معركة تكريت تدخل الشراسة وهي لـ«داعش» والجيش العراقي حياة او موت
60 ألف جندي و«حشد شعبي» وتكفيري وبعثي سابق يتصارعون للسيطرة على المدينة
دخلت معركة تكريت العنف الشديد، ويقف على الجبهة من ناحية الدولة العراقية 20 الف جندي من الجيش العراقي و15 الف عنصر من الحشد الشعبي والميليشيات الشعبية والقبائل السنية، يقابلهم حوالى 30 الف عنصر من داعش وبقايا جيش صدام حسين من البعثيين السابقين للقتال حول مصير المدينة الذي سيقرر مستقبل العراق وما اذا كانت حكومة العبادي تستطيع السيطرة على تكريت وعندئذ تصبح معركة الموصل اكثر سهولة وتفرض الدولة العراقية سيطرتها على المناطق التي تحتلها داعش التكفيرية ومن يؤيدها من الاصوليين المتشددين.
«حركة طيران وطوافات دائمة حول المدينة» والمدفعية لا تتوقف عن القصف، كذلك راجمات الصواريخ التي نصبها الجيش العراقي تطلق صواريخها دون توقف على احياء المدينة التي يتصاعد منها الدخان ويغطي سماء المنطقة كلها.
الجنرال قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الايراني يشرف على المعركة، واما طائرات التحالف الدولي الاميركية والفرنسية والبريطانية وغيرها فقد غابت عن الاجواء ولا تتدخل في المعركة.
تعرف داعش والاصوليين المتشددين ان معركة تكريت هي معركة حياة او موت بالنسبة اليهم، لانه اذا خسرت داعش فلن ينجو احد منها ويخرج من المدينة سالماً وكذلك الامر بالنسبة للجيش العراقي فانها معركة حياة او موت، لان الجيش العراقي اذا انهزم فان خطته لاستعادة المناطق من داعش تتوقف عند ابواب تكريت وتصبح داعش القوة الاساسية وتمنع قيام الدولة العراقية العربية.
شيوخ القبائل السنية ايدوا الجيش العراقي ووقفوا ضد داعش في تكريت، لكن بقايا جيش صدام حسين من البعثيين يقاتلون الى جانب داعش في المدينة التي معظم سكانها ومحيطها من الطائفة السنية.
وقد قام عناصر الحشد الشعبي بحلق رؤوسهم ولبسوا الاكفان وهم يتحضرون للهجوم خطوة خطوة، وتدور المعارك الآن على اطراف المحافظة، اي محافظة صلاح الدين وعلى اطراف المدينة حيث تحصن في تكريت عناصر داعش واقاموا الدشم والمتاريس والانفاق في وجه الدبابات العراقية التي تقصف دون هوادة، وقد تقدمت قوات خاصة عراقية مع كتيبة دبابات ومشاة وقوات خاصة على احد المحاور فاصبحت على الطريق الشرقي الشمالي في تكريت، لكن عناصر داعش تلجأ الى العمليات الانتحارية وتفجير العبوات وتفخيخ السيارات ونسفها وكذلك قام عناصر داعش بتفجير انفسهم باحزمة ناسفة امام الدبابات والسيارات المصفحة العراقية التي تنقل الجنود والشاحنات. لكنه على صعيد المعركة العسكرية تبدو داعش ضعيفة امام الجيش العراقي باستثناء قيامها بعمليات انتحارية عبر الاحزمة الناسفة لوقف التقدم والحاق خسائر بشرية في صفوف الجيش العراقي والحشد الشعبي والميليشيات الشيعية. ولذلك توقف الجيش العراقي عند النقاط التي احتلها تجنباً لعمليات انتحارية وقام بتكثيف القصف المدفعي والصاروخي.
لا يوجد جيش ايراني على الارض يشارك في المعارك بل عناصر من الحرس الثوري الايراني هم مستشارون لقادة الكتائب والفرق العسكرية المشاركة ويدير بكل تفصيل الجنرال قاسم سليماني العمليات في اشارة الى اميركا ان ايران قادرة على دعم الجيش العراقي دون تدخل التحالف الدولي على المستوى البري والمعركة ستنتهي بهزيمة داعش كما قال الجنرال قاسم سليماني.
«المدينة تتحول الى انقاض» هكذا يقول ضابط عراقي يقود المعركة ويقول «ان كل مبنى في تكريت وضع فيه داعش عبوات ناسفة ولدى تقدم الجيش العراقي سيتم تفجير المباني وتنهار وتتطاير حجارتها وتسقط امام الدبابات العراقية بما يعيق التقدم، ولا يقدر عندئذ عدد القتلى والجرحى الذين يسقطون في المعركة التي بدأت اول من امس بعد ان وصلت فيها الشراسة الى درجة عالية وحصلت معارك كانت الاشد عنفاً ذلك ان لا مراسلين عسكريين على خطوط المواجهة ولا اتصالات مع مستشفيات تكريت ولا الجيش العراقي ولا الحشد الشعبي يعلن خسائره، لكن عدد القتلى تجاوز المئات من الجانبين. ويشارك في المعركة حوالى 400 دبابة عراقية من طراز اميركي كما يشترك اكثر من الف مدفع روسي الصنع واميركي الصنع وراجمات صواريخ روسية الصنع كلها تقصف لمصلحة الجيش العراقي اما مسلحو داعش فقد حفروا خنادق كبيرة تحت الارض وعلى الطرقات في تكريت وعلى دوائرها بحيث تتحرك العناصر التابعة لداعش تحت الارض ومن منطقة الى منطقة اخرى. وهذا الامر يؤدي الى عرقلة تقدم القوات العراقية بالاضافة الى ان العمليات الانتحارية مستمرة بكثافة من قبل داعش، وهو السلاح الامضى الذي تستخدمه ضد الجيش العراقي، فيما الجيش العراقي يطلق النار على كل شخص يتحرك امامه باعتباره انتحاريا، خاصة ان داعش منعت السكان من التحرك والتجول في المدينة. كما ان داعش قام باعدام كل عنصر تابع له اراد الهروب من المعركة والتوقف عن القتال. واكثرية الذين يريدون القتال هم من الاجانب الذين جاؤوا من دول اوروبية واسيوية. وقد اعدمت داعش اكثر من 120 عنصراً حاولوا التوقف عن القتال وتسليم اسلحتهم.
التيار الكهربائي انقطع عن المدينة، خاصة بعد ان قام عناصر داعش بنسف ابار النفط ومحطات الكهرباء ومراكز الاتصالات الخليوية، وباتت تكريت معزولة عن العالم. لكن الغريب في الامر والسؤال الاساسي: لماذا لم تتدخل الطائرات الاميركية وطائرات التحالف الدولي كي تحسم المعركة في تكريت لمصلحة الجيش العراقي كي يتقدم الى مواقع داعش.
واشنطن تخشى حصول مجازر قد تحصل على ايدي الحشد الشعبي الشيعي ضد عناصر تابعين لداعش ومواطنين سنّة في تكريت ومنطقة الموصل. ويبدو انه لهذا السبب غابت الطائرات الاميركية وطائرات التحالف الدولي عن قصف عناصر داعش بالتالي فان المعركة قد تمتد الى شهرين، لانها معركة صواريخ وابنية وسلاح ابيض من حي الى حي ومن مبنى الى مبنى.