IMLebanon

«داعش» يهدم المراكز الدينية والاثرية ويدمر قلعة صلاح الدين الايوبي

اوباما اجتمع مع جنرالاته وساعة الصفر للحرب خلال اسبوع

«داعش» يهدم المراكز الدينية والاثرية ويدمر قلعة صلاح الدين الايوبي

الاستعدادات للحرب الدولية على تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق تتواصل وتحديدا في الولايات المتحدة الاميركية، حيث اجتمع الرئيس الاميركي اوباما بجنرالات الجيش الاميركي والقى بهم كلمة تعبوية، مؤكدا ان بلاده ستقود تحالفاً عالمياً ضد «داعش».

اجتماع اوباما مع جنرالاته يشير الى ان الحرب اقتربت وساعة الصفر لاعلان بدء الحرب خلال اسبوع.

والقى اوباما كلمته امام العسكريين في الجيش الاميركي والذين يخططون للحملة ضد «داعش» لتقييم كيفية تطبيق الجيش استراتيجيته في مكافحة تنظيم الدولة، هدد فيها «داعش» قائلا: «اذا هددتم اميركا فلن يكون لكم ملاذ آمن في اي منطقة في العالم» ومؤكدا ان مهام جيشه ستكون جوية فقط. وتأتي تحركات اوباما وسط تباين في وجهات النظر بينه وبين رئيس هيئة الاركان مارتن دمسبي على مدى مشاركة واشنطن العسكرية في هذه الحرب ومنها نشر قوات برية. ويذكر ان وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لورديان كشف عن استعداد بلاده للتدخل في سوريا في اطار تحالف اممي.

وفي الوقت ذاته، اعلن مجلس النواب الاميركي ليلا موافقته على تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة كجزء من خطة التصدي لـ«داعش».

كما وافق مجلس النواب على تعديل مشروع قانون تمويل موقت يجيز تقديم الدعم لمقاتلي المعارضة السورية المعتدلين بمبلغ نصف مليار دولار بشكل أولي، ويذكر هنا ان السعودية وفرت الدعم المالي لتدريب المعارضة كما ينص المشروع على منع استخدام قوات برية أميركية، وإلزام الحكومة بعرض تقارير دورية عن سير تنفيذ الخطة ومراقبتها للمقاتلين الذين يتلقون التدريب والسلاح.

علماً ان الولايات المتحدة الاميركية قادت عام 1990 تحالفا دوليا بعد احتلال صدام حسين للكويت وقادت تحالفا دوليا جديدا بعد احداث 11 ايلول كما قادت تحالفا آخر ضد القاعدة في افغانستان.

40 دولة اعلنت الانضمام الى التحالف الدولي الحالي بقيادة واشنطن وابرزها بريطانيا وفرنسا التي اكد وزير دفاعها استعداده للتدخل في سوريا تحت غطاء امني، لكن المعارضة الابرز لهذا التحالف بقيت من روسيا والصين وايران بالاضافة الى تركيا، فيما واشنطن رفضت انضمام دمشق وهدد اوباما بأنه في حال التعرض لطائراتنا فوق سوريا من قبل الجيش السوري فاننا سندمر الدفاعات الحربية السورية»، فيما اعتبرت دمشق ان اي غارة على اراضيها لضرب «داعش» دون التنسيق معها هي اعتداء على سيادته.

المنطقة امام «مرحلة جديدة ستحدد ملامحها الايام المقبلة لكنها ستترك تداعياتها على مستقبل المنطقة برمتها.

وفي ظل هذه الاجواء واصل تنظيم «داعش»، جرائمه واضاف اليها جريمة اخرى بحق اثار العراق وتاريخه الانساني، اذ فجّر قلعة تكريت الاثرية، علماً «ان قلعة تكريت واحدة من معالم العراق وليس المدينة وحدها، كونها مسقط رأس القائد العربي صلاح الدين الايوبي (532 – 589 هـ / 1138 – 1193 م) الذي حرر القدس قبل ما يقرب من الف سنة، مثلما تذكرها الكتب التي تحيط بتاريخ بلاد الرافدين، وتؤرخ لمراحل ما قبل التاريخ».

وقد سبق للتنظيمات الارهابية ان نفذت تفجيرات لمراقد دينية ومقامات انبياء كالنبي يونس والنبي شيت وجرجيس، وهو ما حذر منه مسؤولون ومعنيون بالاثار من ان سيطرة تنظيم «داعش» على مدن تاريخية عريقة قد تؤدي الى وقوع كارثة بحق الموروث الانساني والحضاري للعراق، مناشدين الجهات الرسمية ومنظمة اليونسكو ودول العالم التدخل ومساعدة العراق لحماية مواقعه الاثارية من القادمين من كهوف التخلف والظلام.

كما اشارت المعلومات الى ان تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» يمنع الاهالي من مغادرة القرى التي سيطر عليها لتحويلهم الى «دروع بشرية» وارتكاب مجازر في هذه القرى لارباك دول التحالف الدولي في حال قررت القيام بأي عملية برية.

