IMLebanon

الحريري يدافع عن صيغته الحكومية ويؤكد استمرار المشاورات مع عون

 

لم يكد بيان المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية يصدر، مشيرا الى ان لرئيس الجمهورية ملاحظات على تشكيلة رفع العتب التي قدمها الرئيس المكلف حتى انطلق هجوم مضاد في اتجاهين الاول طرق باب الصلاحيات من جديد عبر عنه بيان كتلة المستقبل وبيان ثان اصدره رؤساء الحكومة السابقون نجيب ميقاتي، وفؤاد السنيورة وتمام سلام، معتبرين ان الاسس التي حددها رئيس الجمهورية لشكل الحكومة تستند الى مفهوم غير دستوري وهو ما كرره الرئيس الحريري نفسه خلال اجتماع كتلة المستقبل والمجلس المركزي للتيار.

اما الاتجاه الثاني فعبرت عنه مبادرة عدد من مسؤولي القوات اللبنانية الى شن هجوم سريع حدد رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل هدفا له من باب اتهامه بتعطيل التشكيل وصولا الى توجيه الوزير ملحم الرياشي الذي زار بيت الوسط امس رسالة الى رئيس الجمهورية، في المقابل اعلن تكتل لبنان القوي بعد اجتماعه على لسان النائب ابراهيم كنعان رفض التكتل الاكبر في مجلس النواب اللبناني ان يكون شاهد زور دستوريا عبر تغطية ضرب دور رئيس الجمهورية وصلاحياته، او ديمقراطيا من خلال الموافقة على ضرب نتائج الانتخابات الاخيرة التي جرت على اساس القانون النسبي.

 

اما الرئيس الحريري فتناول خلال ترؤسه اجتماعا مشتركا لكتلة المستقبل والمجلس المركزي للتيار ان الصيغة التي يعمل عليها ليس فيها منتصر أو مهزوم، وهي تراعي صفات الإئتلاف الوطني وتمثيل القوى الرئيسة في البرلمان، وتؤسس لفتح صفحة جديدة بين أطراف السلطة التنفيذية، من شأنها أن تعطي دفعاً لمسيرة الاصلاح والاستقرار. واكد ان معايير تشكيل الحكومات يحددها الدستور والقواعد المنصوص عنها في اتفاق الطائف، وان أي رأي خلاف ذلك يبقى في إطار وجهات النظر السياسية والمواقف التي توضع في تصرف الرئيس المكلف.

اما بيان الكتلة فلفت الى ان ليس هناك من داعٍ لإثارة الالتباس والجدل من جديد، حول امورٍ تتعلق بالصلاحيات الدستورية، ولا سيما ان الرئيس الحريري كما قال، متوافق مع رئيس الجمهورية على الآليات المعتمدة وفقاً لما حدده الدستور.

كما أكد على انه لن يفقد الأمل بالوصول الى اتفاق حول الصيغة الجاري العمل عليها، ويعتبر ان المسؤولية شاملة في هذا الشأن، وان الجميع محكوم بتقديم التنازلات وتدوير الزوايا وتوفير الشروط المطلوبة لولادة الحكومة.

وموضوع التشكيلة الحكومية تناولها الرئيس الحريري مع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، يرافقه النائب وائل ابو فاعور بحضور وزير الثقافة غطاس خوري، واكد جنبلاط لدى مغادرته قائلا لا زلنا عند مطلبنا بشأن الحصة الدرزية في الحكومة.

كذلك استقبل الرئيس الحريري وزير الاعلام ملحم الرياشي موفدا من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في حضور الوزير غطاس خوري وجرى عرض لاخر التطورات والجهود المبذولة لتشكيل الحكومة.

ولاحقا وجه الرئيس الحريري تساؤلا الى كل الكتل السياسية:

هل البلد أهم منا جميعا؟ أم نحن أهم من البلد؟.

وقال في دردشة مع الصحافيين، ردا على وصف تكتل لبنان القوي الصيغة الحكومية التي قدمها إلى الرئيس الجمهورية بأنها رفع عتب: الصيغة عند رئيس الجمهورية، وأنا من وضعها، وأعطيتها إلى فخامته، ولا أحد ثالث بيننا، ولا أفهم من أين أتى الآخرون بكل التحليلات التي يصدرونها، أيا كانوا.

