–
صاحب مجموعة »تاريخ إيران قديماً وحديثاً« برواية علي أكبر ولايتي، وأحدث ألقابه هو «الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية» ـ وهو حدث ما تفتّقت عنه الذهنيّة الإيرانيّة لسرقة ثورات الشعوب العربيّة ـ «تفاخر» ساخراً من «ادّعاء الأميركيين زعامة العالم، فقدراتنا في المنطقة لا تخفى على أحد، والجميع مُضطر للاعتراف بها، لإيران الآن نفوذ أساسي في المنطقة، يمتد من اليمن إلى لبنان ، وهذا أمر لم يتصوّره أحد أبداً»، وولايتي طبيب الأطفال الذي ظل وزيراً لخارجية إيران مدة ?6 سنة، وصار لاحقاً مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية علي الخامنئي، وبالطبع امتداد هذا النفوذ لم تتخيّله إيران نفسها، وقد كلّفها تجويع شعبها وصرف مقدّراته على «مخططاتها» الجهنميّة للمنطقة، والمضحك أن فلاديمير بوتين نفسه لم يصدر عنه هكذا تصريح استناداً على الأقل على تاريخ روسيا السوڤياتي السابق والذي جعل منها القوّة الثانية في السيطرة على العالم، ولكن؟!
تجاهل ولايتي تصريح رئيس جمهوريته حسن روحاني قبل أيام: «أن شعوب المنطقة سترد على مؤامرة خفض أسعار النفط»، تحشر إيران دائماً شعوب المنطقة و»المسلمين» في كلّ ما يخصّ أزماتها فقد اختصر روحاني أزمة بلاده بالهروب إلى «الخيال المؤامرتي»: «إن خفض أسعار النفط مؤامرة ضد شعوب المنطقة والمسلمين»، وتجاهل ولايتي، وقبله معه رئيسه حسن روحاني أنّ إيران اضطرت في آب العام الفائت إلى تخفيض الميزانية الإيرانيّة من 68 إلى 45 مليار دولار، وتجاهل «المستشار طبيب الأطفال» أنّ إيران التي يمتدّ نفوذها من اليمن إلى لبنان تعيش حال ذعرٍ غير مسبوق فاقتصادها كلّها «استند» إلى ميزانيّة اعتمدت سعراً وهمياً لبرميل النفط هو 100 دولار أميركي، وها هي اليوم تغرق في مخاوف انهيارٍ اقتصاديّ يطيح بحكم «العمائم» الذي ضجّ من الشعب الإيراني ومن مغامراته الرعناء التي أفضت إلى أزمة تضخم اقتصادي بلغت 39 بالمئة، وأرقام بطالة بلغت 17 بالمئة، وفقر بلغت نسبته 20 بالمئة، وتعيش هاجس انحسار دورها في المنطقة العربيّة عموماً وسوريا خصوصاً، في عاجلِ الأيام المقبلة!!
وتجاهل «السّاخر» على أكبر ولايتي حديث رئيسه حسن روحاني عن «الاقتصاد المقاوم»، الذي تحوّل إلى مادّة تندّرٍ عندما توقّع فيه بلوغ عوائد الصادرات غير النفطية لإيران إلى مليار دولار خلال العام الجاري»، مع ملاحظة أن السخرية طالت هذا «المليار» والنفقات التي سيغطّيها بدءاً من نفقات «النفوذ الإيراني» في سوريا والعراق وصولاً إلى نفقات «النفوذ الإيراني» في لبنان واليمن والبحرين والسودان وغيرها!!
وهنا لا بُدّ من الإشارة إلى ما سبق واعتبره المتابعون «الطوفان قادم لا محالة في طهران وفي دمشق، وفي»الضاحية» أيضاً، وأنّ «ساعة الحقيقة لطهران قد دقّت فصادرات النفط تتوقّف بحلول 2014 إذا استمرّت العقوبات»، ويشير كثيرون إلى أنّ الردّ الأهم على كلام علي أكبر ولايتي، هو تحذير مسعود مير كاظمي وزير النفط الإيراني بأنّ «إنتاج بلاده النفطي يمكن أن يشهد انخفاضاً حاداً، بحيث تتوقّف معظم الصادرات، أو كلّها، ربما في فترة لا تتجاوز العام 2014 أو 2015، إذا لم تجد إيران الاستثمارات الأجنبية الضرورية لتأهيل مرافق الإنتاج فيها، ويرجح كثيرون أنّ نتائج هذا السيناريو كارثية على الميزانية الإيرانية، التي يمثل النفط ما لا يقلّ عن 60 في المئة من وارداتها، وعلى النظام الإيراني»…
نهايتان وشيكتان لا بُدّ ستشهدهما المنطقة مهما تأخر الوقت، نهاية النظام السوري الذي سيسقط من تلقاء نفسه بعد توقف الدّعم المالي الإيراني له، ومعه ستسقط تلقائياً منظومة حزب الله الإيراني وحلفائه وحلفاء بشار الأسد في المنطقة، وبالتزامن مع بدء الانهيار الاقتصادي الكبير لنظام إرهابي زعزع أمن المنطقة طوال ثلاثة عقود ونصف تحت عنوانيْن خادعين «تصدير الثورة» و»فلسطين»، في انتظار نشوء الأنظمة البديلة التي ستقود إليها، خارطة تقسيم المنطقة بكلّ تأكيد.