كما افيد ان عناصر التنظيم تواروا عن الانظار في معقلهم السوري منذ ان اعلن اوباما توجيه ضربات جوية ضد التنظيم في سوريا. فاللافت ان عناصر التنظيم الارهابي لم يعودوا يظهرون في الشوارع مخففين من ظهورهم الاعلامي كما اعادوا نشر اسلحتهم ومقاتليهم.

من جهة اخرى، استنكر النظام السوري عملية اخراجه من الحلف الذي سيواجه «داعش» متهما كلاً من السعودية وتركيا وقطر والاردن بتمويل الجماعات الارهابية ومنددا باخلاء منطقة الجولان المحتل من قوات حفظ السلام حيث رأت دمشق ان ذلك يصب في مصلحة اسرائيل فقط.

من جهتها، نفت قطر ان يكون لها اي علاقة مع اي منظمة ارهابية في سوريا او في العراق حيث اعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أكد لها ان بلاده تنأى بنفسها عن الارهاب وان امنها على المحك ايضا في الحرب على الارهاب.

ميدانيا، شن الجيش العراقي هجوما عسكريا ضد مقاتلي تنظيم «داعش» امس في الرمادي والفلوجة وحديثة بمحافظة الانبار الغربية لاستعادة السيطرة عليها. الى جانب ذلك، قصفت الفرقة الثامنة بالجيش العراقي مناطق في الرمادي بقذائف مورتر ومدفعية وصواريخ كما اشارت مصادر الى ان مقاتلي العشار السنية المتحالفة مع الحكومة اشتبكوا مع «داعش» مما ادى الى مقتل ثمانية اشخاص. وعلاوة على ذلك، قصف الطيران العراقي مواقع المسلحين ما ادى الى مقتل 26 منهم في مطار الضلوعية. وفي الفلوجة ،سقط 12 مدنيا في منطقة السجر جراء القصف العنيف والضربات الجوية فيما حاول عناصر «داعش» السيطرة على البروانة وهي منطقة سكنية ما ادى الى تصادم واشتباكات عنيفة مع قوات موالية لحكومة العراق. من جهة اخرى، قتل 3 مدنيين واصيب 7 اخرون بجروح في سقوط قذائف هاون اطلقها مسلحو «داعش» على قرية الضباب ذات الاغلبية الشيعية التابعة لقضاء المقدادية شمالي المحافظة. ونشر مقاتلوا «داعش» فيديو بعنوان «نيران الحرب» يحذر فيه الولايات المتحدة بأن مقاتلي التنظيم ينتظرونها في العراق اذا ارسل اوباما قواته الى هناك.

كلمة اوباما

عقد اوباما مؤتمرا صحافيا امام الجنود الاميركيين في قاعدة تامبا فلوريدا قال فيه: «ان القوات الاميركية حاربت الارهاب طويلا ولطالما عرفنا ان نهاية الحرب في افغانستان لا تعني نهاية التهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة الاميركية». واشار الى انه لم يتم تحديد مؤامرة ضد اميركا بشكل خاص ولكن تنظيم «داعش» شكل خطرا على الشعوب في سوريا والعراق، وعلينا ان نلاحق الارهابيين في هذين البلدين… اننا قمنا بأكثر من 160 ضربة جوية في العراق». وهدد اوباما «داعش» بالقول: «ان هددتم الولايات المتحدة الاميركية لن تجدوا ملاذا آمنا وسوف نعثر عليكم».

واضاف الرئيس الاميركي: ان «داعش» خطر مباشر على اميركا وقد اصدرت اوامري للقوات المسلحة للعمل ضده». وتابع: «قواتنا لن يكون لها مهام قتالية في العراق ولن نخوض حربا برية جديدة فيه…اننا سنقود تحالفا عالميا ضد «داعش» وبعض الدول ستساعدنا في الضربات الجوية»، مشددا انه على العراقيين ان يتحملوا الجانب الاكبر في المعركة. واعقب ان «مواجهة هذا التنظيم الارهابي يتطلب قدرات اميركا الفريدة لمساعدة دول المنطقة في هذا الجهد، مشيرا الى ان «عدة دول اوروبية تساعد في العمليات ضد «داعش» واظهرت دعما للحكومة العراقية». كما اوضح اوباما ان المملكة العربية السعودية وافقت على استضافة تدريب المعارضة السورية.

السجال الداخلي الاميركي

أبدى البيت الأبيض تمسكا بخطة أوباما حيث صرح الناطق باسمه جوش ايرنست ان أوباما كان واضحا ودقيقا في ما يتعلق بنشر قوات برية للاضطلاع بدور قتالي في العراق أو سوريا في حين اقترح الجنرال دمبسي الذي سبق أن قاد برامج التدريب العسكري الأميركي في العراق تعديل خطة أوباما حيث أبلغ الكونغرس اول من امس أنه إذا بات من الضروري على المستشارين الأميركيين مرافقة القوات العراقية في ساحات القتال فإنه ربما يقدم توصية للرئيس قد تتضمن استخدام قوات برية.

