«مباحثات الرياض» هل تفضي الى سحب «الحكيم» ترشحه وتبني مرشح توافقي
شوارع العاصمة والضواحي قد تمتلىء بالنفايات ومجلس الوزراء يناقش النفط
حوار «حزب الله» ــ «المستقبل» بين العيدين وهل سيحضر جنبلاط جلسة الافتتاح ؟
«السياسة» في لبنان «معلقة» والامور «مكانك راوح» والملفات من تأجيل الى تأجيل، وتبقى الساحة للوزيرين وائل ابو فاعور وعلي حسن خليل من باب المحاسبة الغذائية والنهب العقاري وفضح ملفات جديدة، فيما غلاء اسعار المواد الغذائية لا احد يتحدث عنه رغم انخفاض اسعار النفط، حتى ان اصحاب المولدات الكهربائية لم يخفضوا التعرفة، ولم يكترثوا الى مناشدات الاهالي لأن المسؤولين في واد آخر، والسؤال لماذا لا يفتح ملف غلاء الاسعار الجنوني، حيث يعمد «التجار» الى رفعه مستغلين مناسبة الاعياد. واين مصلحة حماية المستهلك واين وزارتي الطاقة والنفط؟
اما في الملفات الاساسية من الخلوي الى استيراد الفيول الى سوكلين فما زالت موضع تجاذبات داخل مجلس الوزراء الذي يعقد جلسته اليوم والبارز فيها ملف الترخيص لجامعات وكليات جديدة واستحداث كلية صيدلة ودراسات عليا، كما ان وزير العمل سجعان قزي سيطرح ملف استخراج النفط والغاز من خارج جدول الاعمال الذي يتضمن 72 بنداً.
وقالت اوساط قريبة من الرئىس سلام ان الجلسة ستبحث في ملف العسكريين المخطوفين، حيث سيتم اطلاع المجلس على اجواء اجتماع خلية الازمة ومستجدات ما حصل في هذا الملف.
كذلك لم تستبعد الاوساط ان يتم البحث في ملف النفط والغاز من خارج جدول الاعمال مع العلم ان عدداً من الوزراء يتجه لطلب بحث هذا الملف بعدان حذر الرئيس بري من ان «اسرائيل» تعمل لسرقة ثروة لبنان من النفط والغاز.
وفي تفاصيل ملف فتح جامعات جديدة، فهذا الامر طرح في جلسات سابقة وسقط، نتيجة اعتراض وزراء الاشتراكي والكتائب عليه ورفضهما للامر، لكنه عاد ووضع على طاولة مجلس الوزراء اليوم وهو مقدم من وزير التربية الياس بو صعب، ولن يمر نتيجة استمرار رفضه الا اذا حصلت تسوية وتوسع فتح كليات لتشمل مناطق جديدة.
اما الملف الثاني المتفجر فهو موضوع النفايات الصلبة، وسيقدم الوزير محمد المشنوق تقريره وسيطالب باجراء المناقصات والتلزيمات، واذا لم يتم التوافق على الامر نتيجة استمرار الاعتراض العوني، فان النفايات ستملأ شوارع العاصمة والضواحي وخصوصاً ان عقد شركة سوكلين ينتهي خلال الايام القادمة واذا لم تطرح المناقصة فان لبنان سيشهد تراكم النفايات، لكن المشكلة تبقى في رفض اهالي اقليم الخروب اقامة اي مطمر في المنطقة، فيما الدولة تعهدت لاهالي الشحار باقفال مطمر الناعمة في 17كانون الثاني 2015. ورفض الاهالي بعض الكلام الذي نقل عن وزير البيئة محمد المشنوق بامكانية التمديد لمطمر الناعمة لفترة معينة حتى انشاء مطمر جديد، لكن الاهالي رفضوا الامر بدعم من وليد جنبلاط وبالتالي فان الاقفال سيكون في موعده، وان كل منطقة يجب ان تتحمل مسؤولية طمر نفاياتها.
لكن ملفات الخليوي والنفط والهبة الايرانية مؤجلة بسبب الخلافات، فلجنة الخليوي برئاسة الرئيس سلام وعضوية الوزراء محمد فنيش وجبران باسيل وبطرس حرب لم تتوصل الى حلول ولم تحدد موعد جديد لعملها.
