شرطان لعودة لودريان.. والفراغ الطويل يطرح على الحكومة ملء الشواغر
تقدَّم الاشتباك الداخلي مع المفوضية العليا للاجئين (UNHCR) على ما عداه من استحقاقات، سواء الملف الرئاسي او الاستحقاقات المالية والتربوية، وحتى القضائية، في وقت فضحت مياه المنخفض الجوي «الياس» اجراءات تنظيف مجاري المياه والطرقات في العاصمة، وعند تقاطعاتها مع الضواحي، مع انتشار أمكنة الفيضانات، قرب جامع الخاشقجي باتجاه نفق قصقص، ونفق شاتيلا باتجاه الطيونة، وقطع الطريق (بسبب الفيضانات) من جسر المطار باتجاه السفارة الكويتية.
وتناوب على الاتهامات وزير الاشغال في حكومة تصريف الاعمال علي حمية، الذي رمى المسؤولية على المواطنين الذين يرمون نفاياتهم في الطرقات، فيما اتهم آخرون الوزارة بالتقاعس، وصولاً الى البلديات.
شرطان لعودة لودريان
ووسط هذا الخواء، والانهماك في يوميات التردي في المجالات كافة، كشفت مصادر سياسية النقاب عن معلومات يتم تداولها، مفادها ان معاودة الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان مهمته في لبنان، مرتبطة بتحقيق شرطين اساسيين،اولهما حصوله على استعداد مسبق من الاطراف السياسيين للتنازل عن الشروط والشروط المضادة التي تقف حائلا للمضي قدما في مسار حل ازمة الانتخابات الرئاسية، وثانيا التعهد بمناقشة الخيار الثالث الذي اعلن عنه في اخر موقف له بخصوص مهمته لحل الازمة، بعد فشل الطرفين المتخاصمين بايصال اي من مرشحيهما في اخر جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية.
واشارت المصادر الى انه في حال لم يتلق لودريان اجوبة واضحة من قبل الاطراف المختلفين بخصوص طروحاته لحل الازمة، يبدو انه سيتريث كثيرا ويدرس بهدوء الاحتمالات المقبلة التي سيقدم عليها مع ممثلي دول اللجنة الخماسية، وقد يكون من بينها تعليق غير معلن لمهمته،لحين انقشاع الاجواء السياسية الاقليمية والدولية اكثر ،وبروز مواقف وعوامل ايجابية مشجعة، لتفادي اي سقطة او تعثر يؤديان الى فشل مهمته نهائيا.
وربطاً قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما من تعليق لجلسات مجلس الوزراء وإن الدعوة لإنعقاد جلسة جديدة تتم عندما يحين موعدها، واشارت إلى أن الآلية المتبعة سابقا لجهة إرسال المواضيع قيد النقاش إلى الوزراء ستتواصل.لكن المصادر نفسها لاحظت أن الحكومة محاطة بحقل ألغام لعل أبرزها ملف النازحين في ضوء متابعة القرارات التي صدرت عنها إلا إذا تقرر سحب الملف من التداول الحكومي.
وتحدثت عن سلسلة ملفات تحضر في اجتماعات حكومة تصريف الأعمال لاسيما إذا طال امد الشغور وابرزها ما يتصل بالشواغر، مؤكدة أن الأمانة العامة لمجلس الوزراء تحضر البنود التي تدرج على جدول الأعمال، لا سيما في قيادة الجيش وتعيين رئيس جديد للاركان في ضوء المطالبة الدرزية بانجاز هذا الملف.
ولئن بقي الملف الرئاسي غارقاً في وحول التعنت من هنا او هناك، وتصويب هذا الفريق باتجاه الخصم، فإن السجالات لم تتوقف، وكانت بطلتاها امس نائبتان واحدة من كتلة التنمية والتحرير (نائبة صور عناية عز الدين) والثانية من الجمهورية القوية (نائبة بشري ستريدا جعجع)، فقالت عز الدين: من لا يملك الشجاعة للحوار مع الآخر من اجل مصلحة لبنان وانقاذه، هو حتماً، وانت من بينهم سوف يلجأ الى التضليل والتعطيل، وهذه مدرستكم..
