IMLebanon

حرص عوني – جنبلاطي على مصالحة الجبل… وسفر الحريري وجعجع وتيمور

 

اثر دخولها أسبوعها العاشر، منذ تكليف الرئيس سعد الحريري في 24 ايار الماضي، بدت عملية تأليف الحكومة الجديدة كأنها أخرجت من اطار المهل والمواعيد لانجازها وتركت لمشاورات الكواليس واتصالاتها على نحو بدأ يستعيد بعضاً من وجوه تجارب تأليف حكومات طال انتظارها. وعلى رغم الوعود المتكررة بولادة قريبة، بات في حكم المؤكد ان الاسبوع الطالع على الاقل، لن يشهد الانفراج المأمول نظراً الى عاملين، أولهما عدم تذليل العقبات التي لا تزال تعترض رئيس الوزراء المكلّف وتحول دون تدوير زوايا المطالب الكبيرة المطروحة أمامه، وثانيهما مغادرة بعض كبار المسؤولين السياسيين المعنيين بالتشكيل مباشرة في اجازات خاصة الى الخارج.

وامس غادر الرئيس المكلف بيروت في اجازة خاصة، كما غادر رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع، برفقة زوجته النائبة ستريدا جعجع في زيارة خاصة إلى الخارج، وفق ما أعلن مكتبه الاعلامي. في الموازاة، وصل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط إلى موسكو، يرافقه النائب وائل أبو فاعور وحليم أبو فخر الدين في زيارة يلتقون خلالها عددا من المسؤولين. وكانت معلومات صحافية اشارت الى ان أبوفاعور زار الخميس السعودية حيث أجرى مباحثات لم يكن الملف الحكومي على ما يبدو بعيدا منها.

وفي المواقف، دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الى حكومة ثقة تؤسس لمرحلة جديدة، مؤكداً ان الرئيس المكلف هو صاحب القرار والخيار في عملية التشكيل، بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وان التأخير في التأليف، لا يتحمّله الرئيس المكلف وحده. وقال خلال افتتاحه مسجد النعمان في منطقة الجية في اقليم الخروب، المناخ السائد في البلد، متشنّج، لأن تشكيل الحكومة حتى الآن، لا يزال بين اخذ ورد، ومشاورات ولقاءات، لإيجاد الصيغة الأمثل لولادة حكومة وطنية، لا حكومة اكثرية او اقلية، بل حكومة ثقة تؤسس لمرحلة جديدة، في إطار النهوض بلبنان. والتأخير في التأليف، لا يتحمّله الرئيس المكلف وحده، فهو يسعى ليل نهار، إلى إنجاز المهمة التي اوكلها له غالبية نواب المجلس النيابي، مما يتطلب من الفرقاء السياسيين، التعاون والتواضع، وأن يكونوا مرنين، وان يتعاطوا بروح المسؤولية الوطنية، التي تقتضي ولادة الحكومة اليوم قبل الغد، فالتأخير في التأليف، عامل سلبي، ويُشكّل إرباكا اقتصاديا واجتماعيا يؤدي إلى بلبلة مالية واقتصادية نحن بغنى عنهما.

وفي هذا الاطار، صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس الحريري الآتي: يتداول بعض وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية معلومات منسوبة لمصادر بيت الوسط ولأوساط مقربة من الرئيس المكلف بشأن تشكيل الحكومة. يهم المكتب الاعلامي التأكيد على عدم صحة ما يتم يتداوله، خلاف ما صدر ويصدر عن الرئيس الحريري وفريق العمل المكلف متابعة الشأن الحكومي.

مصالحة الجبل

على صعيد آخر عادت مصالحة الجبل بقوة الى الواجهة امس بعدما تهددت مساء الخميس بسبب مواقف المسؤول في التيار الوطني الحر ناجي حايك من جهة وتوقيف رشيد جنبلاط من جهة اخرى، وبعد اعتذار الاول، ثم موافقة القاضية زينب فقيه على طلب اخلاء سبيل رشيد جنبلاط أبدى التيار والتقدمي حرصا مشتركا على المصالحة. فغرد الوزير جبران باسيل عبر تويتر قائلا ان المصالحة في الجبل اغلى من أن تؤثر فيها عبارات من الماضي الذي تخطيناه داعيا الى العودة الى لغة العقل مهما اختلفنا في السياسة، واضاف لا للعودة لا للاحادية ولا للماضي ونبش الاحقاد، بل تمسّك بالشراكة الكاملة المبنية على التآخي. تحية الى كل اهلنا في الجبل ورحم الله جميع شهداء الوطن.

وقد انضم اليه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي غرد ايضا قائلا فلتكن ذكرى المصالحة لحظة تأمل في كيفية اعتماد لغة حوار عقلانية بعيدا من لغة الغرائز التي تجرفنا جميعا من دون استثناء، واضاف التحية لكل شهداء الوطن دون تمييز… كفانا تفويت الفرص… آن الاوان لنظرة موحدة الى المستقبل تحفظ الوطن وتصونه في هذا العالم الذي تتحكم فيه شريعة الفوضى.