اما ملف استيراد الفيول فتم تأجيله بسبب التباينات بين وزراء امل والتيار الوطني الحر، وتمسك الوزير علي حسن خليل بتوقيع مناقصة جديدة لشراء «الفيول» فيما يصر وزراء التيار الوطني على استمرار الشركتين الكويتية والجزائرية بالاستيراد، حيث يؤكد الوزير خليل وجود عملات ورشاوى.
الحوار بين حزب الله والمستقبل بين العيدين
وفيما يتعلق بالحوار بين حزب الله والمستقبل فبات الموعد شبه محدد بين العيدين. وهذا ما اكدته مصادر الطرفين، ونقل موقع العهد الالكتروني التابع لحزب الله عن مصادر رفيعة بان اولى جلسات الحوار بين حزب الله والمستقبل قبل نهاية العام الحالي، كما اكد أمين عام تيار المستقبل احمد الحريري «اننا نضع اللمسات الاخيرة على جدول الاعمال»، وان الحوار سيكون له تداعيات ايجابية على البلد واولى ثمار حوارنا مع حزب الله بدء تواصل مسيحي ـ مسيحي، كما ان الدكتور سمير جعجع اعلن من الرياض تأييده للحوار بين حزب الله والمستقبل وبالتالي فان الحوار بين الطرفين يحظى بغطاء سياسي شامل من السيد حسن نصرالله والرئيس سعد الحريري، وبالتالي فان الجلسة الاولى ستعقد في عين التينة وسيرأسها الرئيس نبيه بري.
وسألت المصادر المتابعة عن امكانية حضور النائب وليد جنبلاط جلسة الافتتاح الى جانب الرئىس نبيه بري كونه ساهم بتقريب المسافات بين الطرفين من اجل البدء بالحوار، وذكر ان وزراء الاشتراكي حاولوا الاستيضاح حول هذا الامر ولم يحصلوا على جواب نهائي بعد، علماً أن الرئيس نبيه بري «مؤيد» لمشاركة جنبلاط، لكن البارز ان الوزير وائل ابو فاعور كان من المفترض ان يحضر اللقاءات بين الوزير علي حسن خليل ونادر الحريري وهذا الامر لم يحصل.
واشارت معلومات مؤكدة ان الاتصالات افضت الى التوافق على جدول الاعمال الذي سيركز على ازالة التشنجات على الارض وكذلك البحث في الملف الرئاسي وقانون الانتخابات، ام موضوع سلاح المقاومة والمحكمة الدولية وقتال الحزب في سوريا فتم استبعادها من النقاشات.
وفي الاطار نفسه، يتوجه وفد من قيادات تيار المستقبل يضم الرئيس فؤاد السنيورة والوزير نهاد المشنوق الى الرياض للبحث مع الرئيس سعد الحريري في ملف الرئاسة والاستعداد للذهاب الى مرشح توافقي اذاكان الفريق الآخر جاهزاً، كما سيناقش الاجتماع الحوار المرتقب مع حزب الله. وذكر ان الدكتور سمير جعجع سيشارك في جانب من اللقاءات.
هل يسحب جعجع ترشيحه؟
ورجحت مصادر سياسية ان يكون الهدف من زيارة رئىس حزب «القوات» سمير جعجع الى السعودية من اجل اقناعه بسحب ترشحه لرئاسة الجمهورية، حتى يمكن ممارسة المزيد من الضغوط على العماد ميشال عون، لكي يقتنع الاخير بالحوار حول مرشح توافقي من خارج 8 و14 اذار، وقالت المصادر ان لا مبررات للزيارة في هذا التوقيت ا ذا لم يكن الهدف منها الوصول الى ذلك، واضافت ان الترحيب الذي احيط به جعجع في السعودية لا يمكن تفسيره سوى في هذا الاطار.
وفي سياق متصل استبعدت المصادر حصول لقاء قريب بين عون وجعجع، لكنها اشارت الى وجود ضغوطات من بعض الاطراف المسيحية والخارجية وبالاخص من الفاتيكان لحصول هذا الاجتماع.
