IMLebanon

الرئاسة على نار حامية واللقاء بين عون وجعجع حسم وبوغدانوف مجدداً في بيروت

الرئاسة على نار حامية واللقاء بين عون وجعجع حسم وبوغدانوف مجدداً في بيروت

لا حل لموضوع المخطوفين ولا ضمانات بعدم تصفية العسكريين والشيشاني تسلّم الملف

إشتباك في صيدا بين «المعلومات» و«سرايا المقاومة» والجيش داهم مراكز للاجئين

شهد الوضع الامني في البلاد انتكاسة في محلة تعمير عن الحلوة، مساء امس، وجرى تبادل لاطلاق النار على اثر قيام قوة من شعبة المعلومات التابع لقوى الامن الداخلي بمداهمة متجر يملكه عباس الديراني احد مناصري «سرايا المقاومة».

وقد اطلقت النار باتجاه القوة المداهمة التي ردت بالمثل.

وفي التفاصيل المتوافرة عن الحادث، ان اطلاق النار استمر لبضع دقائق، وعلى الاثر، سارعت وحدات الجيش اللبناني المنتشرة في المنطقة، وسيرت دوريات ونفذت مداهمات.

وتجدد اطلاق النار ليلاً، وتم استدعاء فرقة «القوة الضاربة» لشعبة المعلومات من بيروت الى صيدا والتي عملت على تنفيذ مداهمات في المنطقة، وافادت مصادر امنية انه تم توقيف محمد عباس الديراني المنتمي الى سرايا المقاومة، على خلفية اطلاق النار، وهو نجل صاحب المتجر.

وقد اتخذ الجيش اللبناني اجراءات امنية مشددة عند حواجزه، سيما الحواجز القائمة عند مداخل منطقة التعمير ومخيم عين الحلوة، وعملت عناصر الجيش على التدقيق بالاوراق الثبوتية للعابرين.

كما سمع دويّ انفجار في تعمير عين الحلوة تبين انه ناتج عن القاء قنبلة يدوية.

وليلاً، عاد الهدوء الى منطقة تعمير عين الحلوة بعد اتصالات جرت على اعلى المستويات بين مسؤولين امنيين ومسؤولين في حزب الله.

لقاء عون ـ جعجع

اثار «الخبر» الذي نشرته «الديار» امس عن موافقة العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع على عقد لقاء ثنائي بينهما، اهتمام الرأي العام الشعبي والسياسي. وهناك من حاول استقصاء المعلومات لمعرفة مدى دقته، وهناك من شكك على الفور مستبعداً امكانية عقد اي لقاء بينهما نظراً الى خلافاتهما العميقة. لكن مصادر مرجع نيابي بارز، كشفت عن اشارات لامكانية عقد لقاء بينهما، وان الاخبار التي تسربت في هذا الاطار ليست من «العدم»، لكن لا يمكن القول ان الامور باتت محسومة او ان اللقاء وضع على السكة «القريبة». بيد ان كل شيء وارد، اما التوقيت فمتروك لحسم الاتصالات. لكن الاجواء الحالية بين الرجلين مغايرة للمرحلة الماضية. وذكرت مصادر مواكبة للملف «ان البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي في هذه الاجواء، وانه شجع العماد عون والدكتور جعجع على ازالة تحفظاتهما. وكشفت أن العماد عون زار بكركي الاثنين الماضي، وكذلك الرئيس امين الجميل، واكدت الاعداد لزيارة يقوم بها الدكتور جعجع لبكركي وكذلك لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

واكدت المصادر «ان اللقاء اصبح حتميا بين الرجلين لادراكهما ان الفراغ الرئاسي بدأ ينعكس على المسيحيين، وهيبة الموقع. ورغم تأكيد المصادر ان موافقة عون وجعجع على الاجتماع ليست مرتبطة بالحوار السني – الشيعي فانها اعتبرت انها ساهمت في ازالة تحفظات الرجلين عن عقد اللقاء بينهما، وتضيف المصادر «ان معلومات نقلت للرجلين عن تصاعد الاستياء لدى المسيحيين من طول الفراغ وتحميلهما المسؤولية عن ذلك.

واشارت المصادر الى «ان الاتصالات بدأت من اجل عقد الاجتماع، ولا شروط مسبقة ستحكمه، وسيناقش الملف الرئاسي وكيفية الخروج من المأزق. لكن المكان والزمان، ستحكمهما السرية لدواع امنية، ولم تستبعد المصادر ان تشن الحملات على اللقاء، واستبعاد حصوله، والتشكيك في المواقف السياسية للتيار الوطني والقوات اللبنانية. واضافت المصادر «ان الاجواء الاقليمية والتحرك الفرنسي الذي يحظى بالغطاء الاميركي ستعجل بتقريب موعد اللقاء، خصوصا ان الموفد الفرنسي جيرو استمع الى كل الآراء السياسية.

