Site icon IMLebanon

انتخاب اللجان يطلق عمل البرلمان… والازمة الوزارية على حالها

 

على رغم استعادة الحركة السياسية المتصلة بعملية تأليف الحكومة حيوية ملحوظة في اليومين الأخيرين، من خلال اجتماعات جانبية بين بعض الاطراف السياسية المعنية، بدا من النتائج الواضحة لهذه الحركة انها تهدف إلى إطلاق محاولات جديدة لتذليل العقبات التي تعترض التأليف، لكنها لم تفضِ إلى أي جديد ملموس بعد، فيما تستمرالمراوحة في شأن عقد أساسية لا سيما منها المسيحية والدرزية، على وقع جرعة تفاؤل ضخها امس الرئيس المكلف سعد الحريري بتوقع ولادة حكومته خلال اسبوعين.

والمناخ التفاؤلي من بيت الوسط اقترن عملياً أمس ببعض المعطيات الممكن الركون اليها لملاقاته، اذ انعقدت على هامش جلسة انتخاب اللجان النيابية خلوة بين الرئيس الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل دامت ربع ساعة، في اشارة الى ان لا قطيعة بين الطرفين كما يشيع البعض، واتفقا بحسب المعلومات على ان يتصل الحريري بباسيل بعد يومين. كما شوهد الرئيس الحريري يتشاور والنائبين ابراهيم كنعان والياس بو صعب وقوفا، وسط القاعة العامة.

وفي سياق الجهود التي يبذلها الرئيس الحريري، عقد حول مأدبة غداء ظهرا بين الوزير غطاس خوري والنائب الياس بو صعب واصلا في خلاله مشاوراتهما التي بدآها في اجتماع أمس الأول، وعرضا اقتراحات للخروج من التخبط الحكومي.

الى ذلك، يتوجه الرئيس الحريري نهاية الاسبوع الى اسبانيا في اطار زيارة سريعة يلتقي في خلالها نظيره بدرو سانشيز بيريز كاستيجون ويلقي محاضرة يوم الجمعة المقبل في حفل تخريج طلاب جامعة i.e.ر convention center ifema في مدريد، وستكون له زيارة عائلية خاطفة الى لندن قبل ان يعود مطلع الاسبوع المقبل الى لبنان من اجل استئناف مشاوراته الحكومية.

في الاثناء، اطلع وزير الاعلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على نتائج اللقاء الذي جمعه في الديمان بالنائب ابراهيم كنعان في حضور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وقال على الاثر ان الرئيس عون اكد لي ان المصالحة المسيحية – المسيحية مقدسة وان ما نختلف عليه في السياسة نتفق عليه في السياسة ايضا.

واوضحت مصادر سياسية اطلعت على اجواء اللقاء ان اجتماع بعبدا انتهى الى توافق على النقطتين اللتين اشار اليهما وزير الاعلام، في موازاة الاتفاق على استكمال العمل على مستوى تدعيم اسس المصالحة وتنظيم الخلاف مهما كان ومنع العودة الى ما شهدته المرحلة الاخيرة من سجالات وتباينات. واكدت ان رئيس الجمهورية ابدى حماسة واضحة في هذا الاتجاه يمكن الركون اليها لبعث الطمأنينة في النفوس ازاء عدم العودة الى الوراء. بيد ان الاتفاق لا يعني ان الامور بلغت خواتيمها على مستوى حل ما درج على تسميته بالعقدة المسيحية، وان لقاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مع رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل بات مسألة ساعات، لكن ارضيته بدأت تُحضّر من لقاء الرئيس مع وزير الاعلام الى اجتماعاته مع النائب كنعان بما يمهد الظروف المؤاتية لانعقاده، ولئن تستبعد ان يحصل في وقت قريب.

في الاثناء، قال القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان الوزير المفوض وليد البخاري خلال زيارته متحف فؤاد شهاب اننا نلاحظ محاولة جادة من الرئيسين عون والحريري لتشكيل الحكومة. واشار الى أن المملكة تتمنى التعجيل بتشكيل هذه الحكومة بشكل وازن يحقق الوحدة الوطنية وذلك لتحقيق أمن واستقرار لبنان.

انتخاب اللجان

مجلسيا، وخلافا لواقع التعثر والتنافس الذي يطبع مسار الامور حكوميا، سيطرت مناخات توافق وتفاهم نيابي. فانعقدت الجلسة الثانية لمجلس النواب الجديد الذي انتخب في 6 أيار الماضي، وخصصت لتأسيس المطبخ التشريعي للمجلس، اي لانتخاب أعضاء اللجان النيابية ورؤسائها ومقرريها، بسلاسة وانسيابية تامة وانتهت بسرعة قياسية. اللجان ال16 انتخبت توافقيا، وتمت مراعاة التوزيع السياسي والمذهبي فيها. وفيما بقيت لجنة المال برئاسة النائب إبرهيم كنعان آلت رئاسة لجنة الادارة والعدل الى النائب القواتي جورج عدوان، ولجنة الأشغال لالمستقبل ولجنتا الخارجية والزراعة لكتلة التنمية والتحرير، وبقيت لجنة الإعلام مع كتلة الوفاء للمقاومة مع استبدال النائب حسن فضل الله بالنائب حسين الحاج حسن. وبعدما أثار إمكان ترؤس النائب عدنان طرابلسي لجنة المرأة والطفل، اعتراضا لدى النائب بهية الحريري التي طالبت باسنادها الى امرأة، اتُفق على ان تكون النائبة عناية عزالدين رئيسة للجنة. أما رئاسة لجنة التكنولوجيا فكانت من حصة النائب الكتائبي نديم الجميل الذي قال أقدّر موقف النائب ميشال معوّض الذي كان له الفضل الكبير في تعييني رئيسا للجنة التكنولوجيا.

سجال السيد – امل

وسط هذه الاجواء بلغ السجال بين النائب جميل السيد وحركة امل اوجه، حيث طالب السيد من الرئيس بري بطرد احمد البعلبكي فجوبه برودد من وزير المال علي حسن خليل ونواب من كتلة التحرير والتنمية ومن مسؤولين في حركة امل، ما استدعى تدخلا قضائيا، حيث وجه وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال سليم جريصاتي كتابا الى النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود، طلب فيه اعتبار ما جاء في مؤتمر السيد بمثابة إخبار، وثانيا اجراء التعقبات سندا لاحكام المادة 14 من قانون اصول المحاكمات الجزائية، لمعرفة الفاعلين والشركاء والمحرضين والمتدخلين في جرائم الرشوة وصرف النفوذ واستثمار الوظيفة واساءة استعمال السلطة في دورات تطويع ضباط ورتباء وافراد في الاسلاك العسكرية كافة.