Site icon IMLebanon

علويّو طرابلس يحتجّون: مختار لخمسين ألف نسمة!

تداعيات الانتخابات البلدية والاختيارية في طرابلس لم تنتهِ بعد، وهي لا تنحصر في الفوز الكبير الذي حققته لائحة الوزير أشرف ريفي على لائحة التوافق، بل تشمل الخلل الكبير الذي لحق بتمثيل الأقليتين المسيحية والعلوية، بلدياً واختيارياً.

وإذا كان الخلل، مسيحياً، تمثل في سقوط عرف وجود ثلاثة أعضاء (أرثوذكسيان وماروني) في المجلس البلدي، يتولّى أحدهم (الأرثوذكسي) منصب نائب الرئيس، إلا أنه في أوساط العلويين أكبر. ففيما نجح أكثر من مختار مسيحي في الانتخابات الاختيارية، وتحديداً في الزاهرية (ثلاثة من أصل أربعة)، خسر العلويون المقعدين البلديين المخصصين لهم، بحسب العرف، ولم ينجح منهم سوى مختار واحد فقط من أصل 4 مخاتير كانوا يُنتخبون وفق العرف في منطقة باب التبانة، حيث الثقل العلوي في المدينة.

والمفارقة أن نحو 50 ألف علوي في طرابلس، من بينهم نحو 21 ألف ناخب مسجلين على لوائح الشطب، لا يمثلهم سوى المختار علي عجايا الملقب بـ»الثورة»، علماً بأنه كان خارج لائحة أسماء المرشحين للانتخابات الاختيارية التي طرحت خلال مرحلة التفاوض بين فاعليات باب التبانة وجبل محسن.

وتعود أسباب الخلل أساساً إلى أن منطقة جبل محسن، ذات الغالبية العلوية، ليست منطقة منفصلة إدارياً، بل تتبع منطقة باب التبانة الأكثر كثافة سكانية في طرابلس، ويناهز عدد ناخبيها 50 ألفاً ينتخبون 12 مختاراً، يقضي العرف بتوزيعهم 8 للسنّة وأربعة للعلويين. وقد جرى احترام هذا العرف في دورتي 1998 و2004، إبّان الوجود السوري في لبنان، وفي دورة 2010 بعد خروجهم. لكنه خُرق الأحد الماضي، وكشف عن انقسام عمودي عميق بين المنطقتين، في ظل خطاب طائفي ومذهبي حاد.

الخلل في تمثيل العلويين دفع أبناء جبل محسن للنزول إلى الشارع وقطع طريقهم الرئيسي رمزياً أكثر من مرة، بعد صدور النتائج، قبل أن يتجمّعوا مساء أمس أمام مقر المجلس الشرعي الإسلامي العلوي في جبل محسن، في اعتصام «من أجل إيصال صوتنا واحتجاجنا إلى المسؤولين في الدولة»، على حدّ تعبير عضو المكتب السياسي في الحزب العربي الديمقراطي علي فضة. وطالب رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ أسد عاصي الذي يواصل اتصالاته مع المسؤولين لمعالجة الأمر، في كلمة ألقاها بالمعتصمين، الدولة بـ»إعطاء العلويين حقوقهم».

وأوضح فضّة لـ»الأخبار» أن «المشكلة بدأت عندما اعترضوا في باب التبانة على أسماء مرشحين طرحناهم بحجة أنها استفزازية، قبل أن يعرضوا علينا أسماء أربعة مرشحين اختاروهم عنّا، فقبلنا العرض. وكانت النتيجة أن من رشّحناهم انسحبوا من الانتخابات، فيما مرشّحوهم العلويون رسبوا، رغم أنهم نالوا غالبية الأصوات العلوية، ولم ينجح سوى المختار علي عجايا الذي ترشح على لائحة أخرى».

فاعليات في باب التبانة، فضّلت عدم ذكر اسمها، أشارت الى أن «أجواء الاحتقان المذهبي، والاقتتال بين المنطقتين الذي سقط بسببه عشرات القتلى إلى جانب مئات الجرحى في منطقتنا، لا تزال أرضيتها خصبة في المنطقة، وهو ما أدى إلى هذه النتيجة، خصوصاً أن الأسماء التي طرحت للانتخابات الاختيارية، سواء من قبل فاعليات جبل محسن أو فاعليات باب التبانة، غير مقبولة في الشارع وتعتبر في نظر الأهالي استفزازية».