وتكشف المصادر ان النقاشات مع الموفد الفرنسي تركزت من قبل فريق 14 اذار على ضرورة المجيء برئيس حيادي ليس من 8 او 14 آذار، ومقبول من الجميع. اما فريق 8 اذار، وتحديدا العماد عون، فأبدى معارضته امام الموفد الفرنسي للتعديل الدستوري، وقدم له العماد عون شرحاً للوضع السياسي في البلد. لكن المعلومات كشفت عن تباعد بين الطرفين بالنسبة لعدد من الملفات. واكد العماد عون امام الموفد الفرنسي الحاجة الى رئيس مسيحي قوي. اما حزب الله فأعلن لجيرو انه مع العماد ميشال عون وما يقرره عون سيلتزم به الحزب. فيما شدد الرئيس بري على المرشح التوافقي مع جنبلاط. اما نظرة تيار المستقبل فكانت متوافقة مع طروحات بري وجنبلاط ودعم الخيار الوسطي. واكدت المعلومات ان جيرو كان مستمعاً ويكتب الملاحظات، لكن النقاش اقتصر في بعض اللقاءات على بعض النقاط المحددة.

واشارت المصادر المؤكدة الى «ان جيرو سمع كلاماً ايرانياً واضحاً عن أن طهران لن تتجاوز الرئيس بشار الاسد في لبنان، وهذا الملف حساس بالنسبة للسوريين ولهم رأيهم وموقفهم. وايران لن تتجاوز موقفهم، كما ان ايران لن تتجاوز موقف حلفائها في لبنان، وبالتحديد موقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وتصوره للقرار الذي سيتخذه مع حلفائه، كما تمنت ترك الاختيار للمسيحيين وعدم فرض أي اسم عليهم.

وحسب المصادر، فان الملف الرئاسي وضع على «الطاولة» والبحث الجدي بدأ دون ان يعني ذلك ان كل العقبات قد ذللت وتم تجاوزها. لكن المعلومات اكدت ان الموفد الفرنسي سيعود قريبا الى بيروت، بعد زيارتين سيقوم بهما الى طهران والرياض، لبحث الملف الرئاسي ومناقشة المسؤولين في الدولتين حول ما سمعه في لبنان، وتحديداً من قادة الموارنة.

بوغدانوف يعود الى بيروت اليوم

كما ان الملف الرئاسي طرح ايضا مع الوفد الروسي بوغدانوف، الذي التقى الاسبوع الماضي مسؤولين ايرانيين، بعد مغاردته لبنان. وزار دمشق واجتمع بالرئيس بشار الاسد، على ان يعود الى لبنان اليوم لاستكمال لقاءاته السياسية وبالتحديد مع الدكتور سمير جعجع والنائب سليمان فرنجيه والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.

اشكالات حول جدول الاعمال قد تؤخر الحوار

وفي ملف الحوار بين حزب الله والمستقبل، لم يطرأ اي جديد بانتظار عودة مستشار الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري من واشنطن.

وبحسب اوساط سياسية متابعة، فان بعض الاشكاليات ما تزال تعترض انطلاق الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، ما قد يؤجل انعقاده الى مطلع العام في ابعد تقدير.

ورغم ذلك، فقد نقل زوار الرئيس بري عنه تفاؤله بان الامور تسير في الاتجاه المطلوب، مؤكداً استعداد الطرفين لاستمرار البحث والتشاور من اجل حلحلة ما تبقى من تعقيدات تؤخر الحوار.

وفي هذا السياق، تقول اوساط في تيار المستقبل ان انطلاق الحوار لا يبدو سريعاً، لكنها اوضحت استمرار تبادل وجهات النظر حول جدول الاعمال مع الرئيس بري. واشارت الى انه بعد عودة مستشار الرئيس الحريري السيد نادر الحريري من باريس، سيصار الى اجراء مزيد من التشاور مرجحة انعقاد الحوار بعد الاعياد، الا انها رأت ان مدخل انجاح الحوار يكون باجراء الانتخابات الرئاسية.

ملف النفط وجلسة محاسبة للحكومة

اما في موضوع النفط، فنقل احد النواب لـ «الديار»، ان الرئيس بري المح في لقاء الاربعاء النيابي الى عقد جلسة محاسبة للحكومة مطلع العام المقبل اذا بقي ملف النفط يدور في حلقة «مفرغة»، مشدداً على ضرورة تحمل الجميع مسؤولياتهم في هذا المجال او اي مجال آخر. وقد ايّد وزير الطاقة ارتور نظاريان طرح الرئيس بري وضرورة الاسراع في تلزيم الشركات التي ستتولى التنقيب عن النفط في الجنوب.

