جرعات تفاؤل ضختها حركة اللقاءات التي عقدها الرئيس المكلف سعد الحريري مع الاطراف السياسية المعنية بتشكيل الحكومة، خلال الساعات الماضية، أوحت بجديد يمكن ان يطرأ على هذا المستوى اثر عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من نيويورك، من دون ان يتضح بعد المضمون السياسي لهذا التفاؤل الذي يبقى حتى الآن رماديا ولا يستند الى وقائع ملموسة تتيح الرهان عليه. اذ ان موجات تفاؤل عدة تصاعدت منذ التكليف حتى اليوم اصطدمت مرارا بمتاريس الشروط والعقبات.
وتتحدث مصادر سياسية تراهن على امكان احداث الخرق المنتظر عن خفض سقوف طرأ لدى القوى المعنية بالتشكيل يرتكز الى قبول الحزب الاشتراكي بوزيرين على ان يختار الثالث بضمانة الرئيسين نبيه بري والحريري وتنازل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن منصب نيابة رئاسة الحكومة لمنحه للقوات اللبنانية مع حقيبتين وازنتين ووزير دولة لشؤون ما.
وهذه الأجواء أكدتها أوساط دبلوماسية توقعت تشكيل الحكومة بين ليلة وضحاها، لافتة الى ان مختلف المعطيات الاقليمية والدولية تشجع على مثل هذه التوقعات، وردت بعضها الى استبعاد الحرب الطاحنة التي كانت تلوح في ادلب قبل قمة سوتشي بين الرئيسين الروسي والتركي، ثم حاجة معظم القوى الاقليمية الى دوام الاستقرار الأمني في لبنان، مع اضافة عامل ثالث يتمثل برغبة حزب الله في تشكيل حكومة قبل تشرين الثاني، حيث الموعد الأميركي مع العقوبات الاضافية ضد ايران.
جعجع في الوسط
فغداة استقباله امس الأول النائب وائل ابو فاعور موفدا من رئيس الحزب التقدمي، التقى الرئيس المكلف بعد ظهر أمس، حسب وكالة الأنباء، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي حط في شكل مفاجئ في بيت الوسط قرابة الاولى والنصف، يرافقه وزير الاعلام. وتناول اللقاء الذي حضره ايضا الوزير غطاس خوري، المستجدات السياسية لا سيما الاتصالات الجارية لتأليف الحكومة، واستكمل البحث الى مأدبة غداء اقامها الحريري للمناسبة. وغادر جعجع ووزير الاعلام من دون الادلاء بأي تصريح. الا ان مصادر مواكبة اكدت، حسب وكالة الانباء المركزية ان الزيارة القواتية لبيت الوسط التي تندرج في خانة التنسيق المتواصل مع الرئيس المكلف، هدفت الى وضعه في اجواء الموقف القواتي في ضوء التطورات والخيارات المقبولة وغير المقبولة من جانب معراب، قبيل زيارة الحريري لعون اثر العودة المرتقب ان يطرح فيها الجديد التشكيلي.
وفي انتظار ما يمكن ان يتمخض عن الاتصالات العائدة، والتي ستتكثف أكثر مع عودة الرئيس عون الذي غادر نيويورك أمس عائدا الى لبنان، أكد الرئيس عون ان الاصلاحات التي يشهدها لبنان على جميع الصعد من اجل طمأنة اللبنانيين الى مستقبل بلدهم والبدء بجعل الناس يعتادون على امور جديدة غير تقليدية، والابتعاد عن الشائعات السلبية التي تتناول اشخاصا والحالة العامة دون التحلي بروح المسؤولية. في الموازاة، اشار الرئيس عون الى ان برنامج الكهرباء بدأ تنفيذه، ويتطلب بعض الوقت لسنتين او ثلاث وما تسمعونه من اخبار في هذا المجال يكون في معظمه غير صحيح، صحيح ان المرحلة ليست سهلة، وورثت ديناً يبلغ 80 مليار دولار وباقتصاد ريعي غير منتج وكان عبارة عن لعبة مالية فقط، وبدأنا صرف الاموال وغرقنا في الديون، لكن لدينا مشاريع مستقبلية عديدة ومنها الخطة الاقتصادية للنهوض بالاقتصاد، وان شاء الله ستبدأ مرحلة بداية الصعود، وبعد سنتين ستكون الاحوال افضل بكثير. وتابع هذه الاعمال تقنية وسهلة، لكن العقد النفسية الموجودة في العالم السياسي مبنية على الشخصية بدل العمل الجماعي، ومن الصعب على البعض الاعتماد على نمط جديد يعتمد على المشاركة، لهذا السبب نواجه بعض الصعوبات لنبقى في المسار السليم والسريع المتبع.