كرة ولادة الحكومة التي قذفها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى مرمى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، اثر سلسلة الاجتماعات والتفاهمات الرئاسية التي عممت اجواء مغرقة في التفاؤل وصولا الى توقع التأليف خلال ايام، تنتظر تواصل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري مع رئيس التيار الوطني الحر الذي عاد من واشنطن الى بيروت بعد ظهر امس لتتظهر طبيعة الاتجاهات التي سيسلكها هذا المسار سلبا او ايجابا. فإما ان تؤدي دينامية التأليف التي انطلقت مجددا إلى ولادة الحكومة قريبا، وسط تسليم الجميع بضرورة الرضوخ الى مقتضيات المرحلة واستحقاقاتها الضاغطة دوليا ومحليا، وإلا فلا حكومة في المدى المنظور، ومزيد من استنزاف رصيد العهد.
وفي حين اكدت المعلومات التي رشحت عن لقاءات الخميس ان الرئيس عون كان متفهما للتصور الذي قدمه الحريري لحل العقد المسيحية والدرزية والسنية، مستهملا عودة باسيل، شككت اوساط سياسية في امكانات حصول الخرق المرجو ما دامت صيغ الحريري لم تخرج عن المعهود ولا تضمنت عصا سحرية يمكن ان تقلب بين ليلة وضحاها الاسود المطلبي الى ابيض تشكيلي.
اما المعنيون بالعقد، الحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية فلم يظهر جديد في مواقفهما يوحي بالخروج من مربع المطالب. فقد اشار عضو اللقاء الديموقراطي النائب فيصل الصايغ لالمركزية الى ان ما يتردد عن اعطاء وزيرين درزيين للاشتراكي وأخر مسيحي ليس صحيحا مؤكدا على مطلب الاشتراكي الثابت بثلاثة وزراء دروز ومؤكدا أن الحريري ما زال على موقفه من هذا الموضوع وهذا ما طرحه على الرئيس عون خلال زياراته الى بعبدا والرئيس كان ايجابيا، لكنه حوّل موضوع الحقائب الى باسيل.
اما على الضفة القواتية، فاعتبر وزير الصحة غسان حاصباني انه يجب ألا نتغاضى عن ان هذه الحكومة هي حكومة مشاركة وطنية يجب ان تمثل ما يطمح اليه الشعب اللبناني. وقد وضعه في صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية. وعلى هذا الاساس، يجب ان نشكل حكومة تمثل تطلعات الجميع وتمثل ايضا المكونات بأحجامها الحقيقية التي نتجت من الانتخابات. وعما اذا كانت مطالب القوات تعرقل الحكومة، قال من بكركيلا اعتقد ان الموضوع متوقف عند القوات اللبنانية فقد وضعت طروحاتها بشكل واضح جدا للمشاركة في هذه الحكومة. واليوم نحن ندعو من مبدأ الشراكة الفعلية وليس من مبدأ المحاصصة، مبدأ المشاركة أن يكون هناك وجود وازن وفاعل يمثل ما أوكل به المواطن اللبناني الفئات المختلفة ومنها القوات اللبنانية.
على كل تبقى الساعات المقبلة كفيلة باعطاء الجواب الشافي عن موقف باسيل، وكان الرئيس الحريري بحسب المصادر حصل على موافقة الرئيس عون على اعطاء القوات والتقدمي ما يطالبان به من حقائب. لكن رئيس الجمهورية ترك تفاصيل الحقائب ونوعيتها للبحث بين الرئيس المكلف والوزير باسيل.
وامس بقيت المبادرة الروسية لاعادة النازحين السوريين في واجهة الاحداث، فحضرت في قصر بعبدا، حيث اعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن امله في ان تلقى المبادرة دعم الامم المتحدة، لوضع حد لمعاناة النازحين، لاسيما اولئك المنتشرين في المناطق اللبنانية. وابلغ ممثلة الامين العام للامم المتحدة في لبنان بيرنيل كارديل، ان لبنان رحّب بالمبادرة الروسية التي تم التطرق اليها خلال قمة هلسنكي بين الرئيسين الروسي والاميركي وهي تؤمّن عودة نحو 890 الف سوري الى بلادهم، وان لبنان سيشكّل من جانبه لجنة للتنسيق مع المسؤولين الروس المكلفين، لدرس التفاصيل التقنية المتعلقة بآلية العودة.