المطلوب تعهد رسمي من المسلحين لهيئة العلماء

اما على صعيد ملف المخطوفين، فان الاتصالات لم تنقطع، وتحديداً من قبل مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم عبر قنوات خاصة، تخضع الى السرية المطلقة، فيما «خلية الازمة» ستستأنف اجتماعاتها بعد عودة الرئيس تمام سلام من باريس وسط التأكيد على صعوبة الملف.

وكشفت معلومات رسمية، «انه لن يتم تفويض هيئة العلماء المسلمين تحت التهديد، كما ان الحكومة تطالب «هيئة العلماء» بتعهد خطي من «داعش» و«النصرة» بتفويضها رسمياً وخطياً التواصل مع الحكومة اللبنانية والتعهد بعدم قتل اي عسكري، ودون هذا التفويض لن يتم تكليف أي جهة، لان الحكومة ايضاً تريد ان تعرف من تفاوض، وما اذا كانت هيئة العلماء تفاوض باسم «المسلحين» علماً ان التيار الوطني الحرّ ووزراء 8 آذار يرفضون تفويض هيئة العلماء المسلمين».

اما النائب وليد جنبلاط فانه يواصل مساعيه عبر الوزير وائل ابو فاعور الذي يقوم باتصالات مباشرة وغير مباشرة، لحل هذا الملف دون ان يتبلور اي شيء. مع العلم ان الاتصالات التي جرت بين دروز بلدة حضر في القنطرة ومسلحي جبهة النصرة في بيت جن الغربية من شبعا لعقد مصالحة لم يكتب لها النجاح رغم جهود بعض القيادات اللبنانية. وهناك اتهامات للنظام بافشال المصالحة، وبالتالي فان جنبلاط يعرف وحسب مصادر متابعة انه لن يسمح للوزير ابو فاعور بترتيب تسوية مع المسلحين في جرود عرسال، مقابل الافراج عن ارهابيين في سجن روميه، ولذلك يؤكد ان الملف معقد.

وفي ظل هذه الاجواء، فان لا جديد في الملف، وعلى الاهالي انتظار الرئيس سلام لكن التشابكات الاقليمية والدولية باتت كبيرة وواسعة، وهذا ما جعل ابو مالك التلي، حسب المتابعين للملف، يحصر المباحثات او الاتصالات بشخصه فقط واستبعاد ابو عبد السلام السوري، وذلك بعد توقيف سجى الدليمي.

وذكرت المعلومات، ان اتصالا جرى بين الشيخ سالم الرافعي وابو علي الشيشاني وتم البحث خلاله في موضوع اعتقال زوجته وفي ما آلت اليه الامور.

بري

وجدد الرئيس نبيه بري موقفه بضرورة «اعطاء الخبز للخباز»، وابعاد المدنيين عن هذا الملف وضرورة تشكيل خلية امنية لمعالجته، لانها افضل من يديره.

لا ضمانات من المسلحين بعدم تصفية العسكريين

وفي معلومات لمصادر موثوق بها ان المفاوضات مجمدة مع المجموعات الارهابية بخصوص العسكريين المخطوفين. واشارت الى ان اعادة تعويم المفاوضات تنتظر حصول الحكومة على تعهد من المسلحين بعدم تصفية اي عسكري، وهو الامر الذي لم يتم حتى الآن. واكدت المصادر ان الحديث عن مفاوضات غير مشروطة مع الارهابيين من شأنها ان تضعف موقف الحكومة. اضافت ان طرح الشروط من قبل المسلحين او وفد هيئة العلماء قبل اعادة التفاوض، وتحديداً طلب اطلاق سراح مطلقة زعيم تنظيم «داعش» وزوجة المدعو «ابو علي الشيشاني»، يراد منها «تشليح» الدولة اوراق القوة التي تملكها للتفاوض مع المسلحين. وقالت ان ما طرح في هذا السياق يحمل الكثير من علامات الاستفهام، بل ان ذلك يخدم استمرار المسلحين في ابتزاز الحكومة.

الجيش يداهم في طرابلس والبقاع

ومن جهة ثانية، واصل الجيش اللبناني مداهماته لمخيمات النازحين السوريين في عرسال والبقاع والقى القبض على بعض الاشخاص للاشتباه في انتمائهم الى المجموعات المسلحة، كما تم توقيف احد المشتبه فيهم في احداث عرسال في كفرحتى. كما نفذ الجيش مداهمات في طرابلس والمنية فيما حلق الطيران المروحي في سماء طرابلس وقضاءي المنية والضنية بحثا عن مطلوبين، كما اوقف لبنانيا في شبعا كان يقاتل في سوريا.