Site icon IMLebanon

انهيار مساعي تشكيل الحكومة بعد تمترس الكتل النيابية وراء مواقفها

 

وسط تفاقم المخاوف من احتمال تمدد الجمود في تأليف الحكومة الى ما بعد انقضاء فصل الصيف والارجح، على ما تشير التوقعات الى منتصف الخريف المقبل، بما يُخلّف ذلك من تداعيات كارثية اقتصادية واجتماعية، غابت امس عن الساحة السياسية اي حركة يعتدّ بها لاطلاق جولات جديدة من المشاورات والاتصالات الكفيلة بحلحلة عقد تأليف الحكومة. وبدا استنادا الى عملية رصد للواقع السياسي، ان البلاد التي دخلت في مدار الاعياد التي ستمتد حتى نهاية الاسبوع المقبل مع عيد الاضحى لن تشهد ما قد يخرجها من شرنقة العقبات والمطبات، لا بل ان العواصف السياسية التي تخلّفها بعض الملفات الطارئة ترفع نسبة التشنج الكفيلة بنسف الاجواء التهدوية، وآخرها مصير العلاقات مع سوريا التي فعلت فعلها على خط الضاحية الجنوبية – بيت الوسط.

فبعيد موقفي الرئيس المكلف سعد الحريري وامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في هذا الشأن حيث ذهب الاول الى القول في معرض الرد على مطالبة البعض بتضمين البيان الوزاري مطلب عودة العلاقات كشرط لتشكيل الحكومة عندها لا تتشكل الحكومة، وهذا بكل صراحة، مقابل نصيحة الثاني له ب ألا يلزم نفسه بمواقف قد يتراجع عنها، لاحظت اوساط سياسية مطّلعة ان منسوب الجمود الذي اصاب مسار التأليف بلغ حده الاقصى، ولو ان اوساط الرئيس الحريري تحرص على التأكيد ان الاتصالات بين بيت الوسط وسائر المقار السياسية لا تتوقف، ذلك ان السخونة السياسية التي تتسبب بها مثل هذه المواقف تشكل عاملا غير مساعد لاستكمال الاتصالات واللقاءات على خط التشكيل.

في الاثناء، انضم الرئيس نبيه بري الى الامين العام لحزب الله في اعتبار التنسيق مع سوريا أمرا ضروريا وفي انتقاد مواقف الرئيس المكلف الرافضة للتطبيع، اذ رأى أن تصريحات الحريري عن العلاقة مع سوريا غير واقعية ولا تفيد. وفي تصريح لموقع الإنتشار لفت الى أن هناك علاقات ديبلوماسية بين البلدين وسبق للحريري نفسه أن عيّن، قبل أشهر قليلة، سفيراً للبنان لدى سوريا، ناهيك عن وجود مجلس أعلى لبناني – سوري، وها هو لبنان قد طلب اخيرا من سوريا تزويده بالطاقة الكهربائية، فيما أن التعاون بين الجانبين اللبناني والسوري قائم خصوصاً بما يخص عودة النازحين السوريين إلى بلادهم.

وكان الرئيس الحريري اجتمع في بيت الوسط الاربعاء الى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط وبحث معه في حضور النائب وائل ابو فاعور المسألة الحكومية، وأكد جنبلاط تمسكه بالوزراء الدروز الثلاثة احتراما لنتائج الانتخابات النيابية.

ورأت مصادر سياسية ان مساعي تشكيل الحكومة انهارت حتى الآن، بسبب تمترس الكتل النيابية وراء مواقفها، خصوصا لجهة تمسك القوات اللبنانية بمطالبها بأربع وزارات بينها سيادية، اضافة الى مطالبة المردة وكرامي بمقعدين، والمعارضة السنة بمقعد.

على صعيد آخر، وفي وقت يزور وزير الخارجية جبران باسيل الاحد المقبل موسكو لبحث المبادرة الروسية لاعادة النازحين السوريين الى بلادهم، استمع الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وبلدان افريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف من الممثل الشخصي للرئيس الحريري جورج شعبان الى مستجدات الأوضاع في لبنان والجهود المبذولة لتشكيل الحكومة الجديدة. كما ناقش بوغدانوف وشعبان في موسكو الأوضاع في سوريا والعمل الجاري لتأمين الظروف المناسبة لعودة النازحين السوريين المتواجدين على الأراضي اللبنانية، كما بحث بوغدانوف الوضع مع رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الوزير طلال ارسلان، الذي مدد زيارته للعاصمة الروسية.