وفي اليوم الثالث بعد المئة على التكليف قدم الرئيس المكلف سعد الحريري صيغة حكومية وصفها بالمبدئية الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وفيما اعلن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية ان الرئيس عون ابدى ملاحظاته حول الصيغة التي تسلمها، اكد الرئيس الحريري لدى مغادرته القصر ان الصيغة مبدئية ولا احد منتصرا فيها على احد، مشددا على ان الصيغة لم تناقش مع احد ولا يملكها احد الا الرئيس عون وانا. واكد الرئيس الحريري انه سيواصل مشاوراته حول الصيغة الحكومية الجديدة.
وبعد اللقاء، صرح الرئيس الحريري للصحافيين فقال: سلمت فخامة الرئيس صيغة حكومية وقد تشاورنا بها، وباتت الصيغة موجودة، واساسها كما قلت في كل المشاورات، ومع الاعلام، لا احد منتصرا فيها على احد، بل ان الحكومة هي حكومة وحدة وطنية يقدم فيها كل الافرقاء التضحية بشكل ما، وقد انطلقت على هذا الاساس بهذه الصيغة، وان شاء الله يتم الكلام حولها مع فخامة الرئيس. وشدد على ان هذه الصيغة لا يملكها احد الا الرئيس عون وهو، ولم تناقش مع احد، لافتا الى انه أخذ الافكار من القوى السياسية واستخلص هذه الصيغة وجاء بها الى رئيس الجمهورية.
وكان الرئيس الحريري استقبل قبل توجهه الى قصر بعبدا رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل وتداول معه في موضوع تشكيل الحكومة قبل أن يقيم مأدبة غداء تكريمية، ولم تسرب المصادر شيئا عما دار خلال الحديث.
معراب… لا تنازلات اضافية
وكانت مصادر معراب افادت انها تنتظر ما سيصدر عن لقاء بعبدا الرئاسي، بيد انها ليست في وارد تقديم المزيد من التنازلات بعدما قدمت اقصى الممكن المتمثل بأربع حقائب ليست من ضمنها لا نيابة رئاسة الحكومة ولا وزارة سيادية ولا وزارة دولة أيضا. اما اصرار التيار على تضمين حصة القوات وزارة دولة فسيعيد قطار التشكيل الى نقطة الصفر. واشارت الى ان الرئيس المكلف كما القوات، ليسا في وارد القبول بأي تطويق اضافي لحجم معراب التي ترفض استغلال مرونتها أو فهمها خطأً، فهي إن كانت تسهّل مهمّة الحريري الا ان ذلك لا يعني انها سترضى بمواصلة استهدافها أو محاولات إحراجها لاخراجها، او فهم تضحياتها في سبيل مصلحة الوطن على انها ضعف. واكدت ان اقصى الممكن قبولها اربع حقائب او خمس مع وزارة دولة.
وعلى رغم ارتفاع منسوب التفاؤل استناداً الى حركة اللقاءات والمشاورات، الا ان مصادر حزب الله استبعدت حصول تقدم، معتبرةً ان ما يحصل مجرّد حركة بلا بركة، ومشيرةً الى ان نوعية الحقائب تُشكّل العائق الاساسي امام الحكومة الان، وسألت اذا كانت القوات اللبنانية قد تخلّت كما تقول عن منصب نائب رئيس الحكومة والوزارة السيادية مقابل ضمان الحصول على 4 حقائب وازنة، فماذا يبقى للقوى السياسية الاخرى؟ ما يعني بحسب المصادر ان العقدة القواتية تمنع ولادة الحكومة.
اما عن كلام نائب الامين العام ل حزب الله الشيخ نعيم قاسم عن المعركة الرئاسية، فجزمت المصادر بانه موجّه الى رئيس حزب القوات سمير جعجع وليس الى باسيل حتماً.
على صعيد آخر، بقي قرار الولايات المتحدة وقف تمويل منظمة الاونروا في دائرة الاهتمام المحلي لما له من انعكاسات على الوجود الفلسطيني في لبنان. وفي السياق، طالب رئيس مجلس النواب نبيه بري باجتماع عاجل للجامعة العربية من اجل اصدار قرار بتمويل الاونروا بدلا عما جرى من قرار اميركي بحجب التمويل عنها.
في الموازاة، وبعد البيان الحازم لوزارة الخارجية، في هذا الشأن، يعقد عصر اليوم وزير الخارجية جبران باسيل اجتماعا مع سفراء الدول المضيفة والمانحة لشرح موقف لبنان، والبحث عن المخارج المتاحة، وعلمت المركزية في هذا المجال ان السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد ستغيب عن الاجتماع. وليس بعيدا، أشار رئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني حسن منيمنة عبر المركزية الى أن الانعكاسات السلبية للقرار الاميركي ستكون مأساوية على اللاجئين في لبنان والدول المضيفة كافة، خصوصا وأن أميركا تسعى لدفع الدول الحليفة لها لتحذو حذوها. ولفت الى أن اللجنة ستجتمع الخميس بممثلين عن الوكالة في السراي، لبحث الاجراءات التي يمكن اتخاذها للحد من التداعيات السلبية للأزمة، مضيفا أن اللجنة تتابع مع السلطات السياسية المعنية تحرك لبنان على الصعيد السياسي مع الدول الصديقة والمانحة لزيادة مساهماتها والتعويض عن توقف الدعم الاميركي.