مع استمرار الجمود السياسي، ظلت التطورات الامنية في واجهة الاهتمامات، وكان ابرزها امس مداهمات قام بها الجيش في بلدة عاصون في الضنية واوقف خلالها المطلوب احمد سليم ميقاتي وقتل ثلاثة مسلحين.
وقال بيان للجيش ان مديرية المخابرات نفذت عملية امنية دقيقة بعد رصد مكان وجود الإرهابي أحمد سليم ميقاتي، فتم دهم الشقة التي كان يقيم فيها مع مجموعة من الإرهابيين، وتم توقيفه، فيما أصيب أحد العسكريين بجروح طفيفة، وقتل ثلاثة من المسلحين الموجودين في الشقة المذكورة، يجري العمل على تحديد هوياتهم. وقد ضبطت في المكان أسلحة خفيفة ومتوسطة، وذخائر متنوعة وقاذفات ورمانات يدوية وأحزمة ناسفة، وأعتدة عسكرية بينها بزة مرقطة عائدة للجيش اللبناني، ومواد متفجرة.
توقيف جندي فار
وفي الاطار ذاته كشف مصدر امني عن ان الجيش تمكن من القاء القبض على الجندي عبد القادر الاكومي الذي كان انشق منذ عشرة ايام عن الجيش واعلن في شريط مصور انضمامه الى داعش. ولم يشر المصدر الى مكان القاء القبض على الاكومي الذي احيط فراره بملابسات بقيت مدار جدل، الا ان الوكالة المركزية ذكرت ان الجيش القى القبض عليه خلال مداهمة الشقة في عاصون.
وافادت الوكالة انه بعد تعقب حركة الاتصالات تبين للاجهزة ان شريط انشقاق الاكومي سجل في الشقة نفسها وحُمّل منها على الانترنت، لكن معلومات لاحقة رجحت ان تكون جثة متفحمة عثر عليها في الشقة عائدة للاكومي.
ولم تستبعد ان يكون الجندي الثاني الفار عبدالله شحادة من بلدة مشحا موجودا بدوره في لبنان مع احدى المجموعات التي يبدو انها تعمل لمصلحة جبهة النصرة، خصوصا ان والدته كانت اعلنت بُعيد نبأ انشقاقه انها ودعته قبل يوم واحد على ظهوره في شريط النصرة بما يعزز فرضية استمرار وجوده في لبنان.
تعميم الجيش
وفي السياق ذاته، وجه قائد الجيش العماد جان قهوجي نشرة توجيهية الى العسكريين اكد فيها ان قرار القيادة ثابت وحازم في عدم السماح للارهاب بايجاد اي محمية او بقعة آمنة له في لبنان، مهما تطلب ذلك من جهود وتضحيات. واعلن تمسك القيادة بتحرير العسكريين المخطوفين واعتبار قضيتهم قضيتها الاولى، عبر استخدام كافة السبل المتاحة مع رفضها الخضوع لاي ابتزاز من شأنه ان يوظفه الارهابيون لاحقا ضد مصلحة الجيش والوطن، وشدد على ان لا مكان في صفوف المؤسسة للخارجين عن الولاء للوطن والجيش او المتقاعسين في اداء واجباتهم، فالجيش بغنى عن خدمات اي عسكري يتخاذل او ينكث بقسمه ويخون رسالته. واشارت النشرة التوجيهية الى ان المؤسسة العسكرية اليوم أقوى من اي وقت مضى وعصية على كل محاولات التشكيك بها والنيل من تماسكها.
قضية العسكريين
اما على محور العسكريين المخطوفين فلم يبرز جديد ملموس باستثناء اعلان وزير الصحة وائل ابو فاعور انه تسلم شيئا ما من خاطفي العسكريين، رافضا الافصاح عن المزيد، واجتمع وفد من الاهالي بعد الظهر مع رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير في السراي الحكومي حيث كانت جلسة مجلس الوزراء لا زالت منعقدة.
قالت اوساط قريبة من اعضاء الخلية الوزارية ان جملة عقبات تحول دون احراز التقدم المرجو في الملف من بينها عدم تحديد الخاطفين شروطهم ومطالبهم بوضوح حتى الساعة.