الامطار الغزيرة التي هطلت امس، دفعت تلال النفايات المتراكمة على جوانب الطرق الى وسط الشوارع ومجرى نهر بيروت، ودفعت معها الوضع الحكومي الى حافة الانفجار. وستكون الازمة على طاولة الحوار في مجلس النواب اليوم، في محاولة لمعالجة توجه رئيس الحكومة الى الاستقالة يوم الخميس المقبل.
ورغم اهمية الاضرار المادية التي الحقتها السيول ببعض المرافق والطرقات، الا ان الاضرار الصحية الناجمة عن طوفان النفايات وانتقالها مع السيول تبقى الاهم. وقد اوجز وزير الصحة الامر بالقول وصلنا الى المحظور الذي طالما حذرنا منه. المخاطر الصحية ازدادت، خاصة على المدى البعيد نتيجة الترسبات. وسيكون على وزارة الصحة القيام بالكثير من الاجراءات لتفادي الاسوأ.
اضرار صحية
ومضى يقول: هناك اضرار صحية وبيئية لم يعد يمكن تداركها بل التخفيف من ضررها نتيجة الترسبات والتأثير على المياه والمزروعات.
وكشف ابو فاعور انه سيكون لوزير الزراعة اكرم شهيب جولة تداول اخيرة سيكشف بعدها المستور، اذا لم تسر الخطة.
وكانت مصادر نقلت عن الرئيس سلام امس انه لن يبقى ساعة في الحكومة بعد يوم الخميس المقبل اذا لم تقر خطة المطامر. وقد دعم الوزير نبيل دو فريج هذا الاتجاه وقال رأيي انه يجب ان تستقيل الحكومة.
وقال الوزير بطرس حرب: طفح الكيل، اذا لم يحصل تجاوب بسرعة في قضية النفايات، سنضطر الى اطلاع الرأي العام على كل الحقائق والعقبات والجهات.
وتابع لسنا شهود زور ولن نسكت كما لن نغطي أحدا، ولن نقبل أن يتحول موقعنا من ساعين إلى الحل إلى مغطين لمن يعرقل هذا الحل. فإما أن يتعاون الجميع، وإلا فليتحمل الجميع مسؤولية انهيار السلطة والحكومة. لقد طفح الكيل.
اما وزير البيئة محمد المشنوق فقال مساء امس أنه طالب مجلس الوزراء منذ شهرين بإعلان حال طوارئ بيئية في لبنان، تخوفا مما قد يصيبنا من كارثة النفايات التي لا تزال القوى السياسية تعرقل حل أزماتها. وقال: كررت أن هذا هو المطلوب عدة مرات، ولكن لم يبرز أي تجاوب من القوى السياسية ردا على نداءاتي المتكررة، وما نواجهه اليوم هو ما حذرنا منه.
وقال ما لم تتخذ القوى السياسية موقفا ايجابيا اليوم قبل الغد، فلا حدود لمخاطر الكارثة.
وختم مؤكدا ان الرئيس تمام سلام والوزير أكرم شهيب، لم يألوا جهدا في متابعة هذا الموضوع، ولكن العقدة لدى القوى السياسية تقود لبنان نحو المجهول.
امام منزل سلام
ومع تفاقم الازمة نتيجة الامطار امس، جدد الحراك المدني اعتصاماته، وتوجه الى دارة الرئيس سلام في المصيطبة بعد وقفة في ساحة رياض الصلح. وطالب المتحدثون رئيس الحكومة بأن يفضح المستور، ويعلن للشعب ماذا يعرقل اقرار خطة النفايات.
وقد اختتم ناشطو الحراك، تجمعهم أمام دارة سلام، بالاعلان ان الحكومة أمامها مهلة حتى نهار الخميس، لحل مشكلة النفايات، تحت طائلة التصعيد. وتوجه الناشط محمود فقيه، في كلمة ألقاها باسم الحراك، إلى اللبنانيين: نقول لكم، كونوا معنا في تحرك جديد يوم الخميس المقبل، لنقول للطبقة السياسية كفى، مشيرا إلى أن تفاصيل التحرك المقبل سيعلن عنها في الوقت المناسب.
وكان ناشطو الحراك قاموا صباح امس بتنظيف مجرى نهر بيروت في منطقة الكرنتينا من النفايات، ولكن الامطار داهمتهم وعرقلت عملهم نسبيا.