العبادي يرفض التدخل البري

وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن «التدخل البري الأجنبي في العراق غير ضروري وغير مرغوب فيه». وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة البشمركة في حكومة إقليم كردستان العميد هلكورد حكمت أن خطر تنظيم «داعش» أبعد تماماً عن مدينة أربيل في العراق.وأوضح هلكورد في حديث صحفي أن «قوات البشمركة أحرزت تقدماً كبيراً في محور خازر، بحيث أبعد خطر «داعش» عن أربيل تماما، واستعادت السيطرة على 5 قرى شرق الموصل».

السعودية قدمت المساعدة المالية لبرنامج تدريب المعارضة السورية

اعلن وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل إن هدف الادارة «هو تدريب خمسة آلاف سوري من المعارضة المعتدلة خلال أول عام»، وأعلن هيغل أن السعودية ستلعب دورا أساسيا في العملية، «لقد ضمنا دعم السعودية لاستضافة برنامج التدريب، وقد وفرت السعودية الدعم المالي أيضا».

«داعش» يتحضر للحرب

في مدينة الرقة، أخلى التنظيم المباني التي كان يدير منها شؤونه، وأعاد نشر أسلحته الثقيلة، وأخرج أسر المقاتلين من المدينة. و يقول سكان المحافظة إن عناصر «داعش» تنقل معدات كل يوم منذ أن أشار أوباما في 11 ايلول إلى إمكانية توسيع الهجمات الجوية على مقاتلي التنظيم، بحيث تمتد من العراق إلى سوريا.

وتجدر الاشارة الى أن ناشطي التنظيم الذين كانوا يردون في العادة على أسئلة على الإنترنت أغلقوا صفحاتهم، ولم يصدر أي رد فعل مباشر من زعماء «داعش» على أوباما.

من جهة اخرى، قال المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن امس ان متطوعين جدداً انضموا الى «داعش» فور اعلان الرئيس الاميركي الاسبوع الماضي توسيع نطاق الغارات الجوية ضد التنظيم ليشمل سوريا ايضا. ويقدر المرصد ان عدد مقاتلي «داعش» يجاور 50 الفا.

سوريا تدين عزلها من الحلف ضد «داعش»

اتهم مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري أجهزة الاستخبارات التابعة للسعودية وللاردن ولتركيا بتمويل التنظيمات الإرهابية في بلاده والتعاون مع «جبهة النصرة» كما اتهم قطر بخطف جنود القوات الدولية في الجولان بهدف دفع تلك القوات لإخلاء المنطقة تمهيدا لإقامة «منطقة عازلة» مع إسرائيل. واعتبر الجعفري أن إسرائيل «هي المستفيد الأول من إخلاء منطقة الجولان المحتل من قوات حفظ السلام كي تغيب عنها الرقابة الدولية».

وكان الجعفري قال في كلمة له بالأمم المتحدة اول من امس، أن دمشق قدمت رقم الضابط القطري الذي كان ينسق لخطف الجنود «لم تحرك ساكناً حيال هذا الأمر». وتابع: «حذرنا سابقاً من أن نوايا إسرائيل وقطر وتركيا والسعودية كانت تهدف تحديداً إلى تشجيع التنظيمات الإرهابية المسلحة على الدخول إلى منطقة فصل القوات من أجل خلق منطقة عازلة مشابهة لتلك التي أنشأتها إسرائيل مع عملائها في جنوب لبنان».

سوريا تكشف عن منشآت كيماوية جديدة

الى ذلك، ذكرت مصادر دبلوماسية أن سوريا كشفت لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية عن منشأة للأبحاث والتطوير ومعمل لإنتاج غاز الرايسين السام لم يعلن عنهما من قبل.

وقالت ثلاثة مصادر لرويترز إن سوريا قدمت للمنظمة تفاصيل ثلاث منشآت جديدة كجزء من المراجعة المستمرة للترسانة الكيماوية السورية.

من جهة أخرى، كشف دبلوماسيون غربيون، امس، أن روسيا تضغط من أجل رفع مسألة المزاعم الخاصة بقيام سوريا في الماضي بأنشطة نووية من جدول أعمال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتعارض الدول الغربية في مجلس المحافظين المؤلف من 35 دولة المبادرة الروسية لاعتقادها بضرورة مواصلة الضغط على دمشق كي تتعاون مع التحقيق الذي بدأ قبل فترة طويلة.

وقال دبلوماسيون إن روسيا وزعت مسودة قرار للمجلس الذي يضم في عضويته الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وغيرها، يطلب من أمانو ألا يدرج القضية على جدول الأعمال في الاجتماعات المقبلة دون تقديم إيضاحات.