Site icon IMLebanon

عالية منصور : تنسيق أميركي – روسي لتحديد “مناطق النفوذ”

تتسارع التطوُّرات في سوريا، خصوصاً الميدانية عبر تقدُّم الجيش السوري نحو الرقة معقل تنظيم “داعش” وتقدُّم قوات “سوريا الديموقراطية” نحو منبج وإعلان “البنتاغون” أنّ الهجوم على المدينة سيبدأ خلال أيام، توازياً مع إعلان الموفد الأُممي إلى سوريا ستيفان دو ميستورا أنّ من المبكر استئناف المفاوضات، ما يبرهن صعوبة العملية السياسية.

أكّدت عضو “الائتلاف الوطني السوري”، عالية منصور، في حديث لـ”الجمهورية”، أنّه “لا يمكن إختزال المشهد السوري بالمخرجات المرحلية التي نشهدها بعد الإحتلال الروسي لسوريا وإمتلاكه زمام المبادرة عسكرياً ودبلوماسياً”، مضيفةً: “لم يعد خفيّاً أنّ تنظيم “داعش” عمل كوَكيلٍ لأجهزة أستخبارات خارجية وأوّلها النظام”.

وأوضحت: “كما لا يمكن إنكار حقيقة أنّ أوّل مَن دحر هذا التنظيم من مركزه في مدينة حلب ليهرب باتجاه الشمال هو “الجيش السوري الحُرّ” وباقي فصائل الثورة على رغم انخفاض مستوى الدعم للحُرّ وانقطاعه شبه التام مع بداية لقاءات فيينا”، مشيرةً إلى أنّ “الثوار يحاربون في جبهات عدّة جيوشاً طائفية غير نظامية، إلى جانب جيش النظام وقوات “حزب العُمّال الكردستاني، ويتضح ملياً أنّ “داعش” الذي انسحب من تدمر لمصلحة النظام ليتجه لحصار مناطق “الحُرّ” في ريف دمشق وحمص وحماه، يُنفّذ دوراً وظيفياً في مجمل تحرّكاته”.

وتابعت أنّ “المُراد لهذا الدور أن يَصْب في مصلحة النظام و”قوات الحماية” في مواجهة الجيش الحُرّ، وما يُفسَّر من البعض أنّه احتكاك روسي – أميركي في الشمال السوري يعكس تنسيقاً تاماً لتحديد مناطق النفوذ عبر الوكلاء والذي أصبح النظام واحداً منهم”.

وأضافت: “إذ لا يمكن دخول القوات الأميركية إلى الحسكة والقامشلي من دون علم النظام الذي ما زالت أجهزته الإستخبارية تعمل فيها (أي في الحسكة)، كما أنّ قوات الحماية الشعبية المُتستّرة تحت مظلة قوات “سوريا الديموقراطية” تحصل على الدعم من كُلّ من الروس والأميركيين”.

وفي شأن وجود إقتراحات لدى المعارضة لوقف القصف على حلب وبقية المناطق خلال شهر رمضان، شدّدت منصور على أنّ “هناك محادثاتٍ بين “الهيئة العليا للمفاوضات” والفريق الأممي لتفعيل مبادرة في هذا الشأن، ربّما يُعلن عنها قريباً إذا وافق الروس عليها”.

وتعليقاً على كلام الأسد، قالت لم يعد سوى أداة تستعملها كلّ من إيران وروسيا لتحقيق مصالحهما في المنطقة”. وأكّدت أنّ “رفضه الحلّ السياسي واستهتاره بالقرارات الأممية ليسا سوى دليل على فشل المجتمع الدولي بممارسة ضغوط عليه لوقف المجازر والانخراط الجدي بعملية سياسية توصل إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات”.

أمّا مصير المفاوضات، فمرهونٌ بموافقة النظام على بحث القرار الأممي 2118 الذي ينص على تشكيل هيئة حاكمة انتقالية، وفق ما أفادت عضو “الائتلاف”. وأشارت إلى أنّ “العملية السياسية وُلدت ويبدو أنّها ستبقى بلا آليات تنفيذية ما يُساعد النظام على الاستمرار في مجازره”، معتبرةً أنّ “تعليق المفاوضات أتى نتيجة استمرار الاعتداءات والقصف الوحشي، وحين يتوقف القتل يمكن استئناف العملية السياسية”.

وفي ما يتعلق باغتيال مسؤول قوات “أحمد العبدو” الذي كان يقاتل “جيش الاسلام” وأحد أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض بكور السليم، أعلنت منصور أنّ “معركتنا مع داعش لم تتوقف يوماً وقوافل الشهداء مستمرّة، والشهيد العقيد بكور السليم كان على خطّ مواجهة مباشرة مع التنظيم، وهو الذي كرّس حياته للدفاع عن الشعب السوري في وجه إرهاب النظام وداعش”.

أمّا بخصوص أنه يُقاتل جيش الإسلام، فتجمّع أحمد العبدو لم يخض أيّ صدام مع جيش الإسلام بل كان الفصيلان في حال تنسيق عسكريّ دائم في مواجهة داعش في القلمون الشرقي، وفق ما تؤكّد.