استأثرت زيارة رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم باهتمام سياسي لافت، حيث اكد خلال الزيارات التي قام بها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري ان لبنان لن يترك وحيدا، فلا يمكن لأي مواطن كويتي ان ينسى الموقف التاريخي والمبدئي للبنان عندما دان الغزو العراقي الغاشم للكويت عام ١٩٩٠ وكان من اول الدول التي تدين هذا العدوان دون اي حسابات سياسية او النظر الى اي مصالح آنية، مشيرا الى ان كل الاتفاقات التي وقعت بين الكويت ولبنان تمت المصادقة عليها بالاجماع وقال: اؤكد على حقيقة راسخة وثابتة اتمنى على الشعب اللبناني ان يعرفها وهي ان الكويت واميرها لا يمكن ان يتركا لبنان وحيدا يواجه مصاعبه سواء كانت اقتصادية او سياسية او غيرها.
واشار الى ان الرحلات اليومية بين الكويت ولبنان تفوق ١٤ او ١٥ رحلة سواء بوجود حظر او لا فليس من مقعد لكويتي او لبناني على الطائرات وهذا يفرض زيادة عدد الرحلات، مؤكدا ان لا حظر على زيارة الكويتيين لبنان.
من جهته، قال الرئيس عون ان اهتمام امير الكويت بلبنان يعكس حرصه على دعمه اقليميا ودوليا، مؤكدا ان العلاقات اللبنانية – الكويتية المتجذرة هي ترجمة طبيعية لما يربط بين البلدين من اواصر الاخوة والتعاون، وما يجمع بين الشعبين من روابط المودة والمحبة.
وامل الغانم من عين التينة ان تشكل الحكومة بأسرع وقت ممكن وقال: لنا ثقة كبيرة بحكمة القادة والمسؤولين.
واكد من بيت الوسط ثقته بقدرة الرئيس الحريري على مواجهة التحديات الكثيرة والكبيرة التي تواجه لبنان في المستقبل، وقال: مستقبل لبنان هو مستقبل الكويت واستقرار لبنان هو استقرار لكل الدول العربية وخاصة للكويت.
مساعي التأليف
اما على صعيد تأليف الحكومة فقد اقفل اسبوع التكليف التاسع على لا حكومة، ولا بوادر ولادة قريبة، واذا كان من مؤشر لترجمة الاقوال الى افعال، وتماشيا مع محركات التأليف وعدة الشغل، فهو اللقاء المرتقب بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والمرجح ان يحصل خلال الساعات المقبلة، عندما يتمم الحريري حلقة لقاءاته مع اطراف النزاع على الحصص، اي رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل بعدما اجتمع الى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
مصادر مواكبة لحركة التشاور رأت ان الامور اصبحت واضحة والنقاط الاساسية تم الاتفاق عليها بانتظار تفاصيل لا تقل اهمية من مسار حلحلة العقد.
وكشفت المصادر ان من بين الامور المتفق عليها حصة ٤ حقائب للقوات اللبنانية، و١٠ حقائب للتيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية وحقيبة لتيار المردة. وان هناك وزيرا مسيحيا من حصة المستقبل ووزيرا سنيا من حصة رئيس الجمهورية، اما ما ليس متفقا عليه بعد فهو حصة جنبلاط، وهنا كشفت المصادر عن حلحلة عبر وضع مقترحات تخضع حاليا للاخذ والرد، وبالتماشي مع الحصص بدأت تتبلور صورة توزيع الحقائب التي لم تستبعد ان يحمل الحريري مسودة ثانية الى رئيس الجمهورية خلال الساعات المقبلة ليبنى على الشيء مقتضاه.
وعلى خط التشاور زار الوزير ملحم الرياشي الرئيس نبيه بري واطلعه على اخر التطورات بما خص العقدة القواتية كذلك وضعه في اجواء لقاء الديمان مؤكدا ان لا مشكلة بين القوات والحريري، بل المشكلة مع آخرين.
من جهته نقل رئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير عن الرئيس بري بعد زيارته في عين التينة ان الحكومة ستولد قريبا وهناك حلحلة في عملية تشكيلها، فيما رأت مصادر حزب الله ان مسار التشكيل يشهد صعودا وهبوطا.. لكن يبدو ان الامور ذاهبة نحو الحلحلة نتيجة المساعي التي قام بها البطريرك الراعي مع الطرفين المسيحيين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ما انعكس هدوءا على جبهة التشكيل.