وكانت النائب جعجع قالت من معراب امس: هناك من يضع مفتاح مجلس النواب في جيبه، ويستغل موقفه الدستوري لمحاولة فرض رأي فريقه على أغلبية اللبنانيين، وتساءلت: من لا يساعد على انتخاب الرئيس النواب الذين بقوا في القاعة ام الذين اسرعوا في الخروج من الجلسة حتى قبل فرز اصوات الجولة الاولى.
وفي الاطار الرئاسي، زار سفير قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، للتعارف، واستعراض آخر معطيات الجمود الرئاسي في البلد.
ومضى التيار الوطني الحر في لعبة المفاضلة بين الفراغ، وما اسماه بـ«الخيار الخاطئ في موقع الرئاسة الاولى»، فرأى ان الفراغ ربما يكون اقل خطراً، رافضا التهويل بفقدان «جنة الحكم»، داعياً الى التوافق الوطني على اسم يحمل في شخصه مؤهلات الرئاسة في هذه المرحلة، ويملك رؤية اصلاحية انقاذية، لمواجهة التحديات وابرزها النزوح الجماعي للسوريين.
وحضر موضوع الرئاسة الاولى، بين الرئيس نجيب ميقاتي والمنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي زارت قبل ظهر امس السراي الكبير، وبحثت معه، الى الرئاسة، مسار المباحثات مع صندوق النقد الدولي، وسير عمل الحكومة.
وفي شأن متصل، عقد الرئيس ميقاتي اجتماعا لـ«اللجنة المكلفة وضع اقتراحات لتعديل قانون النقد والتسليف»، شارك فيه الوزير السابق ابراهيم نجار واعضاء اللجنة.
مولوي: مطلبنا ليس تنظيم الوجود السوري بل الحدّ منه
ونابت وزارة الداخلية عن الدولة لكل من اعلان ما يمكن تسميته «الحرب» على النزوح السوري العشوائي.
وفي اول اجتماع من نوعه، ترأس وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي اجتماعاً للمحافظين ورؤساء البلديات، ناقش خلاله دور هؤلاء في الحد من الانتشار السوري العشوائي في البلاد، كاشفاً عن اتخاذ عدة اجراءات تتعلق بالاوضاع القانونية للسوريين، وتنظيم عقودهم، وفقاً لمستندات شرعية، تحت طائلة الملاحقة، واعلن مولوي: لا يمكننا أن نبقى في حال تراخٍ تجاه الوجود السوري في لبنان، ولن نسمح بعدد السوريين في كل شقة لاكثر من عائلة، مؤكداً: بلدنا ليس للبيع، ولن نقبل باستباحة بلدنا وتغيير ديمغرافيته مقابل المال، مضيفاً: لن نقبل بأي مساعدات تهدف للتغاضي عن وجود اي سوري غير قانوني.
وفي اطار الاستنفار الحاصل بوجه الوجود السوري العشوائي، كشف النائب في كتلة الجمهورية القوية غياث يزبك عن توجّه كتلة «القوات» الى توقيع عريضة نيابية لاقفال مكتب المفوضية السامية للاجئين، لانها اصبحت «مفوضية سامية للتسويق للاحتلال السوري المستجد».
نفط وغاز
كهربائياً، ضرب وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض موعداً في 24 ت2 المقبل، لبلورة اتفاق ممكن مع نظيريه المصري طارق الملا والاردني صالح الخرايبة في ما خص استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن، بعد انجاز العقود، والتعثر الذي تبيّن ان مرده يعود الى عدم حماس البنك الدولي للتمويل، ومفاعيل قانون العقوبات الاميركي على سوريا المعروف بقانون قيصر.
ووعد فياض ان البحث يمكن ان يتطرق الى التمويل من خلال مؤسسة كهرباء لبنان بعد ايجاد حل للعملة الصعبة، وذلك خلال مؤتمر النفط والغاز الذي سيعقد في بيروت.
أمطار المنخفض انتبهوا من الكوارث!
على الارض، فضحت الامطار الصباحية التي جاء بها المنخفض الجوي «الياس» الذي بدأ بالانحسار ظهراً، وضع المسارب المائية المنهك، والمجاري في الشوارع العريضة، ومجاري تصريف المياه على الاوتوسترادات..
ولاحظ وزير الاشغال ان السيل في ضبيه جرف معه الاتربة والرمول واغصان الاشجار، وقساطل المياه، وكاد يتسبب بكوارث..