IMLebanon

تنبيه إلى مخطَّط وراء عرقلة الانتخاب لافروف ناقش ظريف ولا نتيجة

لفت سفير بارز معتمد لدى لبنان في حديث له مع نائب ينتمي الى تكتل نيابي يتمتع بثقل نوعي في المعادلة السياسية الداخلية الى “ان الاوضاع المتردية في لبنان تبدو غير قابلة للمعالجة، وتعترضها دوما عوائق من وزراء في الحكومة للايحاء ان اتفاق الطائف شارف نهايته”. واستعمل تعبيرا أوضح في مجال رده على استيضاح النائب “ان بعض القوى السياسية الفاعلة لم تعد تقبل باتفاق الطائف لان حجمها تبدل في السنوات الاخيرة على المستويات الشعبية وفي التمثيل البرلماني والحكومي، وهي تطالب بحقائب أكثر. ونصح السفير محدثه بأن يتنبه تكتله لما يخطط له من تغيير قيد التحضير، وبالابقاء على الحد الادنى من استمرار المؤسسات التي أصيبت بالشلل ويمكن القول انها مهددة بالانهيار التام. ورفع صوته منبها الى المساس بالاجهزة الامنية، وعلى الاخص الجيش وشعبة المعلومات في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي وجهاز التقصي في الامن العام الذين برهنوا عن مهنية عالية في تعقب الارهابيين وتوقيفهم.

وتجدر الاشارة الى ان السفير الذي يملك هذه المعلومات معروف بسعة اطلاعه، وان الدولة التي يمثل تشارك من دون ضوضاء في الاتصالات بأقطاب لبنانيين من أجل الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، وقد شاركت فرنسا في بعض الاتصالات التي سعت بدورها لتسهيل الاستحقاق الدستوري عن طريق اجتماعات مشتركة. كما ان اتصالات تلك الدولة بلغت واشنطن وموسكو ولندن. وتتميز الدولة عينها بأن لديها بنك معلومات ديبلوماسياً، مما يعني ان ما يملكه السفير من معلومات هو جدي، بدليل فشل جميع المساعي لاعادة بث الروح في الحكومة السلامية التي تنازع، وممنوع عليها أن تموت. ويؤكد الرئيس نبيه بري ان الاتصالات الجارية منذ ما بعد الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء لم تنجح، واليوم الخميس ليس هناك جلسة، وبعض المقرّبين من السرايا يستبعد انعقاد جلسة الاسبوع المقبل اذا لم تتأمن الاجواء الهادئة ومخرج للتعيينات الامنية يكرس ما يطالب به وزيرا “التيار الوطني” ومن يؤيدهما من حلفاء.

وأعرب السفير عن خشيته ان يتحول انتخاب رئيس الجمهورية من اقتراع الى تعيين، لأن شل المؤسسات مستمر ويتجه نحو الاسوأ بشكل متعمد وبوعي، وهناك مخطط سيدفع بالقوى السياسية الاخرى الى ذروة التصعيد وفقدان المناعة في معظم المؤسسات للقبول بمؤتمر تأسيسي يأتي الرئيس الجديد ليطبقه.

وأفاد مصدر ديبلوماسي غربي في بيروت “النهار”، ان استحالة انتخاب رئيس للبلاد كانت محور مناقشة في لقاء ديبلوماسي رفيع في منزل السفير الاميركي ديفيد هيل، شارك فيه عميد السلك الديبلوماسي في لبنان السفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشا. وتطرق السفراء الى ما يشهده لبنان من تدهور سريع وشلل في المؤسسات الدستورية والانعكاسات السلبية الناجمة عنه اقتصاديا وسياحيا.

وذكر تقرير ديبلوماسي ورد الى بيروت من موسكو اطلعت عليه “النهار” ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أثار موضوع الفراغ الرئاسي مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف مطلع الاسبوع الجاري اثناء زيارته لروسيا، وفهم ان الاخير “كرّر موقف بلاده ان الاستحقاق الرئاسي شأن لبناني داخلي، وعلى أي دولة عربية أو غربية الا تتدخل”.