Site icon IMLebanon

علي صالح.. بين «الكبدة» و«الكبسة»

في مقابلته مع قناة الميادين، كان الرئيس اليمني المخلوع يقدم مشهداً فكاهياً، ويعكس خيبة المشاهدين لرجل بهذا المستوى من السذاجة حكم اليمن أكثر من 30 عاماً، ويظهر نفسه أنه الطاهر النقي الزاهد في السلطة.

إن ما قاله علي عبدالله صالح يمثل جنون العظمة، فهو يرى أن كل أبناء الشعب اليمني هم علي صالح، فلو قُتل فهو باقٍ في ضمائر الشعب اليمني، وكلنا يعرف أن من أوصل اليمن إلى هذه المرحلة هو قاسم مشترك فيها، فهو من تلاعب بمقدرات الشعب اليمني واختزلها في أقربائه، وكان همه هو أن تبقى السلطة في أقاربه، أما اليمن وشعبه فهو يدغدغ مشاعره وعواطفه؛ لتسويق ذاته، إذا كانت له أي صدقية باقية في بلده.

استغربت من تكراره أن ما يمر به اليمن هو مؤامرة أميركية إسرائيلية، وفي المقابلة نفسها يكرر أنه على استعداد للتطبيع مع إسرائيل.

أما أميركا التي يروج بأنها تقف خلف ما يمر به اليمن فالكل يعرف أن علاقته مع واشنطن كانت إستراتيجية، والآن أصبحت أميركا هي العدو له ولليمن كما يزعم، وهذا يذكرني بالخطاب الإيراني منذ الثورة الخمينية، والتي ترفع شعار «الشيطان الأكبر»، وهي تتسول لإرجاع علاقتها مع واشنطن، ويبدو أن علي صالح قد ارتمى في أحضان طهران، فهو كما قال لا يرى أن طهران تمثل تهديداً للعالم العربي، ونحن قد سمعنا تصريحات للمسؤولين الإيرانيين وهم يتبجحون باحتلالهم رابع عاصمة عربية، عندما احتل الحوثيون العاصمة صنعاء.

الرئيس اليمني المخلوع قال: «إن الهدف من «عاصفة الحزم» هو خلق فتنة داخلية باليمن»، وهذا قلب للحقائق، فكل دول العالم تعمل على استقرار الدول المجاورة لها، وإذا عمت الفوضى في تلك الدول فارتدادات ذلك تعم دول الإقليم المجاور، فالمملكة ودول الخليج العربي لا يمكن إنكار دورها في مساعدة اليمن في أزمته السياسية إلا جاحد وكاذب، وكلنا يعرف الدور الذي لعبته تلك الدول في إخراج اليمن من صراعه الداخلي، والعمل من خلال المبادرة الخليجية، والتي وقَّع عليها علي صالح بالرياض، ولكن حلم السلطة لم يفارق أفكاره، أما اليمن وشعبه فإلى الجحيم.

أما الكبسة والكبدة، والإشارات التي رددها بأصابعه على قضية بيع الضمائر في مقابل المال السياسي على حساب المصلحة الوطنية؛ فإنه يُظهر نفسه وكأنه القديس الطاهر، فدول الخليج لم تبنِ قاعدة عسكرية في اليمن، وضخت البلايين في مشاريع تنموية يفترض أنها هبات ومساعدات لشعب عربي وجار، يمثل عمقاً استراتيجياً لدول شبه الجزيرة العربية، وإذا ما أهدرت تلك الأموال فهو من يتحمل المسؤولية عن ذلك الفساد، فهو كما قال يمسك بقرون البقرة الحلوب، أما الأَضْرُع والحلب فيحلبها المتنفذون في نظامه، وهو يوهمنا أنه لا يعرف ما يجري في حكومته، والحقيقة المرة أن بعض الزعماء العرب يختزل شعبه بذاته المتضخمة، ويصبح البلد شبه إقطاعية يملكها أمثال صالح، وهذه هي مأساة الشعب اليمني.

«الكبسة» وجبة شعبية في منطقة الخليج، ولكن صالح حاول أن يستخدمها رمزاً لإسكات الأفواه من كل من يعارض دول الخليج، وأنا أتساءل، كم من المرات ضرب المخلوع بيده صحون الكبسات؟ والآن يحاول أن يجد بديلاً عن هذه الكبسة الخليجية، وقد تكون كبسة إيرانية مطعمة بالزعفران الإيراني.