قال السيّد حسن نصرالله إنّ حلب هي أم المعارك.
لم نصدّق عندما سمعنا وقرأنا هذا الكلام، كنت أظن أنّ السيّد لم يقصد حلب بل يقصد فلسطين المحتلة.
حلب أم المعارك، أمّا بالنسبة لتحرير فلسطين فإنه يهدّد إسرائيل إذا اعتدت على لبنان بأن صواريخه ستصل الى ما بعد بعد حيفا.
أين كنا وأين أصبحنا؟ هل تلاحظون أنه في جميع قنوات التلفزة وتحديداً خلال نشرات الأخبار لا نسمع شيئاً عن إسرائيل؟ أصبحت إسرائيل اليوم في حلب، هكذا يريد السيّد.
الوضع الآن في حلب يختلف بعد التطورات الأخيرة فقد قال السفير الروسي إنّه مطلوب أن تتوقف المعارك في حلب، ولكن يبدو أنّ هناك خلافاً داخل إيران وهذا يظهر جلياً إذ انّ هناك فريقاً يتمثل بالحرس الثوري بقيادة اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» الذي يصر على الحرب ويريد أن يغيّر المعادلات، بينما فريق آخر داخل إيران والمتمثل بالرئيس الايراني حسن روحاني الذي وافق على إقالة نائب وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان واستبداله برجل معتدل هو جابر الانصاري.
هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية يبدو أنّ تحسن العلاقات بين تركيا وروسيا سيكون له تأثير ملحوظ ومهم في سوريا خصوصاً أنّ روسيا غير مرتاحة للتنافس مع إيران التي تريد أن تبيع غازها وتنافس روسيا، لذلك فإن تحسن العلاقات مع روسيا وإعادة الغاز الذي يمر عبر تركيا الى أوروبا يشكل مورداً إقتصادياً كبيراً لروسيا وهي بحاجة إليه… وطبعاً فإن الغاز أكثر من مهم على الصعيد الاقتصادي، لذلك تحتدم الحروب والمعارك من اجله.
نعود الى حلب، يبدو أنّ روسيا لا تريد أن تغيّر قواعد اللعبة لأنها لا تريد أن تسمح لإيران أو للنظام أن يتقدم وتريد الحفاظ على الدولة وتريد تسوية سياسية وبعدها تستغني عن النظام، بينما إيران تريد إبقاء النظام وتريد دعمه بكل الوسائل…
وأمام هذا الواقع يبدو أنّ كفة الرأي الروسي ستميل أي ان الوضع سيبقى كما هو، وعلينا ألاّ ننسى أنّ الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدها الايرانيون و«حزب الله» خلقت خلافات في الرأي داخل الايرانيين أنفسهم، وأيضاً، داخل «حزب الله» الذي أصبح فيه رأي جديد لفريق لا يريد الاستمرار في الحرب في حلب.