ملف المخطوفين لا وسطاء ولا اتصالات
وفي ملف المخطوفين، عزت مصادر متابعة للملف ان التوترات القائمة بين جبهة النصرة والجيش الحر من جهة و«داعش» من جهة اخرى في القلمون تؤخر عملية التفاوض وان الخلافات ترجمت بمعارك عنيفة بين الطرفين استخدمت فيها الاسلحة المختلفة، وقد سمع اهالي المنطقة اصوات الانفجارات والاشتباكات طوال قبل ظهر امس وتحديداً حول معبري مرطيبة والزمراني على خلفية رفض مجموعة النصرة والجيش الحر في المنطقة مبايعة داعش وكانت الاشتباكات بدأت مع الجيش الحر وانضمت اليها مجموعات من النصرة الى جانب الجيش الحر. وقد توسعت المعارك ليلا لتشمل جرود قارة السورية وتستخدم فيها كل الاسلحة المتوفرة للطرفين.
وتضيف المصادر، ان الخلافات بين التنظيمات المسلحة يعيق عملية التفاوض خصوصاً ان المفاوضات والاتصالات مقطوعة كلياً في ظل عدم وجود وسيط ولا بصيص امل حتى الآن، كما ان النصرة تراجعت عن تكليف الشيخ وسام المصري المتواجد في منزله بطرابلس ولم يتوجه الى الجرود كما عممت بعض وسائل الاعلام.
وتتابع المصادر بعد انسحاب الوسيط القطري ورفض المسلحين لوساطة هيئة العلماء المسلمين فان «المفاوضات معطلة» الا اذا كانت هناك خيوط سرية بعيدة عن الاضواء يقودها مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم.
كل ذلك يجري وسط استمرار معاناة الاهالي الذين زاروا ا مس العماد ميشال عون واكد للاهالي انه لم يرفض يوماً المقايضة لكن ضمن القوانين المرعية وان اي تفاوض له ثمن، او فدية والمقايضة تعتبر احد هذه الاثمان، وخرج الاهالي مرتاحين لموقف العماد عون على ان يلتقوا اليوم امين عام تيار المستقبل احمد الحريري. وسيلتقون ايضاً البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قبل ان يتوجه وفد منهم الى الرياض للقاء الرئيس سعد الحريري.
وكانت «داعش» اعلنت منذ يومين انها ستقوم باعدام احد العسكريين اذا لم ترد الحكومة اللبنانية علي مطالبها خلال 48 ساعة.و ان المهلة انتهت ليلة امس. وامل الاهالي ان تتراجع «داعش» عن تهديداتها.
وجددت مصادر قريبة من ملف العسكريين المخطوفين ان وضع ملف المفاوضات على الطريق الصحيح يتطلب من الحكومة عدة خطوات، تبدأ بتوحيد الجهة المخولة التفاوض مع من يبدي استعداده للمساعدة. وثانياً بوقف الاثارة السياسية والمزايدات ولا تنتهي عند تشديد الخناق على المجموعات المسلحة في جرود عرسال. ولاحظت المصادر انه بنتيجة الحصار المحكم الذي يفرضه الجيش السوري على المسلحين في جرود القلمون اضطر هؤلاء للموافقة على الخروج من هناك الا ان النقطة الخلافية التي تعيق ذلك تتمثل باشتراط المسلحين الانسحاب باسلحتهم بينما يرفض الجيش السوري خروجهم مع اي نوع من السلاح.
دفن لجنة التواصل بشأن قانون الانتخاب
على صعيد لجنة التواصل النيابية المكلفة وضع قانون جديد للانتخابات، فقد علقت اجتماعاتها بسبب الخلافات وتم التوافق على ان البحث بقانون الانتخابات لا يمكن حسمه او البت فيه قبل انتخاب رئيس الجمهورية الذي يجب ان يؤخذ برأيه في هذا الملف، وهذا المبدأ كان موضع توافق من الجميع، كما ان تعليق الاجتماعات تخطى مطب تعليق القوات اللبنانية مشاركتها.
واللافت ان القوات اللبنانية وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي التزموا بالنظام المختلط. فيما حزب الكتائب مع الدوائر المصغرة، اما التيار الوطني الحر فلن يعلن موقفه قبل تحديد جلسة من قبل الرئيس نبيه بري لتفسير المادة 24 بشأن التوازن، فيما حزب الله وامل يدعمان القانون المقترح من النائب علي بزي والقائم على 64 نائباً «اكثري» و64 على النظام «النسبي» وقد اعلن النائب روبير غانم الذي التقى الرئيس بري ووضعه في اجواء نقاشات لجنة التواصل عن الغاء اجتماع اليوم.