IMLebanon

الحريري أعاد زعامته على السنة و14 آذار وأعاد الأمور الى الصفر

كتب شارل أيوب

في الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري وإقامة احتفال بالمناسبة في البيال في بيروت، خاطب الرئيس سعد الحريري جمهور 14 اذار وجمهور السنة واللبنانيين الذين حضروا الاحتفال، والذين استمعوا الى خطابه على شاشات التلفزة، او قرأوه في اليوم الثاني في الصحف، وبدا واضحاً ان الرئيس سعد الحريري تعلم من زيارته لدمشق يوم زارها واجتمع لعدة أيام مع الرئيس بشار الأسد ثم أصيب بخيبة أمل اثر إصدار مذكرات توقيف في حق مساعديه، وبعدها اسقاط حكومته بالثلث زائداً واحداً، وشل حكومته التي ألفها عبر وضع بند شهود الزور على جدول أعمال مجلس الوزراء.

وهذا البند لم يظهر على جدول أعمال الرئيس ميقاتي الذي جاء بعد الرئيس الحريري ولم يفتح أحد سيرة شهود الزور على جدول أعمال مجلس الوزراء، في حين تم تعطيل حكومة الرئيس الحريري تحت هذا البند.

الرئيس سعد الحريري حقق في خطابه عدة نقاط:

  1. رفع السقف عالياً حيال حزب الله رافضاً تدخل حزب الله في سوريا والعراق وهو أعلى موقف يمكن ان يأخذه زعيم سني في لبنان.
  2. شن الرئيس الحريري هجوماً على محور ايران – سوريا – حزب الله وقال : ان لبنان ليس سلعة وليس في أي محور، مع ان الحريري بايع المملكة العربية السعودية الولاء عبر إشادته بالمملكة.
  3. هاجم الرئيس الحريري بقوة الرئيس بشار الأسد ووجه اليه اتهامات عنيفة مما جعله يسيطر على زعامته السنية في لبنان ويؤكد الى حدٍ بعيد موقف 14 اذار والسعودية من هذا الملف. وبذلك اجتاز السيطرة على الطائفة السنية الى السيطرة عبر زعامته على 14 آذار وتخطى بأشواط زعماء 14 اذار الذين لم يسبق أن هاجموا الرئيس الأسد بهذا الشكل.
  4. كان الرئيس الحريري قريباً من جمهوره ووجدان مؤيديه، واطلق فيهم شرارة العواطف اكثر منها شرارة العقلانية.
  5. رغم هجومه على حزب الله اكد الرئيس الحريري على الحوار مع الحزب، معتبراً الحوار حاجة إسلامية ووطنية، ويعني ذلك انه مستمر في الحوار مع حزب الله انقاذاً للوضع الداخلي اللبناني.
  6. اعاد الحريري الزخم الى 14 اذار بعد 10 سنوات من استشهاد الرئيس رفيق الحريري مؤكداً على التلاحم الحاصل بين مكونات 14 اذار، اضافة الى الرئيس السابق ميشال سليمان.
  7. وجه الرئيس الحريري لفتةً الى الرئيس بري والوزير جنبلاط معتبراً ان موقفيهما يؤدي الى الاعتدال في لبنان.
  8. ركز الحريري على مشروع الدولة وانه ضد الميليشيات، وبالتالي اعاد الى تيار المستقبل و14 اذار صيغة مشروع الدولة بدل فكرة الميليشيات التي مشى بها تيار المستقبل لفترة من الزمن.

هل كسب الحريري ام خسر؟

عملياً كسب الحريري زعامته للطائفة السنية ولا يستطيع احد ان يزايد عليه سنياً، لكنه أعاد الامور الى نقطة الصفر، كأننا في 14 شباط 2005 لدى انقسام البلد إثر استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو لم يدخل الى صيغة رئاسة الجمهورية لا من قريب ولا من بعيد ولم يطرح حلولاً للمشاكل، بل طرح مواقف، وطرح المواقف سهل، لكن الاصعب طرح الحلول.