لماذا لا يضع الجنرال عون جدولاً زمنيّاً لمعركته الرئاسيّة لتوضيح الأمور ؟
فليطلب عون سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات ليُقرّر الترشّح أو الانسحاب
الاقتصاد يتراجع وكذلك النموّ
والبلاد تعيش أزمة دستوريّة والقلق يعيشه الناس
لقد رشحنا العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية لأننا رأينا فيه الشخصية المناسبة لقيادة الدولة اللبنانية، لكن ما العمل اذا كان العماد عون لا يحصل على النصف + 1. وامام هذا الجو، حيث ان العماد عون لم يعلن ترشحه ولا برنامجه، فلا بد له من ان يعلن جدولا زمنياًَ يتقيد به ويأخذ مجاله من الوقت الكافي لاقناع الذين يعارضونه لرئاسة الجمهورية. فان اقنعهم ضمن هذا الجدول الزمني يكون قد اصبح رئيساً للجهمورية، واذا لم يقنعهم واصبح مستحيلاً تأمين اصوات نصف المجلس +1 فعلى العماد عون الانسحاب وافساح المجال امام معركة رئاسية حقيقية.
يجاري «8 آذار» العماد عون في تعطيل النصاب، لان العماد عون ليس معه اكثرية تؤيده لرئاسة الجمهورية، والرئيس بري الذي بامكانه اعتبار الجلسات مستمرة ورفع الجلسة عند عدم حصول النصاب واعتبارها مفتوحة لجلسة اخرى، قرر كل مرة تعيين جلسة لانتخاب رئيس جمهورية على اساس تأمين الثلثين، وهذا ما ادّى الى تعطيل النصاب والامل في النصاب بشكل كامل.
ان رفع الجلسة واعتبارها مفتوحة يعني انه في الدورة الثانية يأتي رئيساً للجمهورية من يملك النصف +1 من اصوات النواب. لكن لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. هكذا يريد الرئيس بري وهكذا يريد 8 آذار، حتى ايجاد علاج لموضوع العماد عون بترشحه لرئاسة الجمهورية.
قبل ستة اشهر من معركة رئاسة الجمهورية، قام العماد عون بزيارة سرية الى الرئيس سعد الحريري في باريس وبحث معه مسألة رئاسة الجمهورية. ويبدو واضحاً ان تيار المستقبل لا يريد عون رئيساً للجمهورية. وهناك بيان «نوايا» بين القوات والتيار الوطني الحر، ومع ذلك لا تريد «القوات» ولا «14 اذار» العماد عون رئيساً للجمهورية. وهنا وقعنا في المحظور، وبالتالي الدكتور سمير جعجع مرشح والعماد عون مرشح.
ما هو المطلوب؟
المطلوب من العماد عون ان يأخذ وقته في الاتصالات، وقد مضى على الشغور الرئاسي10 شهور كاملة، وان يعلن انه قرر وضع جدول زمني ينتهي بعد 6 اشهر، فان هو اقنع الاكثرية التي يحتاجها للوصول الى الرئاسة يكون قد تم انتخابه رئيساً للجمهورية، واذا لم يستطع خلال 6 اشهر تأمين الاكثرية المطلوبة كي يكون رئيساً للجمهورية، ينسحب وتجري معركة بين المرشحين كافة، او لا ينسحب عون ويكمل معركته ولكن على اساس تأمين النصاب. وعندئذ مجلس النواب يكون سيّد نفسه، فمن ينتخب يكون رئيس جمهورية البلاد.
اما ما هو حاصل حالياً، فهو ان العماد عون لا يضع جدولاً زمنياً لاتصالاته، ولقد اجتمع مع بري وجنبلاط وفرنجية وسعد الحريري وهو على تواصل مع سمير جعجع وحليف حزب الله. ولذلك، ليأخذ وقته 6 اشهر ويحاول جمع الاكثرية المطلوبة، ويكون قد امضى سنتين للتحضير للمعركة، 6 اشهر قبل نهاية ولاية الرئيس سليمان وسنة ونصفاً منذ الفراغ الرئاسي، وعندئذ لا يحق للعماد عون، رحمة بالعباد والبلاد، ان يطلب مهلة اكثر من سنتين في ظل شغور رئاسي، لان احداً في تاريخ لبنان لم ينل الفرصة الكاملة لمدة سنتين كما يحصل عليها العماد عون.
ولكن هل يقتنع العماد عون بفترة السنتين ام يريد اكثر؟
الاقتصاد يتراجع، والعمال والتجار وكل المنتجين وسائقي التاكسي والمغتربين وغيرهم، كلهم مصابون بالقلق الكبير وهم لا يعرفون ما هو المستقبل امامهم، باستثناء ان العماد عون لا يحدّد مدة لمعركته الرئاسية.
وطبعاً نحن نتكلم في جوّ يستند الى استعداد جعجع للانسحاب من معركة رئاسة الجمهورية اذا انسحب العماد عون.
الاستثمارات لا تجري في البلاد لان المناخ موبوء ولا احد يستثمر في بلد لا رئيس له، والازمة الدستورية تتفاقم والحكومة يلزمها 24 توقيعاً عادياً لادارة البلاد، وذلك بسبب الشغور الرئاسي، والبلد كله مشلول. فالمطلوب خطوة جريئة من العماد عون يعلن فيها جدولاً زمنياً لتحركه من اجل تأمين الاكثرية. وليأخذ وقته، ربما يستغرق 3 سنوات وعندئذ يعرف الشعب اللبناني والعربي والمغتربون انه قبل 3 سنوات لا رئيس للجمهورية، لكن ان نبقى على هذا الضياع فهذه جريمة في حق الشعب اللبناني وفي حق لبنان.