يستعد لبنان مطلع الاسبوع المقبل لدخول عطلة عيد الاضحى المبارك، ودخول الشهر الرابع لتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة المرتقبة من دون ان يتلمس اللبنانيون اي حلول في الافق القريب، فالعقد على حالها حيث التيار الوطني الحر لم يوافق على جعل حصته الوزارية مع حصة رئيس الجمهورية تتدنى عن ١١ وزيرا، والقوات اللبنانية لم تتخل عن الحقيبة السيادية، والحزب التقدمي الاشتراكي لا يزال مصرا على ان يكون الوزراء الدروز الثلاثة من حصته. هذا في الظاهر، اما في العمق فالعقد تزداد وتصبح اكثر خطورة، حيث العقدتان البارزتان المستجدتان العلاقة مع سوريا والمحكمة الدولية.
على صعيد آخر، حسم الأخذ والرد الذي أثير في الايام الماضية حول علاقة الرئيس الحريري بالرياض في ضوء معلومات تم ترويجها عن رفض المملكة اعطاء فريق الرئيس المكلف عدد تأشيرات الحج الذي كان طلبه. فزار القائم بأعمال سفارة السعودية في لبنان الوزير المفوّض وليد البخاري، امس الحريري في بيت الوسط، حيث أكد الاخير عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين لبنان والمملكة. أما البخاري، فقال إن أجواء اللقاء مع الرئيس رائعة جدا وقد اطلعناه على سير عمليات منح تأشيرات الحج وخطة الانجاز التي اثنى عليها. واضاف ردا على سؤال عما اذا كانا ناقشا الاوضاع الداخلية لقد ناقشنا أوضاع الحجاج واهتمام الرئيس الحريري بتقديم كل التسهيلات، فالسفارة أنجزت خمسة آلاف تأشيرة خلال 49 ساعة عمل قام بها طاقم متكامل تمكن من تحقيق هذا الانجاز بهذه السرعة. وعما اذا كانت العلاقة مع الرئيس الحريري ممتازة، أجاب بكل تأكيد، وانا أتمنى على كل وسائل الاعلام ألا تلتفت الى بعض الشائعات التي تصب في مصالح غير مسؤولة، واتمنى ان تعودوا الى بيان المكتب الاعلامي للرئيس الحريري الذي اوضح فيه كل النقاط.
في الموازاة، كانت قضية النازحين حاضرة في بكركي امس بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم. وبحسب الصرح، فإن توافقا سُجّل على اهمية وضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة لمواجهة التحديات الإقتصادية والإجتماعية التي تضرب لبنان والتي باتت تشكل تهديدا واقعيا للمواطنين فيه على كافة المستويات. كذلك كان تشديد على وضع آلية عملية تطبق بشكل سريع لتأمين عودة النازحين السوريين الى بلادهم ليعيشوا بكرامة في ارضهم ووطنهم الأصيل وللتخفيف من ثقل العبء الذي يرزح تحته لبنان نتيجة تداعيات هذا النزوح. وقد أثنى الراعي على عمل اللواء ابراهيم متمنيا له التوفيق في كل المهمات الوطنية التي تسند اليه، كما نوه بعمل الجهاز بكل مكوناته نظرا للجهود التي يبذلها في الحفاظ على استقرار وامن البلد.
تمويل للعودة
من جهة ثانية، ستكون قضية اعادة النازحين مدار بحث الاحد بين وزير الخارجية جبران باسيل والمسؤولين الروس في موسكو حيث سيعرض لجديد المبادرة الروسية في هذا الشأن. وفي السياق، وبعد اللقاء الذي جمع مستشار الرئيس الحريري جورج شعبان مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، الاربعاء في العاصمة الروسية، أوضح مستشار الحريري لشؤون النازحين نديم المنلا أن روسيا متمسكة بمبادرتها، وتقوم بعملية مسح للأضرار في الداخل السوري تمهيدا للعودة. إلا أن عودة النازحين بأعداد كبيرة لن تتأمن ما لم يتوفر التمويل الدولي والضمانات الامنية، ولقاء شعبان مع بوغدانوف بحث هاتين المسألتين. ولفت المنلا الى أن بوغدانوف كشف أن بعد تبلغ بلاده من الاميركيين أنهم غير مستعدين لتمويل العودة، بدأت موسكو العمل الجدّي للبحث عن مصادر تمويل بديلة، عبر الصين والدول العربية وغيرها من البلدان المتعاونة، وتتطلع الى اللقاء الذي سيجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمستشارة الاميركية أنجيلا ميركل في ألمانيا غدا، لافتا الى أن موسكو تعمل على الفصل بين العودة وبين إعادة الإعمار، نظرا للكلفة المنخفضة للأولى مقابل كلفة باهظة للثانية، والعمل جار على تأمين الضمانات السياسية والامنية اللازمة التي لا تزال غير كافية الى الآن.