وأكد الرئيس الحريري، أنه لم يناقش هذه الصيغة مع أحد، وأنه مقتنع بها، وقال: إن كانت لدى البعض ملاحظات على بعض الحقائب، فليعلنها، لكني لا أفهم لماذا كل هذه التحليلات والصعود والهبوط، أكاد أقول أنني كتبت هذه الصيغة بيدي لكي لا يطلع عليها أحد، فقط لأني قلت أن الأمر من صلاحياتي وصلاحيات فخامة الرئيس، نتشاور ونتعاون ونتحدث.

وردا على سؤال بشأن ملاحظات رئيس الجمهورية على الصيغة، قال الرئيس الحريري: المهم أننا ما زلنا نتشاور في الموضوع.

أما بشأن موقف رؤساء الحكومات السابقين بخصوص صلاحيات رئيس الحكومة المكلف، فقال الرئيس الحريري: أنا لم أستنفر أحدا، بل هم تحدثوا بوجهة نظر هم مقتنعون بها.

وأضاف: صلاحياتي واضحة في الدستور، ونقطة على السطر. هذا، لا يجب أن يكون موضع نقاش، بل تشكيل الحكومة وكيفية إخراج البلد من المأزق الاقتصادي وتأمين الكهرباء والمياه والاستشفاء والموازنة للمواطن اللبناني وتطبيق مؤتمر سيدر. أما الخلاف على الحقائب فبرأيي لا طائل منه. وإذا اعتقد أي فريق سياسي أنه أكبر من البلد أو مصلحة البلد، فهنا تكمن المشكلة.

وتابع: في الصيغة التي قدمتها، الجميع يقدم تضحية، كل الأفرقاء يقدمون تضحيات، وأنا على رأسهم. من هذا المنطلق، لا بد من صيغة، لا خاسر فيها ولا رابح، وتترجم في الوقت نفسه نتائج الانتخابات النيابية.

ونفى الرئيس الحريري أن يكون الوضع قد عاد إلى المربع الأول، وقال: لا زلت أنتظر المزيد من التشاور مع فخامة الرئيس.

وردا على ما ورد في بيان بعبدا من وجود ملاحظات على الصيغة، قال الرئيس الحريري: إذا كانت الملاحظات قابلة للنقاش، فنتحدث بشأنها، لكن المشكلة أن هناك من ينطلق دائما في البلد من الأمور السلبية، فيما أرى أنه لا بد من أن ننطلق من الأمور الإيجابية وعلينا أن نرى نصف الكوب الملآن، وعلى هذا الأساس نتحدث، ويجب أن نهدأ قليلا.

وأما ما يقال عن العقدة السنية في تشكيل الحكومة، فقال الرئيس الحريري: أنا لدي منطق في هذا الشأن، فلو كان هناك حزب متمثل بهذا العدد من النواب، لكان يمكن الحديث عن تمثيلهم، لكن الحقيقة بينهم مستقلون، فيما نتحدث عن كتل رئيسية ممثلة في مجلس النواب.

وأكد الرئيس الحريري أن الحكومة ستتشكل في النهاية، ولكن حتى لو تم عرض هذه الصيغة على تيار المستقبل نفسه، فسيرفضها، لكننا نقدم التضحيات من أجل البلد ومصلحته، وقال: لو كان كل واحد منا يتواضع وينزل من الجبل الذي يتموضع فيه ويقدم مصلحة المواطن اللبناني لكان بالإمكان تشكيل الحكومة اليوم.

ونفى الرئيس الحريري أن يكون هناك خلاف بين تكتل لبنان القوي وتيار المستقبل، وقال: المشكلة ليست بين حصصي وحصص التكتل، هذه الصيغة قدمتها إلى فخامته لكي نتشاور معا بشأنها، فإذا ببعض الناس يخرجون وكأنهم يعرفون الصيغة، فعلى أي أساس يكون ذلك؟ أنا بالأمس قصدت أن أذكر أن هذه الصيغة هي بيني وبين فخامة الرئيس لكي أحصر النقاش بيني وبينه. أما الصيغ التي تم التداول فيها بالإعلام فهي غير صحيحة.