استشهاد 36 شاباً درزياً واصابة 22 في مواجهات مع «النصرة» بجبل الشيخ
اسرائيل تريد الدروز «حرس حدود» للجدار العازل بين الجولان المحتل والقنيطرة
ارسلان والغريب اشادا ببطولات الأهالي وجنبلاط : لوقوف دروز سوريا على الحياد
هل فتحت جبهة النصرة معركة اسقاط دمشق؟ وهل ما جرى في قرى القنيطرة، وجبل الشيخ من معارك عنيفة مقدمة لهذه المعركة الذي استخدمت فيها مختلف انواع الاسلحة وادت الى سقوط اكثر من مئة قتيل و150 جريحا بينهم 36 شاباً درزياً من قرى جبل الشيخ وجرح 12 شابا اصابة 7 منهم خطرة، فيما خسر المسلحون اكثر من 60 قتيلا و100 جريح بقيت جثثهم في ارض المعركة، بالاضافة الى مقتل احد مسؤولي النصرة ابو قتاده الانصاري.
ما جرى في قرى القنيطرة، وجبل الشيخ يؤكد ان هدف النصرة اجتياح القرى الدرزية في تلك المنطقة للوصول الي قطنة السورية ومحاصرة دمشق وكذلك الوصول الى جرود عيحا ودير العشائر وينطا وكفرقوق اللبنانية ومنها الى المصنع لتطويق دمشق بالتعاون مع مقاتلي المعارضة في الزبداني.
وتشير معلومات الى ان هدف النصرة للوصول الى دمشق لا يمكن ان يمر دون اسقاط القرى الدرزية في جبل الشيخ والقنيطرة التي تضم حوالى 40 الف مواطن ومعظمهم موالون للنظام السوري، وهذه القرى هي : عين الشعيرة، حينا، بقعسم، الريمي، عرنه، عيسم قلعة جندل والمقروضة وهناك قرية درزية هي مهر المير محتلة من النصرة وفيها مقام الشيخ عبد الله وحولته النصرة الى مقر للمحكمة الشرعية، وبالاضافة الى القرى الدرزية هناك قريتان سنيتان كبيرتان خارج سيطرة النصرة وهما مدينة البعث وحارة اربين ويتواجد فيهما الجيش السوري، علما ان الجيش يتواجد في محيط القرى الدرزية، لان هذه القرى كانت تقع تحت سيطرة «الاندوف» الذين انسحبوا من المنطقة نتيجة الاشتباكات. وهذا ما سهل التدخل الاسرائيلي نتيجة تواجد الجيش الاسرائيلي في محاذاة هذه القرى بالاضافة الى قرى الجولان المحتل التي تقطنها اغلبية درزية.
اما النصرة فتسيطر على معظم قرى ريف درعا وصولا الى القرى السنية في القنيطرة وجبل الشيخ وهي بيت جن. جبانا الخشب، طرنجي، مزرعة بيت جن، كفرجوز، بيتيما، بيت سابر، وبيت جن تقع على الحدود اللبنانية السورية وترتبط بعدة معابر مع شبعا اما قرى جبل الشيخ فترتبط بمعابر مع جرود راشيا.
والاشتباكات متواصلة في هذه المنطقة، بين القرى الدرزية، والسنية بعد سيطرة المعارضة علىها منذ سنة تقريبا، بدعم اسرائيلي واضح.
وبالعودة الى الاشتباكات التي تركزت في جميع القرى المتقابلة في المنطقة وتحديدا عين الشعرة وبقعسم وحينا وعرنه الدرزية وقرى كفرجوز وبيتيما وبيت سابر وبيت جن ومزرعتها حيث قوات النصرة، التي تضم اكثر من 2000 مقاتل بالاضافة الى جبهة ألوية احفاد الرسول وتملك هذه القوى اسلحة ثقيلة وانفاقاً ضخمة.
بدأت الاشتباكات مع تقدم النصرة ليل الاربعاء – الخميس باتجاه مواقع مشرفة على عرنه وعيسم وقلعة جندل الدرزية وتمكنت النصرة من السيطرة على هذه المواقع نتيجة الهجوم المباغت حيث دارت مواجهات استخدمت فيها مختلف انواع الاسلحة، وكانت المواجهات تدور على بعد امتار قليلة وبالسلاح الابيض احيانا، واستقدمت المجموعات الدرزية تعزيزات وتمكنت من استعادة المواقع والتقدم باتجاه جبانا الخشب وبيتيما وكفرجوز وبيت سابر وهي مواقع للنصرة ووصل المسلحون الدروز الى مشارف هذه القرى حيث اشتدت المواجهات. واشارت المعلومات الى ان مجموعة درزية وقعت في كمين للنصرة في كفرجوز مما ادى الى اعنف المواجهات ورفض عناصر المجموعة الاستسلام وسقط جميعهم بين قتلى وجرحى في هذه المواجهة، وتمكن المقاتلون الدروز من فك الطوق بعد ساعات وسحبوا الجرحى وحالوا دون وقوعهم اسرى في ايدي النصرة.
