IMLebanon

هل يُريد «داعش» فعلاّ المقايضة؟

مهما قلنا اننا متعاطفون مع اهالي الجنود المخطوفين ومهما قلنا اننا نتألم لألمهم الا ان ألمهم يبقى كبيراً وجرحهم عميق. ومعاناتهم لا يشفيها اي دواء فمهما قلنا من كلام يواسيهم لا يمكننا ان نطالبهم بالتحلي بالهدوء وبالصبر وليس بمقدورنا ان نطالبهم بفتح الطريق لاننا بصريح العبارة لسنا في موقعهم.

وامام صرخة اهالي المخطوفين الذين يطالبون بالافراج عن ابنائهم، نرى في المقابل ان المفاوضات لم تؤد الى النتائج المطلوبة برغم ان الجميع يتحدث عن الوساطة القطرية لحلحلة الامور وعن الجهد التي تقوم به تركيا للضغط على «داعش» من اجل تسليم الجنود سالمين الى اهاليهم والى المؤسسة العسكرية. وعليه، اذا كانت قطر وتركيا داخلتين على خط المفاوضات ولا نرى تغييرا ملموسا على الارض لا بل منذ اختطاف الجنود تم ذبح ثلاثة عسكريين الى جانب استمرار التحايل والمواربة من قبل «داعش» على الدولة اللبنانية. وهذا ما يجعلنا نطرح السؤال التالي: هل «داعش» في الحقيقة يريد المقايضة ام انه يريد سفك الدماء فقط؟ هل مطالبه واضحة ام ان مطالبه خرافية لا يهمه فعليا ان تتحقق؟هل فعلا يريد مقايضة الجنود بسجناء في روميه؟

ما نريد قوله ان اي جهة تريد المقايضة تكون لديها مطالب واضحة محددة لا تتغير بين يوم واخر وليس كما هي الحال مع «داعش». وعلى سبيل المثال، المفاوضات التي جرت لاطلاق لبنانيين اختطفوا في اعزاز شمال سوريا ادت الى الافراج عنهم دون ان يقتل احد منهم حيث كانت صفقة التبادل مبنية على اسس واضحة. وايضا في السياق ذاته، عندما اختطفت «جبهة النصر» راهبات معلولا، تفاوض الامن العام اللبناني بقيادة اللواء عباس ابراهيم مع الجهة الخاطفة عبر الوساطة القطرية التي تركزت على تحرير الراهبات مقابل اطلاق السلطات السورية معتقلات من سجونها. وهذا ما حصل افرج عن الرهبات دون ان تمس احداهن ودون ان تُقتل أي منهن.

اما قضية خطف جنودنا فهي مغايرة عن ملف الراهبات واللبنانيين الذين اختطفوا في اعزاز لان «داعش» لا يفاوض بشكل واضح لا بل يهين كرامة الدولة اللبنانية ويكذب على الهيئات المختصة بالتفاوض ويرواغ في المطالب حتى انه لم نعد نعلم ماذا يريد هذا التنظيم الارهابي ليفرج عن جنودنا.

وقصارى القول منذ اختطاف الجنود الابطال، يسقط شهيد تلو شهيد من المؤسسة العسكرية الغالية على قلوب اللبنانيين في حين امر واحد لم يتبدل وهو ان «داعش» ما زال يكذب وما زال يستفحل في اجرامه.