Site icon IMLebanon

علي فياض في بيروت.. والتشيكيون الخمسة في براغ

أنجزت «الصفقة» التي تابعتها دول كثيرة بأدق تفاصيلها، وذلك بعد مفاوضات دامت شهورا طويلة أفضت الى اطلاق السلطات التشيكية، أمس، سراح اللبناني علي طعان فياض الموقوف في سجونها بطلب أميركي منذ العام 2014 «للاشتباه به في قضية تهريب أسلحة، بحسب مصادر قضائية تشيكية».

وفي المقابل، تم اطلاق سراح التشيكيين الخمسة الذين خطفوا في تموز 2015 في منطقة البقاع الغربي، وبينهم صحافيان كانا يستعدان لاجراء تحقيق تلفزيوني حول قضية اللاجئين السوريين الى لبنان، بالاضافة الى محام تشيكي ومترجمه وهما يعملان ضمن فريق الدفاع عن فياض، بالاضافة الى ضابط أمن تشيكي لم تعرف ظروف زيارته ومهمته في لبنان، لكن على الأرجح، أنها كانت متصلة بقضية فياض.

وكان التشيكيون الخمسة قد زاروا، صباح أمس، برفقة سفير تشيكيا في لبنان سفاتوبلوك كومبا، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في مقر المديرية العامة للأمن العام وشكروه على الدور الذي قام به لاطلاق سراحهم.

وما إن وصلت الطائرة التشيكية الخاصة التي أقلت التشيكيين الخمسة برفقة وفد من المخابرات التشيكية، الى مطار براغ، بعد ظهر أمس، حتى انطلقت طائرة خاصة مستأجرة من براغ الى بيروت وعلى متنها علي فياض وخالد المرعبي، وفور وصولها الى مطار بيروت قبيل منتصف ليل أمس، قامت الأجهزة الأمنية في المطار بتوقيفهما من اجل اجراء التحقيقات اللازمة معهما خصوصا أن هناك برقية صادرة عن الإنتربول تقضي بتوقيفهما.

وأعلنت المتحدثة باسم محكمة براغ ماركيتا بوتشي، لوكالة «فرانس برس» أنّ «وزير العدل روبرت بليكان اتخذ اليوم (أمس) قراراً بعدم السماح بترحيل فياض إلى الولايات المتحدة، وبناء عليه، تم اطلاق سراحه على الفور».

وتابعت بوتشي ان وزارة العدل التشيكية قررت أيضاً، اطلاق سراح خالد المرعبي الذي كان أوقف مع فياض فيما لم يتخذ القضاء التشيكي قراره بعد بشأن الشخص الثالث ويدعى فوزي جابر.

وأشارت الصحف التشيكية، أمس، إلى أن فياض (يحمل أيضا الجنسية الأوكرانية) وفوزي جابر وخالد المرعبي (يحملان جنسية ساحل العاج بالاضافة الى الجنسية اللبنانية) أوقفوا في عملية للشرطة التّشيكية في براغ في نيسان 2014، بناءً على طلب السلطات الأميركية في فندق «شيراتون»، بينما كانوا يلتقون أشخاصا اعتقدوا أنّهم ينتمون الى حركة «فارك» في كولومبيا، ليتبين لاحقا أن هؤلاء كانوا في الواقع عناصر من شرطة مكافحة المخدرات الأميركية، بحسب الصحف التشيكية.

وكشفت مصادر تشيكية أن توقيف فياض جاء على خلفية كمين نصبه له رجال من مكتب مكافحة المخدرات الأميركية في وارسو (عاصمة بولندا)، حيث استدرجوه إلى لقاء قاموا بتسجيله بالصوت والصورة وسألوه خلاله، من خلال هويات مزورة انتحلوها، عن إمكان تزويد منظمة «القوات المسلحة الثورية الكولومبية» (فارك) بأسلحة وذخائر لاستخدامها في تنظيم عمليات عسكرية ضد الأميركيين في أميركا اللاتينية، فسارع إلى القول لهم انه موظف في وزارة الدفاع الأوكرانية (بصفة مستشار) وأنه لا يستطيع بت ملفات كهذه إلا بقرار من الوزارة نفسها. وأدى ذلك لاحقا الى اصدار قرار أميركي بتوقيف فياض ورفيقيه بتهمة «التآمر ضد الولايات المتحدة».

وأفرج أيضا في سياق هذه «الصفقة» عن صائب فياض وهو شقيق علي فياض، وكان قد تولى قيادة سيارة التشيكيين الخمسة لحظة خطفهم في الثامن عشر من تموز 2015، حيث عُثِر في السيارة وهي من نوع (فان) بعد ركنها على طريق كفريا ـ خربة قنافار في البقاع الغربي، على جوازات سفر التشيكيين الخمسة.