وقد تواصلت المداهمات طوال نهار وليل امس، واللافت ان محاولات «النصرة» السيطرة على القرى الدرزية قديمة وفشلت كل محاولاتها السابقة، لكن السؤال هل يدفع الدروز ثمن اللعبة الكبرى خصوصا ان معلومات اكدت وتم تداولها في الفترة الاخيرة ان اتصالات جرت مع «النصرة» من قبل قيادات عربية واسلامية افضت الى قرار من «النصرة» بتحييد الدروز في هذه القرى، ولكنّ مسؤولاً في «النصرة» اعلن من قناة الجزيرة : «النصرة» لن تدخل اي قرية درزية.
وتضيف المعلومات ايضا «ان ما يجري هو لعبة اسرائيلية بامتياز وان اسرائيل دخلت على خط الصراع واوحت لدروز هذه القرى ان اسرائيل وعبر قائد لواء غولاني غسان عليان الدرزي وقائد سلاح الجو الاسرائيلي بأنهما تعهدا للشيخ موقف ظريف شيخ عقل الطائفية الدرزية في فلسطين المحتلة، ان اسرائيل ابلغت «النصرة» بعدم التعرض لاي قرية درزية، واي محاولة من «النصرة» للتقدم ستقصف من قبل سلاح الجو الاسرائيلي.
واضافت المعلومات ان كل هذه التسريبات اظهرت بأنها لعبة خبيثة اسرائيلية لكي يتراجع الدروز عن استنفارهم العسكري والسماح لـ«النصرة» بالتقدم، لان اسرائيل تريد من «النصرة» ارتكاب مجازر بالدروز كي يطلب هؤلاء حماية اسرائيل من «النصرة» وبطشها في ظل عدم قدرة الجيش السوري في هذه المنطقة على حمايتهم.
واشارت المعلومات الى ان دروز جبل الشيخ يعرفون هذه المؤامرة جيداً ورفضوا كل ضغوط «النصرة» واغراءات اسرائيل فقرروا جميعهم الصمود والدفاع عن قراهم وتمسكهم بهويتهم العربية السورية القومية مهما كانت التضحيات.
هذا هو جوهر ما يحصل في منطقة القنيطرة جبل الشيخ خصوصا ان اسرائيل تريد اقامة جدار عازل في المنطقة وتريد الدروز «حرس حدود». هذا المشروع قديم جديد وهناك تعاون اسرائيلي مع «النصرة» لتطبيق هذا المشروع عبر تعاون مشترك، ولذلك تؤمن اسرائيل كل ما تحتاجه «النصرة» وان الهجوم امس كان اسرائيلياً بامتياز والتنسيق بين «النصرة» واسرائيل مكشوف وقال ضابط اسرائيلي ان «النصرة» ليس تنظيما متطرفا. لكن ما فاجأ «النصرة» وافشل هجومها جهوزية المسلحين الدروز الذين حصلوا على كل الدعم من الجيش السوري .
اسماء الشهداء الدروز
وعرف من اسماء الشهداء الدروز كل من: اسد حسين ابو مرة ، عقاب حسين ابو مرة، شوقي حمد زغيب، نواف حمد زغيب، سامر حسن زغيب، نبيل ابو زيد، يحيى مسعود، سلامة سعيد زغيب، ماهر صقر كبول، سليمان احمد بدر الدين، سامي احمد بدر الدين، عبدالله منير زغيب، رامي سلمان بدر الدين، انور معمر، محمد ابو مرة، وهم جميعهم من عرفة.
من قرية بقعسم: منذر مرشد
من بلدة صحنايا: عامر الازروني
اشرفية صحنايا: ادهم نصر، فراس ملاك، عامر العبدالله، مجد نصر
والشهيدان الاخوان احمد ومحمد تمو من مساكن اشرفية صحنايا.
اما عدد المصابين فبلغ 23 جريحاً من قرى بقسم وعرفة والقلعة وحضر والاشرفية 7 منهم في حالة الخطر.
