وعد البابا فرنسيس بزيارة لبنان ولقاء جميع أبنائه، وذلك خلال استقباله الرئيس اللبناني ميشال عون في الفاتيكان أمس، في أول لقاء بينهما منذ انتخاب الأخير رئيساً في 31 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. كما وعد البابا بـ «الاستمرار في دعم لبنان ومساندته في المحافل الدولية والإقليمية».
وأعرب البابا عن سعادته «لاستعادة لبنان عافيته وانتظام المؤسسات الدستورية فيه»، مؤكداً أن «للبنان مكانة خاصة»، وأنه «يصلي دائماً من أجل لبنان ويعمل من أجل دوام استقراره»، كما نقل المكتب الإعلامي في الرئاسة اللبنانية.
وعرض عون مع البابا الوضع في الشرق الأوسط وأوضاع المسيحيين، خصوصاً في سورية وفلسطين والعراق، والعمل الذي يقوم به لبنان لمواجهة الإرهاب، لافتاً إلى أن «اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، موحدون في التعاطي مع هذا الخطر». كما أكد أن لبنان غدا من خلال ما تكوّن فيه من تراكم حضاري مسيحي– إسلامي نموذجاً يصلح لدول وأنظمة عدة إضافة إلى أن التعاون الإسلامي– المسيحي يؤهل لبنان ليكون مركزاً لحوار الحضارات والأديان. وأشار إلى مشاركة لبنان في مؤتمر الأزهر الشريف «للمساهمة في تغليب لغة الاعتدال التي يمثلها هذا المقام، والذي يواجه بقوة لغة التطرف وتشويه صورة الإسلام الحقيقي».
وفي بيروت شهد المجلس النيابي خلافات حادة في جلستين صباحية ومسائية أمس، في اليوم الثاني من الجلسة التشريعية لبحث واردات وضرائب من أجل تمويل سلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام والعسكريين والأساتذة يُفترض أن تتضمنها موازنة هذا العام التي سينهي بحثها مجلس الوزراء اليوم. وبدأت مناقشة الضرائب أول من أمس لضمان الواردات مقابل تكاليف تحسين أوضاع المستفيدين من السلسلة، فاعترض عدد من النواب، منهم نواب حزب «الكتائب»، على هذه الضرائب، وكذلك نواب من «حزب الله» على رفع الضرائب والرسوم، معتبرين أن تمويل السلسلة التي ترتب زيادة في عجز الخزينة يُفترض أن يتم بوقف الهدر والفساد في الخزينة.
وحمّل نائب رئيس البرلمان فريد مكاري، الذي ترأس الجلسة ثم رفعها احتجاجاً على بعض المداخلات، «المزايدين» ورئيس «الكتائب» النائب سامي الجميل مسؤولية الالتفاف على السلسلة وإلغائها، محيلاً إقرارها إلى اجتماع برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري الأسبوع المقبل. وقال رئيس الحكومة سعد الحريري: «أتينا بروح إيجابية لنقر السلسلة وهناك محاولة حقيقية لضرب السلسلة، فيما العائلات كانت تنتظر إقرارها وهي في ذمة الذين أطلقوا الإشاعات».
ورد الجميل على اتهام مكاري، مشدداً على أن نواب حزبه 4 وليسوا هم من فرطوا الجلسة، وعلى حقهم في الاعتراض على الضرائب، متسائلاً: «هل ممنوع علينا المعارضة؟».
وشهدت بيروت تحركات متفرقة أمس وقبله من قطاعات أبرزها أساتذة الجامعة اللبنانية احتجاجاً على خفض التقديمات في السلسلة وعلى الزيادة في الضرائب. وتظاهر محازبو الكتائب و «الوطنيين الأحرار»، فيما نقلت وسائل التواصل الاجتماعي أرقاماً عن زيادة الرسوم غير واردة في الموازنة سببت لغطاً دفعت الحريري الى مطالبة وزيري العدل والداخلية بملاحقة مختلقها.