد أنّ الشراكة بين التيار والقوات مُهِرت بإمضاءات كلٍّ من رئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس التيار الوزير جبران باسيل كطرفين موقّعين، ووزير الإعلام ملحم الرياشي والنائب ابراهيم كنعان كشاهدَين. على ان تتوزّع المقاعد الوزارية بين القوات والتيار مناصفةً، أي المقاعد المخصصة للطائفة المسيحية بما فيها السيادية منها والخدماتية، والموزّعة على المذاهب المسيحية المختلفة وفي حكومات العهد كافة، بعد احتساب الحصة المسيحية التي جرت العادة أن تكون لرئيس الجمهورية، أي وزيران مسيحيان من حكومة من 24 وزيرًا أو 3 وزراء مسيحيين في حكومة من 30 .

وتؤكد مصادر سياسية مطّلعة ان هذا الواقع سيفرض نفسه بقوة على ملف التشكيل ويمدد الوقت الضائع ويوسع حال الفراغ الحكومي، اذ عوض التركيز على كيفية الخروج من مستنقع العقد والمطبات التي تعوق التقدم، ينغمس الاطراف في سجالات لا طائل منها، وتنحدر العلاقات بين القوى السياسية الى درك يهدد بنسف كل التفاهمات التي استلزمت سنوات من الجهد والتعب لبلوغها. وتدعو في هذا المجال، الى مبادرة انقاذية من رئيس الجمهورية المعني مباشرة بالعقدتين المسيحية والدرزية لوضع يده على الملف، بالتنسيق مع الرئيس المكلف، والا وخلاف ذلك فلا حكومة في المدى المنظور ما دامت جبال العقد الى ارتفاع. وشددت على ان ما يثار عن اسباب خارجية خلف تأخير التشكيل في غير محله، فالأسباب محض داخلية، وليس الحديث عنها سوى للتعمية على جوهر المشكلة الكامن في الداخل. واستبعدت الى حد شبه المستحيل تشكيل حكومة امر واقع او بمن حضر لان تجاوز نتائج الانتخابات النيابية بما افرزته ليس ممكنا، لا مسيحيا ولا درزيا، كما ان الرئيس الحريري الذي يملك مفتاح التشكيل لن يعمد الى خطوة من هذا النوع، وسيأخذ في الاعتبار وجهتي نظر القوات والاشتراكي، وقد ابلغ الرئيس عون انه مقتنع بهما ولن يشكل من دونهما ولا على حسابهما ووضع الأمر في عهدة الرئيس.

القوات اضطر للنشر

وليس بعيدا، قالت مصادر قواتية حسب وكالة الانباء المركزية ان الحزب اضطر الى نشر وثيقة تفاهم معراب،على رغم انه لم يكن في هذا الوارد اطلاقا، الا ان موجة التضليل التي تجاوزت كل الحدود حتّمت وضع النقاط على الحروف ووضع حد للتمادي في تزوير الحقائق وتحريف نص التفاهم. واعربت عن استغرابها لاستمرار رئيس التيار في مسار ضرب العهد ان بالاسهام في عرقلة تشكيل الحكومة او بتعامله مع الرئيس عون على قاعدة انه لا يهتم لا لمبادراته ولا لتفاهماته والتزاماته تجاه الشركاء، جازمة بأن لا توزيع ادوار بين عون وباسيل.

من جهتها، استغربت مصادر التيار الوطني الحر اتهامها بخرق الهدنة الإعلامية عبر مقابلة باسيل التلفزيونية، واكدت ان ما قاله في المقابلة هو نفسه ما ردده مراراً من خرق للتفاهم من قبل القوات في عرض لنقاط الخلاف وما شاب العلاقة بين الطرفين طوال الفترة الماضية، وقد شكّلت هذه النقاط اطاراً للتشاور بين الحزبين بدأ في لقاء سن الفيل الأخير، لتتم معالجتها. وشددت المصادر على ان الوزير باسيل لم يخرق الهدنة، موضحة ان سيكون رد مناسب على ادعاءات القوات اللبنانية.

من جهته، اعتبر عضو تكتل الجمهورية القوية النائب وهبي قاطيشا ان لبنان يعيش عهد تخلي رئيس الجمهورية عن صلاحياته لمصلحة شخص لا يعترف اللبنانيون بدوره، وحذر من ان تجيير مهمة الرئيس لصهره الوزير جبران باسيل سيقود البلاد الى ازمة سياسية كبرى، منبها الى ان المضي في عرقلة تشكيل الحكومة سيؤدي الى انهيار اقتصادي لا يمكن تدارك نتائجه السلبية.

الاقتصاد أولوية

في الاثناء، أعلن رئيس الجمهورية أن معالجة الأوضاع الاقتصادية ستكون من أولى اهتمامات الحكومة الجديدة خصوصاً بعدما أنجزت الخطة الاقتصادية الوطنية التي ستنعكس نتائجها على مختلف المسائل الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، خصوصاً أنها تحدّد القطاعات الأكثر إنتاجية. ولفت إلى أن تحسين البنى التحتية والطرق وغيرها من المشاريع الإنشائية، سيساهم في تعزيز النهوض الاقتصادي في البلاد، بالتوازي مع الإصلاحات التي تنوي الحكومة العتيدة تحقيقها، انسجاماً مع توصيات مؤتمر سادر الذي عُقد في باريس قبل أشهر. مواقف عون جاءت خلال استقباله وفداً من الهيئات الاقتصادية، قال على اثره

رئيس الهيئات محمد شقير: طمأننا الرئيس إلى الوضع السياسي والأمني في البلد، ونحن طمأناه بدورنا إلى الوضع الاقتصادي والمالي. إننا متفائلون، على الرغم من كل ما يُحكى، وما زلنا مستمرين متفائلين، كما ما زلنا في انتظار تشكيل الحكومة في أسرع وقت. وقد طمأننا فخامته إلى أن العمل يتم في سبيل تحقيق هذا التشكيل. وعلينا ألا ننسى التزامات مؤتمر سادر، ومسألة التنقيب عن النفط والغاز التي أصبحت حقيقة، وكلها أمور تفاؤلية. لكننا نريد السرعة في تأليف الحكومة.

على صعيد آخر، اكد رئيس الجمهورية خلال استقباله وفد هيئة ابناء العرقوب ومزارع شبعا، ان لبنان يجري حاليا محاولة لترسيم الحدود البرية، على ان تكون مزارع شبعا وتلال كفرشوبا جزءا من هذا الترسيم، وبذلك يتمكن من استرجاع كامل اراضيه، كاشفا ان هذه العملية هي تحت رعاية الامم المتحدة وليس في شكل مباشر مع الاسرائيليين، وهذا حق سيادي لبناني لا يمكن لاحد النقاش فيه.

في مجال آخر، تستعد دفعة ثانية من النازحين السوريين، والبالغ عددها 500 نازح من عرسال البقاعية، للعودة اليوم إلى سوريا بعد أن انتهت السلطات السورية المعنية بهذا الملف من غربلة الأسماء الواردة في لوائح العودة وسلمت موافقتها الخطية الى الامن العام اللبناني.