فيما دخل ملف تشكيل الحكومة في غيبوبة، لم يعد احد على الارجح يعرف موعد الاستفاقة منها بفعل تراكم التعقيدات المحيطة بواقع التأليف الذي يضاف اليه كل يوم مدماك جديد من العقد، قفزت الى الواجهة سلسلة ازمات تبدو وظيفتها محددة في مجال الضغط على الرئيس المكلف سعد الحريري من اجل حمله على المضي بخيارات غير مقتنع بها على الارجح، وفي اول موقف له منذ عودته اشار الرئيس الحريري الى انه سيزور رئيس الجمهورية في بعبدا قريبا، لافتا الى انه يتابع اتصالاته بشأن تأليف الحكومة وقال: لم اضع اي مهلة للتأليف ولست ملزما بها.
وقال: لفتني كيف ان الروس والاميركيين هم من قرروا عودة النازحين وليس النظام السوري، اما التنسيق لاعادة النازحين فهو قائم بالطريقة المعروفة.
وفي غياب عناصر التشكيل، حضر المقترح الروسي لاعادة النازحين بقوة على مسرح المتابعات اليومية. وقد بحثه الرئيس المكلّف في بيت الوسط مع القائم بأعمال السفارة الروسية فيتشيسلاف ماسودوف ومساعد الملحق العسكري دينيس خيتريى ومستشار الرئيس الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان. وخلال اللقاء ابلغ ماسودوف الرئيس الحريري بوصول ممثل خاص للرئيس الروسي ونائب وزير الخارجية وممثل عن وزارة الدفاع قبل نهاية الاسبوع الى بيروت لمناقشة واستكمال البحث في الموضوع.
وذكرت وكالة الانباء المركزية من مصادر مطلعة على الملف أن الوفد الروسي الرفيع سيصل الى بيروت غدا الخميس ويضم مبعوث الرئيس الروسي الخاص الى سوريا ألكسندر لافرنتييف، ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين، الى جانب ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية، وسيجول على الرؤساء.
الحريري يوضح
في الموازاة، لم يمرّ الكلام عن تجاوز الرئيس الحريري الرئاسة الاولى في تواصله مع موسكو لتأمين عودة النازحين، مرور الكرام في بيت الوسط. فقد أصدر المكتب الاعلامي للحريري بيانا وضع فيه النقاط على الحروف فأوضح ان دور الرئيس المكلف في ملف عودة النازحين، توجبه مسؤولياته القومية والوطنية والحكومية، وهو يرفض رفضا مطلقا ادراج هذا الدور في خانة بعض المزايدات والسباق السياسي المحلي على مكاسب إعلامية وشعبوية لا طائل منها. فالرئيس الحريري لا يخوض في هذا المجال السباق مع أحد، بل هو يسابق الزمن لمساعدة الاشقاء السوريين على توفير مقومات العودة الآمنة والسريعة الى ديارهم، ورفع أعباء النزوح الاجتماعية والاقتصادية عن كاهل المجتمع اللبناني، لافتا الى ان الرئيس الحريري يؤكد أهمية المهمات التي يضطلع بها الأمن العام اللبناني، بالنسبة الى تسهيل عودة النازحين، وتأمين خطوط العودة لكل من يطلبها على الاراضي اللبنانية، ويتطلع الى أن تتكامل هذه المهمات مع الضمانات الدولية وكل الجهود التي تتضافر في سبيل إنهاء مأساة النزوح السوري، في لبنان وسائر دول الجوار.
وعلى الخط عينه، التقى الرئيس نبيه بري في عين التينة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وعرض معه الوضع الامني وموضوع عودة النازحين.
وليس بعيدا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن سفير روسيا لدى لبنان الكسندر زاسبكين سيرأس مركز إعادة اللاجئين السوريين من لبنان إلى ديارهم. واشارت الى عودة أكثر من 2000 لاجئ من لبنان إلى سوريا خلال ال 24 ساعة الماضية.
خليل يحذر
على الصعيد الحكومي، لم يسجل جديد على رغم مرور شهرين على التكليف وبقيت مساعي التأليف تراوح مكانها في انتظار ما يمكن ان يحمله الرئيس الحريري العائد من الخارج، حيث تردد انه عقد اجتماعات على مستوى من الاهمية في لندن مع مسؤولين عرب واجانب قد تنعكس على واقع التشكيل. ووسط المراوحة، حذّر وزير المال في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل امام وفد من نقابة المحررين زاره امس من أننا لا نملك ترف إضاعة الوقت حكوميا واذا لم نشكل الحكومة هذا الشهر سنكون امام مشكلة على صعيد الموازنة.