Site icon IMLebanon

“الإدّعاء” على العلّامة الأمين عاجز عن إلغاء مدرسة “الاجتهاد”

 

الحدث جلل. الإدعاء، وهو فعلاً “إدعاء” وزعم، على العلامة الجليل السيد علي الأمين بلقاء مسؤولين إسرائيليين يتجاوز المهزلة القضائية، ليصيب “حزب الله” المحرّض والفاعل عبر أدواته القانونية في قصر بعبدا مقتلاً وإفلاساً وفضيحة مدوية بعد خروج فاقع عن الأدبيات الإنسانية والدينية والشرعية، خصوصاً وأن الحزب وحلفاءه يعلمون جيداً أنهم يفبركون إساءة ترتد عليهم ولن تُغير بتاريخ الأمين وعمامته الناصعين.

 

لم يعد خافياً ان الاتهام بالعمالة صار الوسيلة التي تتم من خلالها محاولة إسكات وتطويع الأصوات المعترضة على سلطة “حزب الله” وامتداداتها في مؤسسات الدولة اللبنانية. آخر هذه المحاولات، وليس آخرها كان الادعاء على المفتي السابق في صور وجبل عامل العلامة السيد علي الأمين بجرم لقاء مسؤولين اسرائيليين.

 

وهذا الادعاء جاء على خلفية مشاركة السيد الأمين في مؤتمر في البحرين حول الأديان شارك فيه رجال دين وهيئات اجتماعية وثقافية من انحاء العالم من بينهم احد الحاخامات الاسرائيليين، وكان من بين المشاركين في المؤتمر من اللبنانيين السفير اللبناني في البحرين، ومؤسسة مخزومي، ورجال دين مسيحيون ومسلمون.

 

إعلان السيد الأمين غداة عودته انه لم يكن على علم بمشاركة رجل دين اسرائيلي، لم يمنع من اطلاق “حزب الله” حملة ضد العلامة الأمين عبر ادواته، وصلت الى استدعاء الأمين من قبل الأمن العام حصراً بالطبع من دون ان يتم استدعاء اي مشارك في المؤتمر ولم يصدر اي موقف رسمي لبناني لا تجاه السفير ولا ادانة المؤتمر او الاعتراض اللاحق عليه.

 

كل ما تقدم يكشف عن “أوضح الواضحات” العلامة الأمين وهو الفقيه الأبرز فقهياً بين علماء الشيعة اللبنانيين، والمعروف بمواقفه الوطنية يتم الادعاء عليه بتهمة التعامل مع العدو الاسرائيلي، فقط لأنه من العلماء الشيعة الذين يعلنون بوضوح التزامهم بخيارهم الوطني والعربي والاسلامي، ويعلنون تمايزهم او اعتراضهم على المشروع الايراني وسياسة “حزب الله” اللبنانية وفي الدول العربية.

 

محاولة النيل من السيد الأمين بهذه التهمة، هي استهداف لا يمكن فصله عن استهداف العمامة الشيعية، خاصة عندما تصدر عن جهة تحتمي بهذه العمامة، واذا كان البعض لا يدرك مغزى ما يرتكب تجاه قامة مشهود لها بفقهها ومرجعيتها، فهو يمهد شاء أم ابى الى إسقاط عمائم كثيرين من رجال الدين.

 

يعكس هذا الادّعاء حجم الضيق من اي اختلاف يعكس مدرسة الاجتهاد التي ستبقى راسخة في المذهب الشيعي مهما حاولوا التشويه واختصار المذهب بالولاء لشخص واحد أحد، هو زعيم دولة ايران.

 

النيل من السيد علي الأمين، بهذه الطريقة، وبعد اسابيع على اطلاق العميل عامر الفاخوري تحت اعين “حزب الله”، وبعد اشهر قليلة على تنفيذ عملية تهريب برعاية رسمية لكارلوس غصن، الذي اجتمع في وقت سابق مع مسؤولين اسرائيليين وعلى رأسهم رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، من دون ان يبدي “حزب الله” اي اعتراض على حمايته غير القانونية والمكلفة للبنان في علاقاته مع اليابان وغيرها، ولم تزعج حزب الله” مشاركة الوزير جبران باسيل في تظاهرة التضامن مع ضحايا شارل ايبدو في باريس، في وقت كان مسؤولون اسرائيليون يسيرون صفاً واحداً وعلى بعد امتار قليلة منه، والأمثلة عديدة في ما يتصل بقيادات وعناصر في التيار الوطني الحر، الذين كان ولاؤهم لسياسة “حزب الله” معبراً لعدم اتهامهم وملاحقتهم، “كن مع “حزب الله” وافعل ما شئت” هذا ما اثبتته الوقائع التي جعلت من ملف العمالة مجالاً للابتزاز والمقايضة، في المقابل مارس “حزب الله” سياسة “انت ضد “حزب الله”… انت عميل”.

 

استهداف المفتي السيد علي الأمين رسالة واضحة الى معارضي خيارات “حزب الله” ورهاناته السياسية، سواء كانوا شيعة او غير شيعة، وهي تعبّر عن حجم الافلاس الذي وصلت اليه السلطة التي باتت وهي تعاني من الافلاس المالي والاقتصادي، تعلن على الملأ وعبر النيابة العامة عن إفلاسها السياسي.