IMLebanon

نفي التراجع في المواقف من الازمة الوزارية … وتوتر جنبلاطي ليلا

 

وسط دوامة العقد الثلاثية، لا يزال مسار تشكيل الحكومة يدور حول نفسه من دون بروز اي ملامح لاحداث خرق يمكّن الرئيس المكلف سعد الحريري من الانتقال من مرحلة توزيع الحصص الى الحقائب والأسماء. والواقع ان الآمال التي كانت معلقة على نتائج اللقاء الرئاسي الاخير لتجاوز المطبات، تلاشت الى درجة الانعدام في ضوء اصطدام الجهود كافة بجدران الممانعة السياسية.

وليلاً غرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على موقع تويتر قائلا: يا له من مستوى يساوي الحضيض عندما يعتقل فرد ايا كان لانه تهجم على صهر الدولة.

وفي الموضوع ذاته قال الوزير السابق وئام وهاب في تغريدة عبر حسابه على تويتر: اذا لم يتم إطلاق سراح رشيد جنبلاط صباحاً لا أعتقد أن أحداً يستطيع ضبط ردود الشارع أنصحكم بحل الأمر بسرعة وإذا كان أحد يعتقد أنه يستطيع تحريك المؤسسات ضد الدروز فقط فهذا يعني أنه يريد إسقاطها.

ومنعا لأجواء التوتر، صدر عن عضو المجلس السياسي في التيار الوطني الحر ناجي حايك البيان التالي:

في خضم النقاش السياسي، نشر كلام على صفحتي على مواقع التواصل الاجتماعي شكل اساءة لطائفة الموحدين الدروز التي اكن لها كما لجميع الطوائف كل الاحترام والمودة.

اذ أني اعتذر عن هذا الكلام، اعتبر ان تحريف التفسير هو مناف لحقيقة مقصدي ومخالف لتفكيري ومدرستي الوطنية الحريصة على المصالحة في الجبل وعلى التعايش بين جميع المكونات في لبنان. ومنعا لأي تفاقم اتمنى على الجميع عدم الإنزلاق الى الفتنة وحصر النقاش في الإطار السياسي البحت حفاظا على وحدتنا وصونا لوطننا لبنان.

وفي عودة الى الوضع السياسي، وحدها زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى بيت الوسط امس الاول خرقت الجمود الحكومي على رغم انها لم تحمل الا دعما لجهود الحريري وتأكيدا للسير معا وطنيا، سياسيا وحكوميا واستطلاعا لآخر المعطيات في شأن التأليف واسباب تلاشي الاجواء الايجابية ووضع نفسه في تصرفه لجهة تسهيل مسار التأليف، كما افادت مصادر معراب.

وغداة اللقاء، أوفد جعجع امس وزير الاعلام ملحم الرياشي الى قصر بعبدا حيث استقبله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وبعد اللقاء الذي استعرض الاوضاع السياسية والتطورات المتصلة بمسار تشكيل الحكومة، قال الرياشي نقلت الى الرئيس رسالة من رئيس القوات اللبنانية حول موقف القوات من الحكومة واستعدادها لتسهيل مهمة الرئيس المكلف، لكن ضمن الحد الادنى المقبول للحجم الانتخابي والوزن السياسي. وقد ابلغني الرئيس ان موضوع منح حقيبة سيادية للقوات اللبنانية يتم بحثه مع الرئيس المكلف.

وفي حين افادت مصادر سياسية مواكبة للتشكيل أن رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل يقف سدا في وجه إعطاء القوات سيادية، ويطالب بثلث معطل في الحكومة وهو ما يعرقل لقاءه الرئيس المكلف والتأليف الحكومي في آن. وقد اشارت محطة او.تي.في نقلاً عن معلومات الى ان ما نشرته بعض الصحف امس عن ابلاغ الرئيس نبيه بري باسيل دعمه مطالب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط وجعجع غير صحيح. كما نُقل عن مصادر وزير الخارجية نفيها ان يكون البحث مع بري تطرق الى الحصص الوزارية، مؤكدةً انه كان محصوراً بما تم الاتّفاق عليه حول مبدأ وحدة المعيار في التشكيل.

وليس بعيدا، اشارت مصادر قريبة من التيار الى ان لقاء الحريري – جعجع يدل الى ان العقدة موجودة عند القوات، ويجب حلّها معه. وشددت على ان، بناء على تلك المعطيات، فإن الاجتماع مع رئيس تكتل لبنان القوي هو لزوم ما لا يلزم، ما دام لا مشكلة في ما يطلبه التكتل، وهو اقل من حقه.

وفي السياق، اكدت مصادر حزب الله بحسب وكالة الانباء المركزية ان مشاورات التشكيل على حالها، وكثرة اللقاءات حركة بلا بركة للاسف، معتبرةً ان هناك تضييعاً للوقت قد يكون متعمّداً بانتظار امر ما، مجددةً دعوتها الى توحيد معايير التمثيل وتطبيقها على مختلف الكتل النيابية، وقالت لعل بعض المتشائمين من تأخّر الولادة الحكومية، محقّ، فنحن لا زلنا في مربّع الحصص، فكيف اذا انتقلنا الى مرحلة نوعية الحقائب التي ينالها كل فريق تليها مرحلة البيان الوزاري؟ ونأمل الا تتحقق توقعات هؤلاء بأن الحكومة ستُبصر النور في عيد الميلاد، لافتةً الى ان لا مبادرة من قبلنا للمساعدة في تفكيك العقد، لان ما يحصل على صعيد التشكيل له علاقة بالتوازنات الدقيقة لكل فريق، فلو كانت المسألة متوقّفة على اتمام مصالحة بين احد حلفائنا لربما تحرّكنا للمساعدة، لكن القصة اكبر من هيك.

وتختم المصادر: أمام هذه الصورة يبدو ان المساعي وصلت الى مرحلة مقفلة، رئيس الجمهورية لم يعد لديه ما يقوله، الرئيس المكلف لم يعد لديه ما يقدمه، ورئيس مجلس النواب نبّه وحذر وقضي الأمر.

في الانتظار، الأزمات تتراكم من دون بصيص معالجات، خصوصا ان معظم المعالجات يحتاج الى سلطة تنفيذية مكتملة الصلاحيات، لا سلطة تصريف اعمال. أما متى تنتهي هذه الحال الشاذة، فلا أحد يملك جوابا شافيا.