استأنف الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري نشاطه، فيما تابعت المحكمة الدولية الاستماع الى مطالعة الادعاء في قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
ومساء أمس اكد الرئيس الحريري خلال استقباله نحو ٧٠ طالبا من جامعة ستانفورد الاميركية انه مستمر في مساعيه وجهوده الدؤوبة لتشكيل الحكومة الجديدة، وقال: بالرغم من الاختلافات والتباينات بين الاطراف السياسية نحن نأمل من خلال تعاطينا الهادئ والمسؤول مع كل الاطراف وتحلينا بالصبر، ان نصل في النهاية الى تأليف الحكومة والمباشرة بحل المشاكل التي تواجه البلد، لانه من دون التحلي بالصبر ومقاربة الامور بالحكمة لن نستطيع حل هذه المشاكل والنهوض بالبلد.
واذ أشار الى ان ما يميز لبنان عن غيره من دول المنطقة هو نظامه الديمقراطي وتنوعه.
وتابع: كما تلاحظون نحن نعيش في منطقة تسودها الاضطرابات والحروب، ولكن لبنان بقي بفضل الله تعالى وبارادة اللبنانيين وحرصهم على امنه واستقراره، بمنأى عما يحصل من حوله. لبنان عانى كثيرا في الماضي من الحروب والاعتداءات الاسرائيلية والاغتيالات، والان لدينا فرصة فريدة للنهوض بالبلد وانعاش الوضع الاقتصادي وحل المشاكل التي نواجهها، وفي مقدمتها مشكلة النازحين السوريين، ونسعى لتوظيف هذه الفرصة المتاحة من خلال مؤتمر سيدر لاعادة بناء البنى التحتية والنهوض بالبلد ككل.
وكان الرئيس الحريري اطلع من ممثلي شركة غوغل على الخدمة الجديدة التي نفذتها فتصبح جميع صور المواقع الطبيعية والاثرية المهمة في لبنان متاحة على خرائط غوغل لأكثر من مليار مستخدم حول العالم على موقع الكتروني، وقدم الرئيس الحريري عرضا مباشرا عن كيفية مشاهدة الصور بشكل بانورامي من اكثر من جهة.
واعلن ممثل غوغل سليم اده عن اطلاق مجموعة الصور البانورامية الخاصة بلبنان والتي تحتفل بالمعالم الاثرية العريقة، من خلال نظارات خاصة على شاشة ثلاثية الأبعاد.
المحكمة الدولية
اما بالنسبة الى مرافعة الادعاء في المحكمة الدولية فتم عرض الادلة المتعلقة باسناد الهواتف الى المتهم سليم عياش.
وتحدث الادعاء عن المستندات المتعلقة برحلة الحج لعياش الى المملكة العربية السعودية في كانون الثاني 2005، مشيراً الى ان جواز السفر الخاص بعياش استخدمه شخص آخر.
ولفت الى ان امكانية تزوير الجواز كانت كبيرة في تلك الفترة، لان المعلومات كانت تكتب بخط اليد، لكن بعد سنوات اصبحت تطبع برموز معينة، موضحا ان زوجة عياش سافرت الى الحج مع محرمها، الذي من المفترض ان يكون عياش، والسجلات تؤكد انها سافرت برفقته.
وقال هواتف عياش كانت ناشطة ما بين 15 و28 كانون الثاني 2005، كما كانت قبل وخلال وبعد فترة الحج، ما يؤكد انه بقي في لبنان، في حين سافرت زوجته. واعلن ان عياش الذي رافق زوجته الى المطار للسفر في 15 كانون الثاني كان على اتصال معها من لبنان في فترة الحج.
اضاف في 28 ك2، اظهرت الادلة ان الهاتف الشخصي لعياش انفصل عن مجموعة هواتفه ليذهب الى المطار لمدة ساعتين ثم انضم الى مجموعة عياش، وهذه المرة الوحيدة التي انفصل نشاط هاتفه الشخصي عن شبكة هواتفه. ما يدل الى انه ارسل شخصا الى المطار لاصطحابها.
ولفت الادّعاء الى ان هاتف عياش الشخصي اتصل 44 مرة من لبنان بالسعودية في شكل يومي، وذلك خلال فترة وجود زوجته في المملكة.
واعلن ان عياش كان المستخدم الوحيد لهواتف الشبكة والهواتف الشخصية، مستبعداً ان يكون اعطاه لاحد افراد اسرته للاتصال بالمملكة، لان استخدام هاتفه الشخصي بقي منتظما في فترة الحج ولم ينفصل عن شبكة هواتفه، مؤكداً ان نمط استخدام هواتف عياش لم يتغير.
كذلك، اشار الادعاء الى ان عياش الغى اجازته وواصل مهامه في مركز الدفاع المدني في الدوير في فترة الحج.
بعد ذلك، شرح محامي الإدعاء تاديتش اديهاردي موجبات الادعاء امام غرفة الدرجة الاولى. وتطرق الى قضية اختفاء احمد ابو عدس، مشيراً الى ان الادّعاء يزعم ان المتهمين صبرا وعنيسي ومرعي متورطون فيها، وان عنيسي لقب نفسه محمد مدّعيا انه كان مسيحيا واعتنق الاسلام وطلب من ابو عدس الذي التقاه في مسجد الجامعة العربية تعلم الصلاة.
والجديد امس ما قاله الادعاء في المحكمة الخاصة بلبنان عن اجتماع عقد بين الرئيس رفيق الحريري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بحضور معاونه حسين خليل وربط الادعاء بين حسين خليل ومصطفى بدر الدين.
ويواصل الادعاء مرافعته الختامية في جلسة اليوم بعدما شرح امس بالتفاصيل عن مراقبة موكب الرئيس الشهيد الحريري، وشراء الشاحنة التي استخدمت في عملية التفجير واختطاف احمد ابو عدس واعلان المسؤولية زورا.