اما عدد قتلى جبهة «النصرة» فقد فاق 90 قتيلا بقيت جثثهم في ارض المواجهات ومن بينهم ابو قتادة الانصاري احد مسؤولي جبهة «النصرة» في المنطقة.
وقد منع الجيش اللبناني دخول 11 جريحاً من المسلحين الى الاراضي اللبنانية للمعالحة ترجمة لقرار الحكومة اللبنانية بعدم دخول اي سوري، فيما سمح الجيش للصليب الاحمر بمعالجة 7 جرحى بشكل أولي. وقد عاد الجرحى المسلحون الى بيت جن السورية.
مواقف لبنانية
من الطبيعي ان تترك احداث جبل الشيخ تأثيراتها على دروز لبنان الذين تابعوا ما يجري:
وعلّق رئيس»اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط من موسكو عبر «تويتر» على أحداث عرنة قائلا «آجلا أم عاجلا سينتصر الشعب السوري»، داعياً إلى «الحذر كل الحذر من استخدام الدروز لمواجهة الثورة»، ومعتبرا أنه «آن الأوان للمصالحة مع المحيط والوقوف على الحياد»، مؤكداً أنه بعد «أحداث أمس في عرنة، لقد سبق ونبهت إلى مخاطر التورط مع النظام».
من جهته، أسف رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان «للأحداث الدامية التي طاولت المقلب الشرقي في جبل الشيخ، حيث تعرضت القرى الدرزية لحرب غادرة من حماة الإرهاب وحاملي مشروع تفتيت المنطقة»، لافتا الى ان الدروز في سوريا يدفعون ثمن ممانعتهم. وقال «إن ما يحدث في جبل الشيخ يزيدنا تمسكا بثوابتنا وينفح في قلوبنا الإصرار على تبني مشروع المقاومة جملة وتفصيلا ولا عودة عن إيماننا بانتصارنا في المحصلة النهائية».
أرسلان
وخاطب أرسلان أهل جبل الشيخ قائلا «يا مشايخ الموحدين ويا شيبهم وشبابهم، سلمت أرواحكم من كل أذى وسلمت بنادقكم المقاومة، وهي في أيديكم بيارق الكرامة والعزة والعنفوان، وسنكون الى جانبكم قلبا وروحا لأنه واجب أن نؤازر أهلنا في كل استحقاق ولأنه واجب أن نؤازركم كمواطنين سوريين تموتون لدفع البلاء عن سوريا الموحدة أولا وعن أنفسكم ثانيا. ولمن استشهد الرحمة والمثوى الآمن ولأهلنا الصبر والسلوان وللجرحى الشفاء العاجل».
الغريب
واستنكر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نصرالدين الغريب أحداث جبل الشيخ، واصفاً ما يجري هناك «بالعمل الإجرامي بحق أهلنا في تلك القرى».
وقال الشيخ الغريب في بيان له امس: «على ضوء أحداث جبل الشيخ وما جرى من عدوان على أبنائنا الأبطال في عرنة وأشرفية صحنايا وغيرها، نتوجه بالتحية والإكبار لهؤلاء الشهداء من بني معروف، أولئك الذين يكتبون تاريخ الطائفة الكريمة بالدّم كما كان أسلافهم. كما نتقدم من اهاليهم بالتعزية الحارة وان يلهمهم الله تعالى الصبر والسلوان وان يمّن على الجرحى بالشفاء العاجل. حقا انهم يعيدون الى الاذهان ما جرى في جبل العرب من ثورات بوجه المحتل الفرنسي وجميع الغزاة لسوريا الوطن، سوريا الدولة».
وتابع: «تحية وألف تحية للشهداء منكم ومن الجيش العربي السوري البطل الذي بقي وحيدا مع أولئك المقاومين الأشاوس في سوريا ولبنان بوجه إسرائيل العدو الغاشم. فلكم الشرف الرفيع بصدكم أؤلئك الطغاة والأدوات الذين ارتموا بأحضان الصهاينة ضد أمتهم العربية».
واستنكر الشيخ الغريب في ختام بيانه: «هذا العمل الاجرامي بحق اهلنا في تلك القرى المنفردة، واننا نقف جميعا بجانبكم لقتال اولئك المرتزقة طالبين الى الله تعالى ان ينصر هذه الامة على اعدائها وان يمكن سوريا الحبيبة من تجاوز هذه المحنة ويعيد الاستقرار الى ربوعها بقيادة الرئيس الاسد، انه السميع المجيب».